الصدق والأمانة والتواضع والتراحم والتكامل والغيرة على الأمة والإخلاص لله والأمة والشجاعة والكرامة والنبالة والفداء والتضحية بالنفس لانقاذ الآخرين وتقديم النصح لهم لما فيه صلاح دينهم والمبادرة لخدمة دين الله والتفاني في الولاء لله ورسوله والأخلاق الحميدة.. كل هذه الصفات التي لا يحملها الا العبد الواثق بالله والمخلص له اجتمعت كلها في شخص واحد حملها وهو اهل لها.. وعمل بها وجسدها وحافظ عليها حتى آخر نفس له.. بذل نفسه وماله واسرته وكل ما يملك لمصلحة هذا الشعب واصلاحه لانقاذ هذا الشعب ليس الشعب فقط بل كامل الأمة الإسلامية هو شخص وهب حياته بأكملها لتوعية الأمة واخراجها من الضلال لتعود الى الله والى كتابه والى نهجه القرآني.. شخص لا يزال الى الآن مصدر هداية.. مصدر لمعرفة الله ورسوله.. نعم ! ذلك هو الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي تخلى عن الحياة الدنيوية وسعى لنيل الحياة الأبدية والشهادة في سبيل الله..! ما اعظم هذا الشخص وتضحياته التي قدمها.. هذا الشخص لطالما كان شخصاً مهتماً بالقرآن الكريم وعترة رسول الله ونهج الله ورسوله ومدافعاً عنها وقد واجه آلاف بل ملايين الأعداء الذين كانوا يحاولون ابعاده عن القرآن الكريم وعن منهج القرآن الكريم.. كانوا اكثر منه عدداً ومالاً وقوة وعتاداً لكن هذا الشيء لم يجعله يتردد لحظة واحدة في ان يقدم هدى الله للناس واخراجهم من ماهم عليه من تيه وضلال وانتماء خاطئ للثقافات المغلوطة والغربية.. شخص كهذا لا يمكن ان يكون شخصاً عادياً كما سيقول الكثير عندما يتعرفون على تلك الصفات الملائكية التي يتحلى بها هذا الشخص المتميز.. الشهيد القائد هو رمز حرية للأمة الإسلامية - ان صح التعبير- فالإنسان الذي يناضل ويحارب ويجازف بحياته ليضمن سلامة الأخلاق والمبادئ والقيم الإسلامية والحفاظ عليها من التحريف والضياع هو دون ادنى شك إنسان مميز ومختلف وقد لا نجد له مثيلا في الصفات التي يحملها في ايامنا هذه.. فالناس من امثال الشهيد القائد نادرون جداً بل واصبحوا شبه منقرضين ان- صح التعبير- فالناس الذين تلقاهم اليوم في اليمن وغيرها لا يهتمون في الحفاظ على الدين الإسلامي واخلاقه وقيمه وما الى ذلك فكل ما يشغل اهتمام الناس اليوم هو كيف سيتقدمون ويتطورون.. وكيف يسايرون العصر والتطور والموضة.. والبعض منهم اكبر همه هو ان يعيش حياة هادئة اما في مجتمعنا اليمن اكبر همهم هو اين يتواجد القات الرخيص وكيف سعر القات اليوم.؟!. اما اذا سألتهم عن اوضاع الأمة الإسلامية والدين الإسلامي فسيكون الرد "ما همنا؟ والشيوخ ايش عملهم؟ اي ان الدين الإسلامي والحفاظ عليه اصبح مهمة الشيوخ والعلماء فقط وليس جميع المسلمين! وكأن عملنا كمسلمين هو الصلاة والصيام والعبادة فقط.. والعمل بما يصل الينا ممن نعتقد انهم علماء الامة ولايهم ان كان ما يصل الينا من هؤلاء صحيحاً ام لا المهم ان نعمل عليه فحسب.. اي ان حماية الدين الإسلامي واخلاقه ومبادئه وقيمه اصبحت مهمة محصورة على شخص واحد ليس عامة المسلمين.. وهذا هو ما جعلنا نقول ان الشهيد القائد لا مثيل له في ايامنا هذه.. ولم نخطئ في ذلك.. ما تعاني منه اليوم الأمة الإسلامية دون استثناء هو بفعل الجهل المركب الذي جعلها بعيدة عن الله ومنهجه القرآني العظيم.. ذلك الجهل الذي رسم في عقلها ان الدين لا يتدخل به الا العلماء.. هذا النمط والجهل المركب هو نفسه الذي يجعل الناس ينظرون لمن يحاولون تقديم النصح لهم على انه متشدد او "مطوع" كما يقال وربما ايضاً يقولون انه يريد ارجاعهم لايام الجاهلية كما كان الحال مع الشهيد القائد عندما جاء ليريهم الحقيقة ويعيدهم الى الله قالوا عنه انه متطرف ويريد ارجاعهم لأيام الجاهلية وانه يريد ان يحكم الأمة بنظام الإمامة الأولى.. وهذا هو الغباء بأم عينه ومازال الناس يقولون لماذا كل هذا الدمار والفساد والحروب المتواصلة علينا؟؟ كل هذا لاننا ابتعدنا عن الله وعن منهجه وعن اوامره واتبعنا ملة بني اسرائيل الجديدة على الرغم ان الله قد حذرنا وقال (لا تتبعوا اليهود والنصارى يردوكم بعد ايمانكم كافرين) ولكن نحن لم نأبه لذلك التحذير واتبعناهم بكل ما وضعوه امامنا ليس هذا فقط بل واسميناه تقدما وتطورا وموضة ومواكبة للعصر.. وهذا ما اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم قال تعالى: "قالوا لوكنا نسمع ان نعقل ما كنا في اصحاب السعير".. هكذا هو حالنا عندما يأتي الينا من يريد لنا الهداية والخير نقول عنه متطرف ومتشدد والكثير من العبارات وبعدما نصل الى ما كان يحذرنا منه نقول حينها "لو اننا اتبعناه" لو اننا صدقناه ماكنا.. الحكاية ذاتها تتكرر منذ عهد الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وفي عهد الإمام علي وفي عهد الإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زيد عليهم السلام هي نفس الأخطاء ونفس الأسلوب ونفس الندم.. لنا جميعاً في هؤلاء الصالحين ولنا في الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي الكثير من الدروس والعبر التي من خلالها نستطيع ان نبني لانفسنا درعاً منيعاً من التحريف الديني واللعب به.. لماذا كان الناس يقولون ان الشهيد القائد يريد حكم الأمة ويريد السلطة ويريد مصلحة نفسه؟؟ هل سبق للشهيد القائد ان مدح نفسه ؟؟ هل سبق له ان تكلم عن نفسه او حاول ان يشهر نفسه امام الناس؟؟ لا الشهيد القائد له 62 ملزمة فيها كل دروسه ومحاضراته ولو اطلعنا عليها لوجدنا ان جميعها لا تدعو الى شيء الا الدعوة الى الله والعودة لكتاب الله والتمسك بحبل الله لا يوجد حرف واحد يدعو الى العنصرية او الى الشهيد القائد نفسه. فعلينا جميعاً ان نراجع حساباتنا ونرجع الى الله والى كتابه واليوم هو 27 من رجب ذكرى استشهاد الشهيد القائد ولهذا فلنجعل جميعنا هذا اليوم تقرباً الى الله وعودة الى كتابه ومراجعة لاوامره ولندع جميعاً لروح الشهيد القائد الذي كان ضحية جهلنا المركب وغبائنا الفاحش ولنسأل الله ان يتغمد روحه الطاهرة برحمته بجوار الصالحين من عباده انه سميع الدعاء.. النصر لليمن واليمنيين.. الخلود للشهداء الشفاء للجرحى.. الفرج للأسرى.