مؤشرات على جولة جديدة من الصراع على غرار أحداث يناير86م الدعوة إلى الالتفاف حول القيادة في صنعاء لتجاوز الخلافات وتحرير الوطن من الغزاة محافظ عدن: المجلس الانتقالي الجنوبي ظاهرة صوتية يسيره المحتل إعلان الإدارة الذاتية تعكس نوايا المحتل في تقسيم المحافظاتالمحتلة تتصاعد وتيرة الأزمة بين فصائل مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي في جنوب الوطن وتنذر الأيام المقبلة بالمزيد من العنف خدمة لمصالح وأجندة المحتلين. واعتبر مراقبون الخطوة التي اقدم عليها ما يسمى المجلس الانتقالي بالحكم الذاتي ترجمة عملية لمساعي العدوان في تقسيم اليمن واستنزاف ثرواته ومقدراته وخلق حالة من الفوضى والإرباك بين أبناء الشعب. منوهين إلى أن إعلان الحكم الذاتي يعد هروبا من التهم المنسوبة إلى المجلس بمفاقمة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لكونه يمسك بالكثير من مفاصل المؤسّسات الرسمية ويشكّل غطاء أمنياً وسياسياً لبسط السلطة على أراضي الدولة التي صادرتها عناصر محسوبة عليه، إضافة إلى ظهور عصابات منظّمة للنهب والسرقة وفرض الاتاوات في مناطق نفوذه. وفي صنعاء وقف اجتماع برئاسة رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وبحضور محافظي عدن طارق سلام ولحج أحمد جريب والضالع محمد الحدي، أمام ما تشهده المحافظاتالجنوبية والشرقية الواقعة تحت الاحتلال في ضوء إعلان ما يسمى المجلس الانتقالي الانفصالي حالة الطوارئ. وأكد الاجتماع في هذا الشأن أن كل الاتفاقيات والخطوات التي تتخذها دول العدوان والاحتلال أو المكونات العميلة والمتعاونة معها في المحافظات والمناطق المحتلة، التي تستهدف سيادة واستقلال اليمن ووحدته وسلامة أراضيه غير شرعية ولا تعني الشعب اليمني لا من قريب أو بعيد ولن يكتب لها النجاح لأنها تتعارض والإرادة الشعبية الجامعة لليمنيين من المهرة شرقا وحتى الحديدة غربا ومن عدنجنوبا وحتى صعدة شمالا.. مشددا على أن الوحدة اليمنية وحدها الكفيلة بصنع الاستقرار للوطن اليمني كله وخدمة الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا. ودعا الاجتماع، الشعب اليمني إلى الالتفاف حول القيادة في صنعاء لاستعادة العملية السياسية الداخلية بالعودة إلى طاولة الحوار اليمني -اليمني والتحرك بروح وطنية جامعة لتحرير كل شبر من ارض اليمن. واعتبر استمرار الخلافات والانقسامات الداخلية لا تخدم اليمن وأبناءه وإنما تخدم أعداءه التاريخيين والساعين إلى تجزئته وتفتيته وخلق بؤر صراع جديدة بين أبناء الوطن والهوية الواحدة منذ الأزل . من جانبه قال محافظ عدن طارق مصطفى سلام أن إعلان ما يسمى المجلس الانتقالي الخاضع لسيطرة قوى الاحتلال السعودي الإماراتي بالإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية يعبر عن نوايا المحتل الرامية لتقسيم المحافظاتالمحتلة لصالح مشاريعها الصغيرة، مشددا على أن هذه المساعي ستبوء بالفشل. وقال المحافظ سلام في بيان: إن ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي ليس سوى ظاهرة صوتية يسيره المحتل حسب رغباته، وما يصدر عنه يعبر بصورة أو بأخرى عن أهداف خارجية يراد من خلالها زعزعة الاستقرار والانقضاض على ما تبقى من مقدرات الوطن وسيادته واستقلال أراضيه. وشدد على رفض أبناء المحافظاتالجنوبية الأحرار استغلال معاناتهم وغياب الدولة وانجرار مجموعة وراء إغراءات المحتل لتنفيذ أهداف ورغبات قوى طامعة بثروات اليمن ومكتسباته. وحذر المحافظ من تبعات هذا القرار الذي يؤكد مساعي الاحتلال لتقسيم اليمن والعبث بمقدراته ومضاعفة معاناة المواطنين نتيجة غياب الخدمات وتدني مستوى المعيشة واستغلال قوى خارجية لمعاناتهم. كما شدد على ضرورة أن يتحد الجميع في مواجهة هذه المؤامرات التي تضاعف من التحديات والمخاطر في ظل استمرار العدوان. واعتبر أن هذه القرارات الاستفزازية لن تثني أبناء المحافظاتالجنوبية من مواصلة ثورتهم لطرد المحتل. وقال" ما يجري الآن ليس سوى محاولات للالتفاف على إرادة أبناء الجنوب في العيش بكرامة وحرية واستقلال والتي تجلت مؤخرا بالخروج الشعبي الرافض لتواجد قوى العدوان"، داعيا أبناء المحافظاتالجنوبية إلى مواصلة النضال حتى تحقيق أهدافهم المشروعة في العيش بسلام واستقرار. وقد شهدت عدن وبقية المحافظاتالمحتلة غضباً شعبياً كبيراً من جرّاء التوقّف شبه الكامل لإدارة البنى التحتية، ما أغرق عدن من جرّاء السيول التي اجتاحت أحياء ومديريات فيها منتصف الأسبوع الماضي، فأُعلنت إثر ذلك مدينة منكوبة. وفيما وقف «الانتقالي» و«الشرعية» موقف المتفرّج، ارتفعت أصوات تحمّلهما، إلى جانب رعاتهما الإقليميين، مسؤولية انزلاقها وبقية المحافظاتالمحتلة إلى الفوضى وتبعات الكوارث الطبيعية، وهو ما يحدث للمرّة الأولى منذ الاستقلال أواخر الستينيات. هكذا، تعامل الجنوبيون مع إعلان «الانتقالي» بكثير من البرود، فلم تتفاعل معه المكوّنات والفصائل والحراك الثوري على أنه خطوة باتجاه الوصول إلى أهدافهم، أو كخطوة أولى نحو حلم يراود عدداً منهم بالانفصال. ويعود منشأ الفتور إلى أن المجلس منسجم بالكامل مع الأجندة الإماراتية على حساب «القضية الجنوبية»، وأن جانباً من صراعه مع «الشرعية» يعود إلى صراع الإمارات مع «الإصلاح»، فيوظّف هذا الصراع خدمة لمشروعها لا أكثر. كما أن الناس ملّت من تكرار نزاع «الانتقالي» و«الشرعية» في عدن وغيرها، في حين تقطن قيادات الطرفين في أفخم الفنادق في أبو ظبي والرياض، ويعاني المواطنون مرارة الصراع.