ما من شك أن الفاجعة كبيرة، وأثرها الصحي واسع ومؤثراتها النفسية تتسع على مستوى الفرد والأسرة، بل والمجتمع بكل مكوناته، وفي كل محافظاته ووحداته الإدارية لليمن، وما يعكس ذلك عن طريق النقل الإخباري والمعلوماتي عن هذا الداء والجائحة الدولية، وإذا كان العالم والدول الكبرى تعاني ولا زالت من نقص الإمكانات، رغم قوة اقتصادها وقدرتها على التعامل في المكافحة والمعالجة وتوفر الوسائل والإمكانات المطلوبة، وليست في حالة عدوان، ما بال بلدنا المتكل على الله وإمكاناته المتاحة وفي ظرف الحرب والحصار الشامل براً وبحراً وجواً، بل ومن خلال التعمد المقصود والمتكرر في إدخال هذا البلاء إلى اليمن من قبل أعدائه ومناصريهم، في الداخل بوعي أو بدون وعي وبقصد أو بدون قصد منهم. وعليه يجب التعاطي مع هذا الأمر بجدية وصدق مع الله أولاً، ومع أرواح الناس ومع الجهود الحكومية ثانياً، ومن خلال الوزارة المختصة التي بذلت وتبذل قصار جهدها في مكافحة هذا الداء ومحاربته، فإمكانات قد لا تكون موجودة فعلاً، والبعض منا يشكك بل ويتطاول بالتهكم اللامنطقي على هذه الوزارة ووزيرها وكادرها، وينعتهم بما شاءت له أهواؤه وحتماً هذا الشيء يعد تجاوزاً لقيمنا، وإيماننا، وهويتنا، وتراثنا، وثقافتنا، التي جبل ابناء اليمن شعب الإيمان والحكمة عليها، وجسدها في سلوكياته وتعامله في مواجهة التحديات والاخطار والظواهر الكونية، أبعد الله عن اليمن عن هذا الداء وهذه الظواهر. انني اعلم علم اليقين ان كل شخص وكل اسرة قدر الله عليها الاصابة بهذا المرض تعرف جيداً الدور الكبير المبذول من قبل الجهات المعنية، ومن الدولة والحكومة ومن وزير الصحة شخصياً. إذاً لماذا استهوى البعض ممن ابعدهم الله عن هذا المرض ان يشوهوا الجهد لفيلق الجيش الابيض وفرقه الصحية الجبارة، التي تفوق جهودها القدرات والإمكانات، وعجزت دول عندها كل لك القدرات والإمكانات من التغلب على هذا الداء الخطير؟ ولماذا نكتب في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الصحف ونتحدث بما يخدم الأعداء؟ ولماذا نضع بأيدي الأعداء صفحات يكتبون فيها ما يشوه سمعة اليمن، ويخدم أهوائهم وغاياتهم؟ رغم علمهم أن العدوان هو الذي يحاصرنا ويعتدي علينا ويحاول وفعلاً قد تمكن من إدخال هذا المرض الى بلادنا ولازال مصراً على ذلك في كل يوم، وكل ساعة، فعلينا أن نتقي الله في أنفسنا وأهلنا وبلدنا وأن نكون عوناً للجهات المعنية في الحفاظ على الأرواح للأفراد والأسر، بل للعامة من الناس في بلدنا الحبيب، وأن نواكب هذه الظاهرة بالصورة، والصوت والكلمة الصادقة المطمئنة والناقدة للتصرفات والمظاهر الخاطئة والمضرة، ومن اجل الأهداف المرجوة من الجميع لابد من العمل الجاد في محاربة هذا الوباء من قبل الفرد، والأسرة، والمجتمع، والدولة، والوزارة المختصة، المشكورة على جهدها الهام والمتميز والجهادي، وأنني اتوجه بمناشدتي لكل أسرتي في اليمن عموماً شماله وشرقه وغربه وجنوبه، وإلى كل فرد ان يحرصوا على أنفسهم من هذا المرض، وقنطار وقاية خير من طن علاج، وعليهم ان يتبعوا الإجراءات الوقائية دون أي استخفاف بها حيثما كانوا، كما أناشدهم بالله ان يعطوا لكل ذي حق حقه ممن يعمل ليل ونهار من اجل سلامتهم، وأمنهم واستقرارهم، وصحتهم، كانت وزارة الصحة او حراس الوطن وحماة أمنه في جبهات القتال الأخرى، واضع أمامهم تساؤل ما هي النتيجة الحتمية اذا نحن استهترنا بتطبيق الإجراءات؟ وما هي انعكاسات اتهاماتهم الغير منطقية على الصحة ووزيرها، رغم أن الأعداء شهدوا له ولوزارته قبل الأصدقاء وأشادوا بدوره وحرصه، وهنا اضع على المطلع على هذا والقارئ له المنطلق الواضح وأمل اني قد أوصلت رسالة وأسهمت في أبراز الصورة، وإن كان الكل يعرف بها وخطورة نتائجها الكارثية على شعبنا والعالم. وعلى الرغم من كل المخاطر، والتحديات وآثرها وتبعاتها، فإنني متفائل بوعي شعبنا وقدرته على تجاوز هذا البلاء والجائحة. والله من وراء القصد عاشت اليمن حرة منتصرة، خالية من الامراض والأوبئة موحدة. * عضو مجلس الشورى رئيس اللجنة الدستورية والقانونية والقضائية