بعض المتابعين والقراء.. يتصلون بى لماذا تنقطع عن الكتابة في بعض الإصدارات فأجيبهم عنوان مقالي (خواطر سرية) ويجب ان التزم بما في العنوان فإذا لم تأتين خاطرة ذهنية تنشط قلمي وإبهامي وليس فيها جوانب سرية يحجم قلمي عن الكتابة كمصداقية مع النفس والقراء.. وبالعودة لعنوان المقال فقد أكرمني الله بمقابلة علم الهدى قائد الثورة وتفاجأت بوجود عدد من أنصار المسيرة القرآنية وغيرهم من الناس كل يشرح موضوعه بأدب عظيم والقائد يصغي إليهم في هدوء ورعاية ويجيب عليهم واحدا تلو الآخر.. وكل يأخذ ملفه ويذهب ووجوههم نضرة ومستبشرة ونظرات القائد وابتساماته كأنها تخص كل موجود بذاته وأنا جالس بالقرب من مجلسه.. وعندما تقدم ملف به أوراق كثيرة وغير مرتبة وبدأ الشرح للسيد القائد.. تغير وجهه وذهبت ابتسامته الخافتة ولم أكن أسمع شرح تفاصيل ذلك الملف وبياناته لأن المتحدثين كانوا يخفتون أصواتهم خجلا وهم يتحدثون مع علم الهدى لكنني شعرت ان هناك أمرا هاما فيما يقدمونه من خلال وجوه من أتوا بذلك الملف وانخفاض أصواتهم ومن خلال تغير وجه وبشاشة القائد وبعد دقائق من الاستيعاب للقائد رمق بنظرة نحوي وقال لي تعال وتقدمت خطوتين –بركبتاي- وسلم عليّ بيد تملؤها شحنات من الفوتونات الموجبة لا استطيع وصف ذلك الشعور وتلك الموجات المغناطيسية العجيبة وقلت له لقد تمنيت سنينا هذه اللحظة فأعطاني الملف وأشار للذين أتوا به: هذا من يتمكن من متابعته وتناولت الملف وقرأت سطوره فإذا هو ملف أقسام الفساد المالي والإداري في بعض مفاصل الحكومة .. فأدركت أن ذلك هو الشيء الوحيد الذي يغضب القائد ويقض مضجعه وهو يواجه أكثر من26 دولة بقضها وقضيضها وعتادها قد فتحوا جميع الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها ولم يفلحوا في أيٍّ منها وفشلوا بينما هو واجههم بفتح جبهة واحدة و هي الجبهة العسكرية ونجح فيها واخزاهم بإذن الله وبالتمسك بحبله المتين فكيف سيكون حال المعتدين لو فتح القائد بقية الجبهات.. لكن القائد يسوقها رويدا وهذه حكمة الله حتى يصل المؤمنون إلى مرحلة التمكين لذلك يحب القائد أن يكون اتباعه ومريدوه ومحبوه يتصفون بمنهج القدوة للآخرين في سلوكهم ويبدأون بأول نقطة يحبها الله ورسوله ويحبها قائد المسيرة ويتصف بها الصف الأول ويتمنى ان تعمد لدى بقية المسؤولين والمحبين (عدم الاستكبار) التواضع لأن قدرات إبليس في السيطرة على المؤمنين وانحرافهم يبدأ من إدخالهم برنامج الكبر فيهدمون كل ما بنوه كما هدمه الكثير من المؤمنين الذين ذكرهم الله في بيانه ( وما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) وهذا يعنى أن هناك مؤمنا خبيثا ومؤمنا طيبا فالله ورسوله لا يقبلان إلا الطيب ومسيرة القرآن كذلك لا تقبل إلا الطيب المتواضع غير المستكبر.. عندها أخذت الملف من علم الهدى القائد وإذا بأذان الظهر يوقظني من المنام.. والله يرزق من يشاء بغير حساب.