اقترب موسم حج بيت الله .. ومعه اقتراب ذكرى تنومة تلك الجريمة البشعة التي ارتكبتها عصابة آل سعود الدموية بحق الحجاج اليمنيين.. انها مجزرة تنامت معها كل القيم والمبادئ والأعراف الإنسانية و الإ سلامية.. ففي عام 1922م خرج من صنعاء ثلاثة آلاف وخمسمائة حاج يمني بينهم أطفال ونساء في طريقهم إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك فريضة الحج؟ في تلك الحقبة الزمنية كان السفر إلى مكةالمكرمة شاق جداً فقد اقتصر على وسيلة البغال أو مشياً على الأقدام.. لهذا كانت رحلة السفر تسبق موعد الحج بشهر, ويتبعه شهر أيضاً أي أن الحاج اليمني كان يعود إلى مدينته أو قريته بعد ثلاثة أشهر من موعد سفره في ذلك العام أي ما بين عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي, وبعد رحلة سفر طويلة وشاقة وصل الحجاج اليمنيين إلى منطقة تنومه السعودية بعد أخذهم قصد من الراحة وتناول وجبة الغداء قاموا لأداء صلاة الظهر جماعة.. لم يكونوا في معركة حتى تكون بحوزتهم أسلحة وكذا لم يكن ذهابهم في غزوة ليحاطوا أثناء الصلاة بالحراسة المشددة.. بل هم في الطريق إلى الحج. لهذا كانوا يحملون القرآن وقوت السفر من الأكل والشرب أي انهم عزل مجردون من كافة أنواع الاسلحة.. اخطبوط الجزيرة- النظام السعودي- اعتبر هذا الأمر غنيمة فقد عرف عبر التاريخ بعدم قدرته على المواجهة وعرف ايضا بمدى العداوة الشديدة التي يكنها للشعب اليمني, وقبل نداء أمام الصلاة للركوع وإذا بعوى كلاب آل سعود يدوي في أرجاء منطقة تنومه.. رصاصات من كل صوب واتجاه في تلك اللحظات التي كان الحجاج اليمنيين يقفون بين يدي خالقهم في خشوع تام.. واذا بأعيرة نيران عصابة آل سعود تخترق أجسادهم ولم تكن تنومة وحدها من جرائم آل سعود بل أن تاريخهم ملطخ بالدماء في كل صفحة..وما يرتكب اليوم من جرائم بشعة بحق أبناء الشعب اليمني ما هي إلا مواصلة لخط نهجه العدواني ذلك النهج الذي تدركه الاجيال اليمنية المتعاقبة منذ الازل، واليوم ونحن في مواجهة دامية مع هذا العدوان دفاع عن تراب الارض من مخططاته الاحتلالية الجهنمية وما نسرده من تفاصيل عن مدى عدوانه الأزلية لم تكن قد وثقت ضمن مذكرات شخص ما، بل من صفحات التاريخ الحقيقية وكما يقول المثل العربي (التاريخ لا يرحم) ونحن ايضا جيشا وشعبا بعد ان منحنا الله سبحانه وتعالى قوة وشجاعة وعزيمة قتالية لن نرحم كل من سعى الى تدمير بلادنا برمتها الى من قتل وسفك دماء الابرياء الى من اقلق سكينة هذا الوطن وخطط لاحتلاله وعيشه في ظل كارثة انسانية ومجاعة عارمة وحاول سلب حريته وسيادته واذلال كرامة شعبه ان كل حر على ارض الوطن له بالمرصاد.