الشهيد العلامة زيد علي مصلح سند حيث يمتد نسبه الشريف إلى الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين حفيد الأمام علي ابن ابي طالب عليهم السلام نور الله في الأرض لابد له من (ربيون) يمثلون هذا النور الرباني العظيم لكي يحيون سنة الوجود للإنسان ومهمته السامية وهي الاستخلاف في الأرض لحقب متتالية ومن عتمة الليل الحالك المثقل لاح من البعيد شعاع نور كبارقة أمل طال انتظاره طويلاً ظهر زيدا و يا ترى ما المعاني لزيد، ... بطل خاض لله كل الميادين مقارعاً للأعداء الظلمة المعتدين : إنه حمزة العصر ودليل إرشاد لأجيال قادمين لاستكمال بناء مشروع قرآني عظيم، فكان عالماً لا يُجارى وأستاذاً لصناعة القادة وصنع من مقامه سلماً للنصر ومعراجاً للشهادة . بدأ مشواره لكي يخوض في الصرح التعليمي في منطقة مران عام 1978م حيث مثلت انطلاقته العلمية انطلاقة مميزة منذ نعومة أظافره عرف باهتمامه وجده واجتهاده، وكان يتميز في صغره بثقة عالية بنفسه وبشخصية وجرأة عالية. كان رفيقاً للسيد بدر الدين الحوثي ،انتهل من علومه الدينية ونال الصفات الحسنة التي اكتسبها من معلمه ومربيه . عٌرف زيد منذ بداية ريعان شبابه مجاهداً مخلصاً محتسباً بمعية النجباء المخلصين الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي والشهيد عبدالله علي مصلح وغيرهم من يقيمون حلقات الدراسة والتعليم لفريق الشباب المؤمن لتوعية المجتمع بالأنشطة المختلفة بالتوعية عن خطورة المرحلة . بعض من سمات وصفات الشهيد: علامة من كبار علماء الزيدية مجتهد محسن زاهد ورع . تعاونه مع الناس ذوي الحاجة وكان يسارع في جمع التبرعات. كان في حياته عالماً وإدارياً وشاعراً ومرشداً اجتماعياً. كان يمتلك استراتيجية وخبرة عسكرية في الحروب، وكذلك في التأهيل وإعداد المقاتلين. محسن ومحب للمجاهدين وكان يقدم مصلحتهم على نفسه. دوره في العديد من المهام : 1 من الأعضاء المؤسسين لمدرسة الإمام الهادي عليه السلام. 2 مؤسس لفرقة الرسالة الإنشادية وكان يحرص على نجاح هذه الفرقة حتى حصل لها صدى كبير. 3 مؤلف العديد من القصائد التي بلغت عنان السماء ومؤلف لديوان( فجر الشهادة) الذي له صدى كبير في المشروع القرآني. 4 كان يقوم بالعديد من الدورات التأهيلية واستقطاب واستقبال الوفود وكان يقوم بعملية طباعة الملازم وإخراج أشرطة الكاسيت لمحاضرات السيد حسين. 5 كان للمسرح دور في نقل الفكرة لدور المشروع القرآني وطريقة إيصال المعلومة بعدة أساليب لذلك أعطاه جل اهتمامه بتأليف القصص وإشرافه على من يقومون بالأدوار. 6 قائد عسكري في الجبهات وكان ينوب ويمثل السيد حسين في غيابه سواء في حل القضايا للمجتمع او الخطابة أو الأعمال الاخرى. الشهيد زيد وتأسيس المشروع القرآني : بينما الشهيد يعيش خضم الأحداث العالمية وفي ما يشاهده ويتابعه من أحداث ومجريات في الساحة الدولية ومواجهة من أمة الكفر والنفاق. وبعد أن أطلق السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي أول صرخة بالشعار في 20/1/ 2002م كانت سعادة الشهيد لأنه حلمه الذي كان يحلمه بالجهاد في سبيل الله وشق طريقه من بين الصمت المترامي على امتداد البلاد الإسلامية ليواجه اجرام البغاة والمعتدين ويصد مخططهم الفظيع ويكون هذا الصوت املاً لكي يعود للأمة مجدها وكرامتها . وقد رأى السيد زيد في هذا المشروع ساحة مفتوحة للمواجهة الفعلية مع الأمريكيين والإسرائيليين ومن لف لفهم من الأعداء، وانطلق على عاتقه نصرة هذا المشروع القرآني وكان من أوائل طلبة الشهيد القائد ومعلم من المعلمين لهذا المشروع من خلال العمل والتوعية والنشاط لمناطق واسعة حتى خارج المحافظة بدأت اول صرخات الحرية في الجامع الكبير بصنعاء عندها بدأت آثار الصرخة على أعداء الله وأعلن السفير الأمريكي استياءه من هذه المواقف ،فإذا بالاعتقالات للمكبرين في الجامع الكبير لمن يقومون برفع الهتاف بهذا الشعار وبدأت المواجهة الفعلية من قبل السلطة الظالمة كان لابد للسيد زيد أن يستعد لهذه المواجهة كان يعد الشباب ويجهزهم ويمولهم رغم قلة الامكانات من أجل كل جمعة لكي يقوموا برفع الشعار في الجامع الكبير وبدأ هذا المشروع ينتشر ورفع الشعار في العديد من المحافظات وبسرعة جعلت العدو محتاراً وكان عدد السجناء أكثر من 700 سجين وما زالت التهديدات تصل إلى السيد حسين بإيقاف هذا الشعار والسكوت عنه لكن ذلك لم يكن يشكل أي خوف اليه او قلق وفي السابع عشر من شهر يوليو لعام 2004م تفاجأ الناس بصلية من الصواريخ والقذائف تهز ارجاء انحاء المنطقة وبدأت السلطة الظالمة بالحرب ضد هذا المشروع العظيم وكان لابد لأبناء صعدة المجاهدين إلا ان يقفوا ضد هذا العدوان الظالم اختار الشهيد زيد موقع له وهو موقع الخربان جبل أسفل منطقة مران وكان في مقدمة الصفوف متصدي للعديد من زحوفات الأعداء والمحاولات المتعددة لكي يتقدموا إلى منطقه مران . الاستراتيجية العسكرية التي انتهجها ضد الأعداء كانت تُنبئ عن قيادة عسكرية محنكة سواء من ناحية التحصين والتمويه أو من خلال شد المعنويات للمجاهدين وزرع الأمل في نفوسهم وأنهم هم المنتصرون حتى لو قتلوا في سبيل الله رغم أنهم لم يكونوا خريجين أكاديميات عسكرية عليا، وحتى الترتيبات العسكرية كانت لدهشة وجعلت من الجيش ان يهزم وان يرجع في مواقفه خالي الوثاق . كان السيد زيد على تواصل مستمر بالسيد حسين لكي يطلعه بكل التفاصيل وبكل جديد ويستشيره في كل مهمة ويرفع له الاشكالات التي تحتاج للقيادة في البت والنظر فيها . في يوم الخميس التاسع عشر من جمادى الأولى 1425ه واصل العدو زحوفاته المتكررة والمستمرة للتقدم إلى اتجاه موقع الخربان لليوم الثامن عشر على التوالي لكنه كان أمام كتل من الثبات وجبال من الصبر واستحال عليه تجاوزها، ولكن السيد زيد كان يمثل التيار المعنوي لروحية المقاتلين.. وبعد ضرب شديد مكثف للطيران والمدفعية لعدة أيام وبشكل مستمر لزحوفات متواصلة للعديد من الألوية المختلفة تجاه هذا الموقع وصل العدو إلى التبة المقابلة لموقع الخربان من جهة الشرق، وكانت المواجهة شديدة يقابلها جبل من الصبر وبحر من التضحية وقتال مثل قتال محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسيف من يد الإمام علي والحسين ورمح وتضحية كسيدنا حمزة ذلك هو الشهيد زيد علي مصلح حمزة العصر . رُفع غبار دماء المعركة الدامية لينبئ عن خبر استشهاد السيد زيد ثابتاً صابراً محتسباً. عندها وصل خبر استشهاده الى السيد حسين ثم تحرك بمجاميع من المؤمنين الى ذاك الموقع وحرروه من الظلمة المعتدين وحصل الانتصار الكبير في ذاك اليوم على الجيش ورجع خائب الوثاق وحصلت الهزيمة المخزية للسلطة الظالمة. ذاك هو حمزه العصر الشهيد زيد علي مصلح وسيظل مدرسة تتعلم منه الأجيال كل معاني الحياة وتستنير به في كل الميادين ثباتاً وصبراً وبصيرة ووعياً فسلام الله عليك وعلى مقامك الذي جعلت منه سلماً للنصر ومعراجاً للشهادة .