لقد انبهر المتابعون للخواطر من المقال السابق وكل فسره بطريقته حيث كان عنوانه (شرط العدوان.. اتركوا حبل الله نوقف الحرب) ونحن اليوم بصدد شعاع من ذلك المقال البعيد المدى والواسع المدارك. هذا الشعاع هو قسوة قلوب المرتزقة وهنا لا اقصد قسوتهم الايمانية من اجل الله ورسوله هناك قسوة نبذها القرآن وشرحها بيان الله وهي قسوة القلوب المستكبرة الرافضة للخضوع للحق والرافضة ان تشهد لله ورسوله فتتجه للشهادة للحزب والمذهب والرأي العام رغم انها تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة لكن ذلك ليس مقياسا لرضا رب العالمين لذلك تجدهم رغم الآيات البينات على مدار السنة لكنهم يتجاهلون ويستكبرون على الاعتراف بها حيث طال عليهم الأمد فقست قلوبهم والأمد هو برنامج الشيطان في التمني والنظرة الشيطانية السرابية للمستقبل لذلك ترى قلوبهم قاسية جدا رغم ما شاهدوه ويشاهدونه من جرائم يرتكبها العدوان بحق الأبرياء ورغم الحصار والتجويع لكن مشاعرهم ميتة (فقست قلوبهم فهي كالحجارة او اشد قسوة) قد لا يدركون ذلك الا عندما يتعاملون مع أطفالهم وذويهم انحراف عن الود والعطف والشفقة لماذا؟ لأن الله مدد قسوتها حتى اصبحت كالحجارة.. فلا يؤمل فيهم خيرا وإن مروا على الاية في بيان الله (ألم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله) لا يفقهون وهنا ليس كلمة امنوا تنجيهم مما وصلوا إليه لأن الخبث توطن في قلوبهم فقست وذكر الله لا يتأتى أبدا إلا لمن قلبه رحيما ورطبا وهذا لا يذوقونه يقول الشهيد القائد متى ما قسا قلبك سيطرت عليك الغفلة والنسيان ولذلك لم يعد نافعا فيهم ذكر الله أو الجرائم التي يشاهدونها, بل إن هناك من يجهد نفسه وقلمه للمشاركة في الجرم والجريمة. ونعتقد هنا أن سنوات 6 من الحرب كافية ان يعرف من له عقل الخط المستقيم واهله ونحن لا ننسى أبدآ اننا قد فهمنا العدوان وحركته بتخدير المجتمع الدولي بشأن تفاوض أسرى او تفاوض غير معلن ليستمر في عدوانه وحصاره ولاشك اننا نعرف ان الخطوة الأولى للعدوان اذا كان جادا في السلام والسلم الدولي ..ستكون اول خطوة حسب التاريخ القديم والمعاصر هو التخلص وتأديب مرتزقته وهذا ما لم يتم بشكل كامل ولكن جزئي ..واذا كان جادا في رغبته في الخروج من المأزق والمستنقع الذي وضع نفسه فيه فستكون الخطوة الأولى فك جميع الاسرى بالطرق الطبيعية.. ولاشك ان اخلاق المسيرة القرآنية يستغلها العدوان ومرتزقته ويعتقد انه يحقق مكاسب لكن الحقيقة عكس ذلك.. وهنا يجب أن يفهم العدوان أن أهدافه في اليمن العظيم الذي يؤمل فيها منذ حلمه الوهمي باتت مستحيلة التنفيذ والنجاح لماذا؟؟؟ بكل بساطة لأن الجيش واللجان الشعبية والشعب العظيم أصبح أكثر من أي وقت مضى قادرا على حماية مقدرات البلد وسيادته ومع الزمن القريب سيفرض الشعب اليمني احترامه وتقديره على أركان العالم فيعتز كل إنسان مستضعف في العالم وتصبح اليمن قبلة الأحرار والشرفاء والرزق الوفير.. وليس ذلك على الله بعزيز.