وإذا كانت فتنة أمة سيدنا محمد عليه واله الصلاة والسلام هي ولاية الإمام علي عليه السلام.. فإن ذلك يعنى أن ينتبه المؤمن لخطط الشيطان في تفعيل العصبية والرعونات النفسية ويجعل المسلمين وفي عصر الحداثة والتطور غير المسبوق في الأرض يخوضون معارك نفسيه واجتماعية يستفيد منها أعداء الأمة.. فعندما وجه النبي الأعظم الرماة في معركة (احد) ألا ينزلوا من الجبل حتى لو انتصر المسلمون. وخالفوا ذلك الأمر بالنزول فهزم المسلمون وكاد النبي أن يقتل.. فمخالفة تكتيكية من هذا النوع كادت ان تقضى على المؤمنين ومنهجهم.. فما بالك في مخالفة النبي الأعظم وتأويل كلامه وتفسيره كلاً حسب هواه ومصالحه وحزبه وتوجهاته.. فالتوجيهات واضحة وصريحة.. ولا يمكن ان يعيد الرسول الأعظم الآلاف من الحجاج المتقدمين وينتظر المتأخرين في غدير خم.. إلا وهناك أمر جلل وهام لا يعنى به حب علي لأن المؤمن يجب ان يحب أخيه المؤمن من حيث المنهج وفي كل الكتب السماوية لكن إبليس ولأنه يعلم انها فتنة لها أثرها الكبير على النفوس استخدم جميع برامجه وجنوده التي استمدها وأنتجها وتدرب عليها منذ آلالاف السنين منذ استكباره وعصيانه ووعده ووعيده بأنه سيعمل على منع المسلم الوصول لخط وطريق الله المستقيم (لأقعدن لهم صراطك المستقيم). ومنذ الوهلة الأولى لتوجيهات نبي الله بعد حجة الوداع استطاع تأويل وحرف التوجيهات.. في كل عصر فهناك من اعتمد التوجيه على أنه حب علي وهناك من قال واعتمد الولاية الدينية فقط للإمام علي عليه السلام.. ولأن القائد العام للضلال (الشيطان) يقوم بتحديث البرنامج في كل عصر فيختلف المسلمون ويتقاتلون أحيانا ويسب بعضهم بعضا بسبب التحديث البرمجي.. وينطلق أعداء الأمة في التطور والبناء والتحكم في مقدرات الأمة وأمة سيدنا محمد عليه واله أفضل الصلاة والسلام يتباغضون ويوقفون عجلة البناء في الأرض وإقامة العدل ونشر هدى الله ومنهجه ... والمفروض أن يكون عيد الغدير مقصد ورضي كل موحد ومؤمن بتنفيذ توجيهات نبي الأمة واستقبالها بالعيد والفرح والمحبة فحب علي واعتماد ولايته لا يعني حل الأحزاب السياسية او إلغاء البرلمانات أو منع مجالس الشورى او التسلط بمقدرات الشعوب بل العكس تماما تلتف الأمة حول من يمثل روحية الإمام علي وتجعله صمام أمان في هذا العصر الصعب والنادر لمثل هذه الروحية والولاية الممتدة والتي لم يلمسها المسلمون منذ قرون فعندما توجد وتظهر هذا يعنى أن الله قد من بها على الأمة من جديد ذلك حجة كبيرة على المسلمين في عدم الإتباع وجعل الإمام علي عليه السلام المرجع الأساسي في الحفاظ على مقدرات الأمة والنهوض بها وعدم اختراق سيادتها والعدو يدرك أن مثل شخصية الإمام على عقبة كبيرة أمام مخططاته وبرامجه وعدوانه.. لماذا لأن مثل هذه الشخصية التي لا تعتمد إلا الحق ولو على نفسها واقرب الناس إليها ستكون نقطة الانطلاق لدولة عظمى في شبه الجزيرة العربية تسخر كل إمكاناتها لمناصرة المظلومين في العالم وتنشر السلام وتتحطم عليها خطط وبرامج المنافقين وينكشف غطائهم فتجد أن العدو من الأمة الإسلامية ينصاع ولو بعد حين لأخلاق ذلك القائد ويتمنى ان يكون جنديًا تحت توجيهاته وهذا ما لا يدركه إلا القليل من الناس.. فعندما يحيي الله الأمة بوجود رجل بروحية الامام علي عليه السلام وبالذات في اليمن العظيم وبعد ارهاصات ومواقف ومحطات كبيرة تدركها قلوب الصخور (وإن منها لما يهبط من خشية الله) والخشية لا تأتى إلا بالمعرفة للحق والانصياع له وعدم الاستكبار وفي هذا العصر المشحون بالحقائق والتفاعلات لا يستكبر ويعرض عن وجه ومبادئ الامام علي عليه السلام او يدخل في مسيرته القرآنية ويجعل منها مطيه لمصالحه الشخصية او هدم لبناء الدولة العظمى.. فهو خاسر جدا ولا يقبله خط المسيرة لماذا لأن قائدها متواضع فينكسر المستكبرون ونزيه وطاهر فينكسر السارقون ومتقي الله فينكسر المنافقون وينكشفون.. لذلك يجب ان نحافظ عليه ونهتم بتنفيذ توجيهاته.. ما لم فسيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون.