المخابرات واليهود صنوان معاً.. فلا يمكن أن تجد يهودياً لا يعمل مخبراً أو جاسوساً ويبدو أن "المخابرات" القديمة قامت على اليهود.. الذين هم مكارون ومخادعون.. ومزدوجو الولاءات.. ومزدوجو المواقف وهذه سمة أسارية في الشخصية اليهودية عادة.. ولكن هناك من يرى قيام اليهودي "بالتجسس" لرفع الاضطهاد عنهم أو توفير حماية ما لهم من غضب الاخرين وتحديداً القيادات والزعامات في البلدان والدول التي عاشوا فيها أو وجدوا انفسهم متعايشين مع سكانها الاصليين.. وفي كتاب "ملف الثمانينات عن حرب المخابرات" لمؤلفه الصحفي سعيد الجزائري وصدر عن دار الجيل للنشر والتوزيع "بيروت.. ودار دمشق للنشر والتوزيع "دمشق".. وفي ابرز الصفحات يثير قضية اليهود الجواسيس.. أو الجاسوسية واليهودية ويستند في إيراده هذه الحقائق إلى كاتب متخصص بشؤون "ريتشارد بيكون" الذي يؤكد بان اليهود كانوا يعمدون إلى تقديم خدمات الدولة.. للنظام مقابل تأمين الحماية لهم في ادعائهم انهم يتعرضون للاضطهاد وهنا يطالب الباحث والمؤلف من المتعاملين مع اليهود أو الباحثين والدارسين في هذه الجزئية ان اليهود كثيراً ما يعمد إلى الازدواجية في التجسس فهو يقوم بالتجسس للدولة التي تؤويه وتحتضنه لكنه في ذات الوقت لا يتردد لحظة في اقامة علاقة وطيدة مع كل حركة سياسية أو ثقافية أو حركة فكرية في سعي واضح من اليهودي للحظوة "بمركز اعتبار" تحسباً لتغير الاحوال وتقلبات المواقف.. وهذه واحدة من ابرز سمات وصفات اليهود في كل المجتمعات التي اقاموا فيها.. وادراكنا مثل هذا المفهوم يؤكد التفسير الذي يقول ان تاريخ الجاسوسية يحفل باليهود الذين يعملون لجهتين في القرن التاسع عشر حتى وقتنا الراهن.. الكتاب الذي بين ايدينا يشير بكل وضوح إلى ان اشهر الجواسيس كانوا من اليهود بل ان العديد منهم يعملون جواسيس مزوجين وهذا جزء من موروثهم التاريخي الذي عاشوه طوال قرون الشتات والتمزق ولذا فان محددات هذا العمل الجاسوسي أو التجسسي يعود إلى قرون قديمة مضت عندما كانوا في مصر ولدى فراعين مصر الذين تعاقبوا على حكم مصر لذلك كانت الجاسوسية جزء من شخصية اليهودي.. وهي المهمة الوحيدة التي برع فيها اليهود عبر التاريخ والمهنة الوحيدة التي رأى فيها اليهود حماية لهم من سطوة الانظمة التي يعيشون في ظلالها.. دولة الموساد وفي تاريخ الصهاينة الجدد اليوم نجد ان المخابرات الصهيونية "الموساد" قد تشكلت قبل ان تتشكل دولة الكيان الصهيوني ويتصرف الموساد كدولة داخل دولة الكيان الصهيوني.. وفي الخلاصة ان الصهاينة واليهود عنوان للجاسوسية والتجسس.. ويكفي ان نشير إلى البرنامج التجسسي العالمي "بيغاسوس" الذي تمكن من اختراق هواتف القيادات والزعامات.. وكشفت عن فضائح عديدة ورطت فيها تل ابيب دولا وانظمة وزعامات عديدة سواء في منطقتنا العربية أو في اوروبا وامريكا.. ويكفي للتدليل على خسة الصهاينة انهم تجسسوا من خلال بيغاسوس على الرئيس الفرنسي الراهن الذي لم يترك مناسبة الا وخدم الكيان الصهيوني وكذلك القيادات الامريكية والاوروبية.. ويتأكد لنا ان لا صديق للصهاينة ولا امان لهم من التجسس والجاسوسية.