المبعوث الاممي هانس غروندبرغ يكرر سلوك من سبقوه من المبعوثين الامميين الى اليمن في احاطاته الأخيرة الى مجلس الامن والذين تفاءلوا بتعيين شخصية سياسية ودبلوماسية من شمال أوروبا ذهب تفاؤلهم ادراج زوابع احاطة هذا المبعوث الذي هو تكرار للعجوز البريطاني الذي رقي في المنظمة الدولية على حساب دماء واشلاء أطفال اليمن. عموماً تجربة القيادة اليمنية الثورية والسياسية والعسكرية جعلتها تمتلك الوعي والتجربة بطبيعة الأممالمتحدة وامينها العام ومبعوثوها والأنظمة الدولية المهيمنة عليها والمتحكمة بقراراتها وهي بطبيعة الحال أمريكاوبريطانيا ومعهم فرنسا اما روسياوالصين وهما المعول عليهما في إعادة التوازن الى هذا العالم غلبت مصالحهما الاقتصادية على الخطر الاستراتيجي الذي يوشك على الصدام مع روسيا بعد توريطها مع شقيقتها وجارتها المتكونة والمستقلة حديثاً أوكرانيا عن هذا البلد الكبير ومن ثم اضعافها واخضاعها وربما تقسيم الإمبراطورية الروسية المترامية الأطراف ان نجحت أمريكا في ذلك. وهنا يأتي دور الصين التي آن الأوان لتدرك ان المال النفطي الخليجي مؤقت والعلاقة مع دول وظيفية قرارها لم يعد فقط بيد بريطانيا وامريكا بل أصبحت هذه المحميات تابعه لإسرائيل وفقاً لإرادة الاسياد الأوائل وتحديدا أمريكاوبريطانيا. خدع الكثيرين بالدعاية حول ثقافة ورقي المجتمعات الاسكندنافية وحياديتها واعتقدوا ان اختيار مبعوث اممي سويدي ربما يؤدي الى فارق عما كان عليه الوضع أيام ابن وزارة المستعمرات البريطانية مارتن غريفيث لنكتشف جميعاً ان من يعين في منصب المبعوثين لدول تتعرض لحروب عدوانية تقودها أمريكا منتقيشين وقد يكونوا ممن تربوا في أروقة ودهاليز الأجهزة الاستخباراتية التي تمثل مصالح الهيمنة الاستعمارية الجديدة التي من اجلها أبادة أمريكاوبريطانياوفرنسا والغرب عموماً ملايين العرب والمسلمين وكان حظ منطقتنا العربية والأمة الإسلامية هو الأكثر مأساوية . يكفي ان نحسب ما قتلت أمريكا في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن ليجد العالم ان هذه الجرائم تكفي ليس لوضع نهاية للأنظمة النفطية في الجزيرة العربية والخليج التي مولت مخططات حروب أمريكا بل وبريطانيا وامريكا وعلى ما يبدو ان الأمور تمضي في هذا الاتجاه. كم كان بشع المبعوث الاممي والمنصتين له من أعضاء مجلس الامن وخاصة الدول دائمة العضوية وهو يدين في احاطته الشعب اليمني المستضعف المظلوم لرده على الجرائم التي ترتكبها أمريكا وتابعتها بريطانيا وادواتهما الإقليمية المتمثلة في السعودية والامارات ولا يتحدث عن الجرائم التي ارتكبها هذا التحالف الإرهابي البغيض والاسواء ان هذا المبعوث يتحدث عن اطار لمبادرة جديدة للحل وهي ليست اكثر من استمرارية للعبة المراوغة التي لم تنطلي على الشعب اليمني منذ البداية.. انه انحطاط أممي غير مسبوق .