الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات، الحمد لله على نعمة القيادة الصالحة, فقد أطل علينا السيد القائد يوم الأربعاء الماضي في خطاب تاريخي شكل نقلة نوعية في خطى الريادة التي تتحقق من خلال المشروع القرآني والقيادة الربانية, حيث مثل هذا الخطاب موقفاً قرآنياً صريحاً وواضحاً في خط المواجهة مع أئمة الكفر مباشرةً عقب التدرج للمواجهة من الوكلاء المحليين (المرتزقة) إلى الوكلاء الإقليميين (السعودية والإمارات.. وشاكلتهم) إلى المواجهة المباشرة مع العدو الأصيل (أمريكا وإسرائيل). وهذا الخط للمواجهة لم يكن وليد اللحظة فهو نفس الاتجاه للمواجهة من يوم إعلان المشروع القرآني الذي حمله الشهيد القائد رضوان الله عليه يوم وجه صرخته المدوية بالشعار من جبال مران لتبدأ مرحلة الانعطاف باتجاه الرجوع إلى الثقافة الأصيلة للشعب اليمني ثقافة القرآن الكريم ومواجهة العدو الحقيقي للأمة، وتبدأ مع ذلك مراحل المواجهة والصراع والتي وصلت بفضل الله وتأييده إلى مرحلة المواجهة الكبرى مع العدو الأصيل مرورا بأدواته وأجنداته المتعددة داخلياً وخارجياً.. فقد اصطفى الله لهذا الشعب الكريم منهجاً وقيادة عالمية بحجم عالمية المشروع القرآني, وها نحن نقطف ثمار عالمية المشروع من خلال الموقف العظيم للقيادة والشعب اليمني في نصرة القضية المركزية الأولى للأمة الإسلامية وتسطير موقف عالمي أبهر العدو قبل الصديق في الدخول المباشر لمواجهة قوى الاستكبار العالمي بما امتلكه الشعب اليمني من مقدرات عسكرية وثقافة قرآنية جعلت منه نداً لأي قوى شيطانية أو تحالفات عسكرية تستهدف الأمة الإسلامية جمعاء. فاستراتيجية (أدخلوا عليهم الباب) القرآنية التي شهدها العالم في عملية طوفان الأقصى لم تكن لتحصل وتنجح لولا الرؤية والثقافة القرآنية التي سطرها الشعب اليمني المجاهد في مراحل الصراع الأولى ليستفيد منها كل مجاهد على خط الجهاد والمقاومة، لتعلن للعالم اجمع أن المواجهة مع العدو الصهيوني اليوم تأتي وفق الرؤية القرآنية للأحداث، وهي الرؤية التي لن تخسر أبداً بفضل وعون الله تعالى, فهذه الرؤية القرآنية خارج الحسابات المادية هي من دعمت الموقف اليمني للدخول في خط المواجهة لأن الموجهات القرآنية توجب ذلك بعيداً عن أي حسابات أخرى , كما أن السنن الإلهية في هذا الصراع تدعم هذا الموقف لأن المولى القدير سيقذف في قلوبهم الرعب حال استمرت أو تطورت المواجهة وهو ما نشهده فعلاً. فموقفنا ثابت وخطاب السيد القائد واضح وعلني بأن لا خيار لنا سوى المواجهة وفق المبدأ القرآني، وأن الشعب اليمني كله وفقاً لثقافته القرآنية وأصالته المعهودة على خط الاستعداد للجهاد والمقاومة والمواجهة للقوى الصهيونية والمتصهينة معها, وهذا التدرج في المواجهة لم يأت إلا من خلال عظيم المبادئ والقيم التي تحمله القيادة والمشروع القرآني ومن يقف معهما ومن كبرت مبادئه كبر أعدائه وهذا دليل سلامة الموقف والرؤية. وبنظرة تحليلية للموقف السياسي والعسكري الراهن نرى أن الولاياتالمتحدة من خلال التحالف المزعوم لمواجهة ما أسموه التهديد الحوثي ليس إلا محاولة من الأمريكان للبحث عن القوة التي يفقدونها يوما تلو أخر, فهذا التحالف الذي ولد ميتاً أصلاً يترنح اليوم بل ويفشل لتعلن معظم الدول التي أعلن عن مشاركتها بأنها تنسحب منه أو تشارك بشكل محدود، وهو ما نجزم بفشله كون الله القدير توعد بنصرة من نصره, ونقيم بأن التحالف الذي أريد أن يكون وبالاً على يمن الإيمان سيصبح وبالاً على الأمريكان أنفسهم ففشل هذا التحالف في ظل الظروف العالمية الراهنة وظهور قوى عالمية تواجه الغرب وتحولات ديناميات الصراع الدولي سيؤثر بشكل مباشر على بقية التحالفات الأخرى التي كانت الولاياتالمتحدة قد نسجتها مع دول شرق آسيا أو حتى في أوروبا لمواجهة الشرق, فمن المتوقع أن تتأثر تلك التحالفات أيضاً عقب هذا الفشل الذريع في تحالف البحر الأحمر لاسيما إذا تحرك التنين الصيني والدب الروسي وانتهزوا الفرصة للعمل على إنهاء تلك التحالفات والاتفاقيات التي عمل عليها الأمريكان في مراحل سابقة داخل العمق الاستراتيجي والأمن القومي لبلدانهم، وهذه التحالفات والاتفاقات تستهدفهم بشكل مباشر فالفرصة الآن مواتية لإفشالها مستدلين ومستفيدين من فشل تحالف البحر الأحمر أمام اليمن. وما يتوجب القول فيه الآن عند تحليل خطاب السيد القائد على مستوى الداخل هو أن يستنفر الجميع مع هذا الخطاب حيث وان عالمية الرؤية التي يحملها السيد القائد والتي تجلت في هذا الخطاب يجب أن تكون محل إمعان وتدبر من قبل مؤسسات الدولة لتواكب معه هذه الرؤية العالمية ما لم فالواقع سيتجاوز من يتخلف أو حتى يتأخر عن ذلك , فعظم الموقف وحجم المواجهة المرتقبة وما يترتب عليهما من مهددات خارجية تجاه بلادنا يترتب عليه مسؤوليات كبيرة للوقوف أمامها لاسيما من قبل المؤسسات السيادية والأجهزة الأمنية خصوصا وأن العدو الذي نقف أمامه الآن عدو جبان لايرعى في أحد إلاً ولا ذمة, فنظرة السيد القائد للتغييرات الجذرية التي أعلن عنها جاءت من منطلق تحسين الواقع والاستعداد للمرحلة المقبلة التي أصبحنا نعيشها اليوم نظراً لتسارع الأحداث الإقليمية والدولية فهو يبصر ويرى ويجب منا جميعاً مواكبة بصيرة ورؤية القائد, كما أن هذا كله يجعل من يمن الإيمان والحكمة , يمن الحضارة , يعود إلى موقعه الريادي الذي سلب منه نتيجة سياسات التدجين والارتهان للخارج في مراحل سابقة. فبلادنا بفضل الله في خط ريادي تصاعدي يستلزم معه نضوج ذهني ومعرفي لكل أبناء الوطن الواحد وخصوصاً من حملوا لواء الثقافة القرآنية حتى لا نكون حجر عثرة إمام عالمية القيادة والمشروع ونحن بإذن الله وبفضل العلم القائم بيننا مؤهلون لهذا الدور ولا يضرنا من تخاذل أو باع نفسه للشيطان.. حفظ الله اليمن شعباً وقيادة .