لا يخفى على الجميع ما تمر به بلادنا من تقسم وتشرذم وحالة الحرب واللاحرب منذ 2015م الا أن معركة طوفان الاقصى المباركة أتت لتُكوِن صورة واضحة عن الكل وهو سر تسمية مقالتي هذه بعنوان هكذا أصبحت عميلاً. يعلم الجميع الموقف الرسمي من قضية فلسطين لجماعة أنصار الله منذ بداية تأسيسسها بل إن تحرير فلسطين ركيزة أساسية لقيام حركة أنصار الله وخيارها الأبرز لاكتساب شعبيتها في الوسط اليمني وعند بدء معركة طوفان الاقصى أصبحت في اختبار حقيقي لموقفها وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من التكاتف الشعبي حولها من خلال تثبيت موقفها قولاً وفعلاً أو هبوط شعبي حتى من أنصارها الاوائل فيما لو نأت بنفسها واستمرت بحرب الأفواه فقط. وقبل أن نرى كيف تصرفت ووقفت جماعة أنصار الله من معركة طوفان الاقصى يجب أن نذكر أن القضية الفلسطينية تعتبر قضية أساسية ووجودية في وجدان الشعب اليمني بمختلف أطيافه ومشاربه ومناطقه. عموماً تبنت جماعة انصار الله الموقف المشرف وأثبتت للجميع أن (أقوالنا هي أفعالنا) فأغلقت البحر العربي والأحمر والمحيط الهندي في ثلاث مراحل وبدأت بمرحلة رابعة لتصل حتى البحر الأبيض المتوسط فالتف الشعب اليمني حولها ورأينا تفاعل جماهيري متواصل ومشرف ومؤيد لما تقوم به حتى من أعداء الأمس. وكالعادة بدأت الحملات الإعلامية والتشويهية ضد هذا الموقف لأسباب أقل ما يقال عن ناشرها بأنه اثبات ودليل قاطع على عمالته وارتهانه وارتزاقه. ولو عدنا إلى العامة سنجد أن التهمة هي (قدك حوثي )وكأن الحوثي _حسب القائل_ ليس بيمني او غريب عنا وبناءً على هذه التهمة تصبح بالتبعية عميل لإيران وشيعي خرج عن الملة. أخي القارئ: - خروجك في السبعين انتصاراً ودعماً ومساندة للمقاومة في غزة لا يعني بالضرورة أنك حوثي بل يعني أنك انسان قبل كل شيء لديه من الانسانية ما تجعله يرفض المجازر والجرائم وابشع انواع القتل والدمار الذي يقوم بها كيان العدو الصهيوني والشواهد كثيرة فقد رأينا أوربيين وأمريكيين بل وحتى يهود يرفضون الجرائم الصهيونية في قطاع غزة فكيف لا نخرج ونحن ندين بالاسلام الذي هو منبع الإنسانية وأساسها. اخي القارئ: - خروجك في السبعين انتصاراً ودعماً ومساندة للمقاومة في غرة لا يعني بالضرورة أنك حوثي بل يعني انك مسلم تنتصر وترفض الجرائم والابادات التي يقوم بها كيان العدو الصهيوني ضد اخوتك في غزة وذلك من منطلق ديني واحد وواضح. أخي القارئ: - خروجك في السبعين انتصاراً ودعماً ومساندة للمقاومة في غرة لا يعني بالضرورة أنك حوثي بل يعني انك عربي ثار ويثور ويرفض جرائم العدو الصهيوني في أرض عربية ضد عرب وتلك لعمري شيم الكرام ونخوة العرب وقيم العروبة. أخي القارئ: - خروجك في السبعين انتصاراً ودعماً ومساندة للمقاومة في غرة لا يعني بالضرورة أنك حوثي بل يعني انك لا زلت تحمل النزعة اليمنية الأصيلة في نصرة المظلوم والوقوف ضد الظالم وتلك هي قيمنا وما تربينا عليه. أخي القارئ: - خروجك في السبعين انتصاراً ودعماً ومساندة للمقاومة في غرة لا يعني بالضرورة أنك حوثي بل يعني انك تقف مع الموقف اليمني المساند والمؤيد والداعم لغزة ولو كان غير أنصار الله فعلوا ما فعلوه لوقفنا ولساندنا موقفهم وذلك أن نصرة غزة واجب ديني وأخلاقي وقبل ذلك كله هو انساني. أخي القارئ لا تجعل من اختلافك مع أنصار الله سبب في خذلانك لإخوانك في غزة. أخي القارئ: - غزة والأقصى ليست ملكية خاصة للحوثي وحده فلا تجعل اختلافك معه هو خذلان للأقصى فهأنا كنت وما زلت انتقد حكومة صنعاء وسأظل انتقد ما بقيت الأخطاء ولكن ذاك لا يعني أني أنكر موقفهم المشرف دوناً عن بقية الأطراف اليمنية والتي أصبحت فيه اليمن قبلة النصرة والشرف العربي بل والموقف الإنساني الشجاع والواضح في العالم كله. قبل الختام أحب أن أقول :- أن تكون حوثياً لا يعني أنك لست يمنياً وأن تؤيد أنصار الله في موقفها المشرف في دعم واسناد غزة لا يعني بالضرورة أنك قد أصبحت حوثياً وإن قال لك أحدهم (قدك حوثي) فهذا أيضاً لا يعني أنك أصبحت عميلاً. وفي ختام مقالي سأوضح عنوان مقالتي في سبع كلمات: - أيدت جماعة أنصار الله بموقفها من غزة و هكذا أصبحت عميلاً.