اللواء الركن: عبدالوهاب قعشم في 12 من ربيع الأول من كل عام يجدد أبناء الشعب اليمني ارتباطهم بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبفضل هذا الارتباط الوثيق، تنكشف المؤامرات، وينفضح العملاء والخونة، ويُدحر الأعداء. الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو إعلان ولاء وانتماء للرسول الأكرم، وتجديد عهد بالسير على نهجه، ومواصلة مشروعه في مواجهة قوى الاستكبار، وهو محطة تعبوية وروحية من اجل معارك الكرامة التي يخوضها اليمنيون دفاعا عن دينهم وأرضهم وأمتهم. إن أحياء هذه المناسبة من قبل اليمنيين ماهو إلا حب وتعظيم لرسول الله قولًا وعملًا، وما مناصرتهم للشعب الفلسطيني وصمودهم الأُسطوري إلا تجسيد عملي لاقتدائهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي نصر المستضعفين وجاهد الطغاة والمستكبرين. فيجب علينا إن نحرص من خلال ذكرى ميلاده الشريف أن تولد في قلوبنا من جديد حقائق الصدق في الارتباط والصلة برسول الله وان تولد أيضا في قلوبنا أنوار المحبة الخالصة لنبينا الكريم وأنوار الإتباع لمنهجه القويم وأنوار الالتزام بكل ما جاءنا به من تعاليم الشريعة الغراء ومن قيم سامية وأخلاق نبوية كريمة فهو القدوة والأسوة الحسنة لنا في كل صفاته وأخلاقه وشمائله وسيرته العطرة الزكية، فهدانا الله به إلى الطريق المستقيم للفوز والفلاح برضى المولى في الحياة الدنيا وفي الأخرى دار الخلد والقرار. لقد أظهرت حرب الإبادة والتجويع لإخواننا في غزة من قبل الكيان الصهيوني زيف أُولئك الذين كانوا يزايدون بالقضية الفلسطينية، وقد ظهروا على حقيقتهم أنهم متخاذلون وخانعون وفي خندق واحد مع العدو الإسرائيلي والأمريكي ضد الأمة العربية والإسلامية.. أما أبناء الشعب اليمني فقد اثبتوا للعالم اجمع أن الإتباع الحقيقي ليس مجرد تصريحات هنا وهناك بل في الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تضحياته وجهاده، وإنفاقه، ونصرته للمظلومين. فمن خلال هذه المناسبة العظيمة يجب علينا أن نستفيد مما تحمله من الدروس والعبر والعظات فنستشعر معاني الجهاد والبذل والعطاء خاصة وقد سطر شعبنا اليمني قيادة وحكومة وقوات مسلحة أنصع معاني المواجهة المباشرة مع أعداء الأمة وإسناد ونصرة أخوتنا في غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً .. لقد كان موقفنا المساند له تأثيره الكبير في إطباق الحصار الكامل على خطوط الملاحة التجارية البحرية للعدو الصهيوني وضرب عمقه بالصواريخ والمسيرات ولم يدخر شعبنا موقفاً سياسياً أو عسكرياً أو شعبياً إلا وبذله لنصرة فلسطين في حين كان هناك مواقف عربية وإسلامية مخزية ومتخاذلة شجعت العدو الصهيوني في حرب الإبادة وكان موقفنا اليمني المفاجئ للعدو وضمن محور المقاومة نابع عن ولائنا للرسول العظيم الذي أعطانا الجرأة لنصرة المستضعفين في موقف جهادي مقدس وأرعب العدو وداعميه وسنظل في هذا الموقف العظيم والمشرف حتى ينال إخواننا في فلسطين حريتهم واستعادة حقهم المغتصب وأرضهم المسلوبة مهما كانت التحديات.