عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق بلاده من برنامج الدفاع الصاروخي بين الولاياتالمتحدة الأميركية واليابان، بينما التقت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ناشطين حقوقيين بروسيا ل"الاطلاع على وضع حقوق الإنسان" في هذا البلد. وقال لافروف في جواب على أسئلة لوكالة كيودو اليابانية للأنباء إنه ضد "التورط الياباني" في الخطط الدفاعية الأميركية، مشيرا إلى أن التعاون العسكري المتزايد بين اليابان وأميركا وأستراليا سيؤدي إلى "نتائج سلبية" على المنطقة. وتقول اليابان إن تعاونها العسكري مع الولاياتالمتحدة يهدف إلى حماية أراضيها مما سمته "التهديدات القادمة من كوريا الشمالية"، غير أن لافروف يرى أن هذه المشكلة يمكن حلها بطرق دبلوماسية. وأكد الوزير الروسي -الذي ينتظر أن يزور طوكيو نهاية هذا الشهر- خشية بلاده من أن هذا الدرع الصاروخي موجه ضد بلاده وضد الصين. وقد طورت الولاياتالمتحدةواليابان برنامجا مشتركا للدفاع الصاروخي وكثفتا من التعاون في هذا المجال منذ إطلاق كوريا الشمالية تجربتها النووية السنة الماضية. وفي مارس الماضي نقلت طوكيو أولى صواريخها الاعتراضية الباليستية إلى قاعدة جوية شمال طوكيو في محاولة لتقوية دفاعاتها الجوية ضد كوريا الشمالية. وأقامت واشنطن وطوكيو تدريبا إقليميا مشتركا على الصواريخ الباليستية في يوليو/تموز الماضي، ومن المنتظر أن يقيما تدريبات أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وتحتفظ الولاياتالمتحدة بحوالي خمسين ألفا من جنودها في اليابان بموجب اتفاق عسكري مشترك.. وكانت روسيا هددت بالرد بالمثل على نظام دفاع صاروخي تنوي الولاياتالمتحدة إقامته في أوروبا الشرقية، وقالت إنه يتنافى مع مصالحها الإستراتيجية، مؤكدة أنها لن تقدم أي تنازلات في هذا المجال. وقال لافروف إن بلاده قد تتخذ خطوات لموازنة ما وصفه بالتهديد الذي تشكله الدروع الصاروخية التي تنوي الولاياتالمتحدة إقامتها في أوروبا. رايس عبرت عن استعدادها للمساعدة في بناء مؤسسات حقوقية بروسيا (الفرنسية-أرشيف) وتعارض روسيا مشروع نشر الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية معتبرة أنه يتناقض مع مصالحها الإستراتيجية. واقترحت استخدام رادارها في قاعدة غابالا بأذربيجان المجاورة لإيران. وتعتبر واشنطن مشروع نشر الدرع الصاروخي في أوروبا حماية للبلاد من هجمات محتملة من دول تصنفها بأنها مارقة مثل إيران, بينما تعتبر روسيا هذه الخطط تهديدا لها. وبعد فشل الطرفين في التوصل لاتفاق بشأن هذا الملف، أعرب لافروف عن أمله بأن تراعي واشنطن مقترحات موسكو بشأن نظام الدفاع الصاروخي, ومعاهدة تقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية، ومعاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا. ومن جهة أخرى دعت رايس اليوم السبت إلى إقامة مؤسسات روسية "تحترم الحق في الحرية" وتحمي السكان من "الحكم التعسفي للدولة". وقالت رايس أمام ناشطين روس مدافعين عن حقوق الإنسان في العاصمة الروسية موسكو –التي تزورها هي ووزير دفاع بلادها روبرت غيتس- "إن العملية الديمقراطية لا يمكن دعمها وحمايتها إلا بواسطة بناء مؤسسات". وتابعت رايس قائلة "أريد أن أعلم كيف تجري الأمور في روسيا، وكيف يمكننا مساعدتكم في بناء مؤسسات قوية تحترم القيم العالمية". وقالت مديرة مركز ديموس لحقوق الإنسان تاتيانا لوكشينا إن ناشطي حقوق الإنسان الروس ناقشوا مع رايس "التجاوزات الروسية في الشيشان" و"التمييز الذي يمارسه النظام الروسي على المعارضين". لكن لوكشينا أضافت أن ما يقع في سجن غوانتانامو الأميركي وما وقع سابقا في سجن أبو غريب بالعراق "أفقد الولاياتالمتحدة أية مصداقية في انتقاد وضع حقوق الإنسان في روسيا". المصدر/ الجزيرة نت – وكالات: