أعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف استقالته من سدّة الحكم في البلاد، في خطاب طويل وجهه للشعب صباح اليوم. وجاءت الاستقالة رغم تأكيد مشرف أن الحكومة الباكستانية أطلقت اتهامات خاطئة ضده، لتبرير إجراءات إقالته. وقال مشرف إنه عمل "بحسن نية" لمواجهة التحديات في البلاد وخصوصا صعود التيار الاسلامي المتشدد والصعوبات الاقتصادية. وأضاف "للأسف, أطلق بعض الأشخاص الذين لديهم مصالح شخصية اتهامات خاطئة ضدي وخدعوا الشعب". وتزايدت التكهنات بأن مشرف القائد السابق للجيش وحليف الولاياتالمتحدة الوثيق سيستقيل منذ أن أعلنت الشهر الحالي الحكومة الائتلافية بقيادة حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت بينظير بوتو انها تعتزم مساءلته. وأضر الغموض بشأن وضع مشرف أسواق المال في باكستان وأثار قلق الولاياتالمتحدة وحلفاء آخرين من أن يلقي ذلك بظلاله على جهود باكستان من أجل السيطرة على المتشددين الذين يقومون بأعمال عنف في البلاد التي تتمتع بقدرة نووية. ولم يذكر المسؤول في مكتب الرئيس أي تفاصيل عن الكلمة التي سيلقيها مشرف، ولكن نقل بشكل منفصل عن كبير المتحدثين باسم مشرف الميجر جنرال رشيد قرشي، نفيه ثانية لاستقالة مشرف أو مغادرته البلاد. ونقل تلفزيون دون عن قرشي قوله "الرئيس مشرف لن يذهب إلى المملكة العربية السعودية أو أي دولة أخرى وسيكافح مساءلته دستورياً". وأعد الائتلاف الحاكم الاتهامات التي ستوجه لمشرف والتي تركز على انتهاكه الدستور واساءة التصرف. وكان مسؤولو الائتلاف الحاكم يأملون أن يستقيل مشرف لتفادي مساءلته في حين صرح بعض الحلفاء بأن يجب عليه على الاقل الرد على بعض الاتهامات الموجهة ضده قبل أن يتنحى.