كثيرة هي المهام المؤمل على المناطق العسكرية الجديدة القيام بها في ضوء الهيكل التنظيمي الجديد للقوات المسلحة وفي ضوء الهيكل التنظيمي للمناطق العسكرية الذي لازال قيد الدراسة والنقاش- ومن تلك المناطق المنطقة العسكرية السابعة التي ترابط وتنتشر وحداتها على مساحة جغرافية كبيرة تمتد لأكثر من ثلاث محافظات من أهم محافظات ومناطق اليمن من حيث طبيعتها الجغرافية والقضايا والإحداث الأمنية المختلفة.. وحول المهام الجديدة لقيادة المنطقة العسكرية السابعة بشكل عام ومتطلبات العمل المستقبلي فيها من كافة النواحي- مجلة الجيش التقت بقائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن علي محسن مثنى وأجرت معه حواراً حمل الكثير من المواضيع الهامة والقضايا المختلفة على مستوى القوات المسلحة والوطن بشكل عام والمنطقة العسكرية السابعة بشكل خاص فإلى الحوار.. نص الحوار:- * في البداية نود الحديث حول الأهمية التي اكتسبها اللقاء التشاوري لقادة القوات المسلحة؟ وما الدلالة الذي مثلها توحيد الزي الجديد للقوات البرية؟ ** مثل اللقاء التشاوري الموسع لقادة القوات المسلحة الذي عقد مؤخراً بحضور رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أهمية قصوى كونه جاء بعد فترة عصيبة شهدتها القوات المسلحة من الانقسام داخل صفوفها وقد جاء انعقاد اللقاء التشاوري ليترجم ويؤكد للجميع بأن القوات المسلحة قد عادت إلى وضعها الطبيعي لحمة واحدة لتمارس مهامها وواجباتها في حماية السيادة الوطنية والإسهام الفاعل والكبير في حفظ أمن واستقرار الوطن. أما بالنسبة لتوحيد الملابس العسكرية للقوات البرية فهو يعتبر من الضروريات لإنهاء التنوع في الملبس العسكري.. وكم كان جميلاً ذلك المنظر الذي جمع القيادات العسكرية في زي موحد.. والأجمل من ذلك أن يكون جميع القادة موحدي الفكر والاتجاه هدفهم وغايتهم الوطن والشعب وأمنهما واستقرارهما.
* كيف تنظرون إلى عملية إعادة تنظيم وهيكلة القوات المسلحة بشكل عام؟ ** عملية هيكلة القوات المسلحة لم تكن وليدة اليوم فقد خضعت القوات المسلحة لتجارب عديدة فبعد قيام ثورة ال26 من سبتمبر أخذنا فكرة الهيكلة من الأشقاء في جمهورية مصر العربية وفي السبعينيات أخذنا تجارب الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية وبعدها أخذنا تجربة الاتحاد السوفيتي سابقاً ثم أخذنا تجربة الأشقاء في جمهورية العراق واليوم نحن نعيش التجربة الأردنية وإن شاء الله تكون آخر التجارب للخروج بهيكلة متفق عليها تفضي إلى بناء جيش وطني ومهني محترف يدين بالولاء المطلق لله ثم الوطن.
* الهيكل التنظيمي الجديد للمناطق العسكرية برأيك هل يتناسب مع العمل المستقبلي للمناطق والوحدات التابعة لها؟ ** بالنسبة للهيكل التنظيمي الجديد للمناطق العسكرية من حيث المبدأ هو جيد والزملاء في لجان الهيكلة إلى جانب الخبراء الأردنيين وبمساعدة الأمريكان قد بذلوا جهوداً كبيرة يشكروا عليها مع تحفظي على بعض النقاط .. ولكن يبقى الهيكل التنظيمي للمناطق العسكرية قابل للنقاش والأخذ والرد والحذف والإضافة بما يتناسب مع طبيعة وأداء المهام العسكرية المختلفة على مستوى المناطق والوحدات التابعة لها وكذلك بما يستوعب العدد الكبير للقادة والضباط والصف والجنود وأنا أرى ومعي كثير من الأخوة القادة أن لا يتم التصديق على أي من الهياكل التنظيمية سواء للمناطق أو للوحدات أو للهيئات أو حتى لوزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة إلا بعد طرحه للنقاش عبر مؤتمر مصغر يحضره أصحاب الشأن ليتم الاطلاع والمناقشة والاتفاق على ما هو الأفضل والعمل به.
* بعد تعيينك قائداً للمنطقة العسكرية السابعة ما هي الجوانب التي لمستها على مستوى وحدات المنطقة من حيث مستوى الانضباط وتنفيذ المهام وكذا الاحتياجات المتعلقة بالمقاتلين؟ ** بعد التعيين قمت بزيارة كافة وحدات المنطقة العسكرية السابعة لتفقد أحوال المقاتلين من الضباط والصف والجنود للتعارف واستمعت منهم لمختلف القضايا والمطالب.. التي بالتأكيد تعتبر مشروعة سواء على مستوى مطالب الضباط أو الأفراد أو على مستوى القيادات العسكرية للوحدات من حيث القاعدة المادية داخل المعسكرات وقد جاءت تلك المطالب المختلفة نتيجة للتراكمات التي أفرزتها وخلفتها تداعيات أحدث العام" 2011م-2012".. ونحن الآن نتابع وبصورة مستمرة قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان والدوائر المختصة في وزراة الدفاع العامة لتأمين وتنفيذ كافة المطالب والحقوق لمنتسبي وحدات المنطقة العسكرية السابعة بشكل عام وبالتأكيد أن منتسبي وحدات المنطقة جميعا يتميزون بالانضباط العسكري الواعي وينفذون كافة المهام المسندة إليهم بتميز ونجاح وكفاءة واحتراف نوعي وفي مختلف الظروف والأوقات ويدركون جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم تجاه الوطن وعلى وجه الخصوص في هذه الفترة الاستثنائية من تاريخ الشعب اليمني والتي تستدعي من جميع أبناء الوطن وفي مقدمتهم رجال القوات المسلحة والأمن أن يبذلوا المزيد من الجهود كل من موقعه ويحرصون على تغليب المصلحة الوطنية قبل كل شيء للانتقال بالوطن وقواته المسلحة والأمن إلى المستقبل المشرق وتحقيق كافة الآمال والتطلعات المنشودة لأبناء اليمن جميعا. * إلى أين وصلتم في تجهيز قيادة المنطقة العسكرية السابعة في مقرها الجديد بذمار من حيث الجوانب الفنية والكادر المؤهل من الضباط والصف والجنود؟ ** كما تعلمون بأن المنطقة العسكرية السابعة أنشئت ضمن قرارات الهيكلة وأنشئت من الصفر وإلى حد الآن لا يوجد لدينا مقر قيادة للمنطقة أو معسكر لوحدات التأمين التي من المفترض أن تكون ضمن ملاك قيادة المنطقة فنحن نمارس أعمالنا في السيطرة على وحدات المنطقة في مقر القاعدة الإدارية بالإضافة إلى مهام وأعمال قيادة المنطقة ونحن لازلنا في انتظار كثير من الوعود بتحديد إحدى المنشآت الحكومية كمقر لقيادة المنطقة أو توجيهات عليا ببناء مقر قيادة للمنطقة والذي بالتأكيد سيكلف الكثير من المال والوقت حتى يرى النور. وقد قدمنا مقترحات للأخ وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة ببدائل عدة لحل مشكلة قيادة المنطقة ونحن في انتظار الرد وإن شاء الله تحل المشكلة قريباً- أما بالنسبة للكوادر الفنية والإدارية والقيادية فلدينا الكثير من العناصر المؤهلين تأهيلاً علمياً وعسكرياً عالياً في مختلف التخصصات ونحن بانتظار صدور الهياكل التنظيمية الجديدة للمناطق ليتم على ضوئها تحديد المهام والواجبات وتكليف الكوادر المطلوبة لشغل تلك المهام .
* ماذا عن الأوضاع الأمنية في إطار المنطقة؟ وكيف وجدتم تعاون أبناء المناطق المتواجدين في إطار انتشار وحدات المنطقة خاصة أثناء تنفيذ المهام المختلفة؟ ** المنطقة العسكرية السابعة من المناطق الساخنة وتواجه العديد من التحديات و القضايا والمشاكل الأمنية المتشعبة مثل الثأرات والارتهانات الحزبية والمذهبية كما هو الحال في أغلب مناطق البلاد فالجميع يعاني من الاختلالات الأمنية وطرق معالجتها والتي تحتاج إلى جهد وإمكانيات كبيرة ولذلك فإن كافة قادة الوحدات العسكرية والضباط والصف والجنود في المنطقة يؤدون المهام والواجبات المسندة إليهم بصورة مستمرة وقد قدموا في سبيل أمن واستقرار الوطن وسلمه الاجتماعي الكثير من الشهداء والجرحى. بالإضافة إلى الجهود التي يبذلها الأخوة محافظو محافظات ذمار وإب والبيضاء ووكلائهم ومدراء الأمن والمسؤولين على مستوى تلك المحافظات والمديريات التابعة لها وكذلك الشخصيات الاجتماعية الوطنية الذين يؤدون جميعاً دورهم وواجباتهم المشرفة تجاه الوطن * هل تخضع بقية الوحدات العسكرية كالدفاع الجوي والشرطة العسكرية وفروع الأجهزة الأمنية في إطار المنطقة إليكم لاسيما عند تنفيذ أية مهام عسكرية وأمنية؟ ** فيما يخص الوحدات العسكرية كالشرطة العسكرية والاستخبارات والدفاع الجوي والقاعدة الإدارية والأجهزة الأمنية بالتأكيد هذه الأجهزة وجميع وحدات المنطقة تسير في اتجاه واحد وهو تنفيذ المهام والواجبات الملقاة على عاتقنا جميعاً وفي حال صدور أوامر عملياتية من قبل وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة كل هذه الوحدات تخضع لقيادة المنطقة من أجل تنفيذ المهام والواجبات ولازلنا منتظرين اتضاح الرؤية حول توحيد المهام والواجبات المناطة بكل منطقة عسكرية.
* ترى هل ستتغير طبيعة مهام المناطق العسكرية عما كانت عليه سابقاً؟ ** من خلال لقاءاتنا بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة الكل مجمعين بأن طبيعة المهام المناطة بالمناطق ستكون كبيرة وستتحمل كافة المسؤولية في إطار انتشارها العملياتي وتنفيذ مختلف المهام العسكرية والأمنية المسندة وهذا ما أكده الأخ وزير الدفاع في اللقاء التشاوري بأن المناطق العسكرية بصدد الاستقلالية مالياً وإدارياً وعملياتياً ونطمح بأن تكون ان شاء الله هذه التشكيلة هي البداية الصحيحة للخروج بقواتنا المسلحة من وضعها الراهن إلى آفاق رحبة ومستقبل أفضل في مختلف مجالات البناء العسكري الحديث تأهيلاً وتدريبا وتسليحاً ً لتنفيذ مهامها وواجباتها تجاه الوطن بكل كفاءة واقتدار ونجاح واحتراف عسكري يواكب ركب التطور المتسارع في المجال العسكري والأمني.
* ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهكم في المنطقة العسكرية السابعة؟ ** بالنسبة للصعوبات التي تواجهنا في المنطقة هي كثيرة فمنها بدرجة رئيسية المشاكل والأحداث الأمنية المتنوعة، وعدم التجاوب السريع من المستوى الأعلى لحلها بالإضافة إلى مشاكل وقضايا الثأر كما نعاني أيضاً من صعوبات مالية وإدارية تمس قيادة المنطقة ووحداتها العسكرية بشكل عام. * كلمة أخيرة تودون قولها لم نتطرق لها في اللقاء؟ عبر مجلة الجيش أناشد جميع القوى السياسية بكل ألوانها سواء حزبية أو مذهبية أو شخصيات اجتماعية وكل مواطن شريف في إطار المنطقة العسكرية السابعة بأن نقف صفا واحدا من اجل إنجاح مهام أبنائهم منتسبي القوات المسلحة والأمن وان يكونوا عونا وعامل قوى لهم لا عامل عداء وإضعاف لأننا أبنائهم وإخوانهم ووجدنا من اجلهم للحفاظ على أمنهم وأعراضهم وممتلكاتهم وفي نهاية الأمر هذه هي مناطقهم وقراهم وممتلكاتهم والزج بها في أعمال عسكرية وأمنية لن يكون الخاسر فيها إلا المواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة بالإضافة إلى خسارة الوطن عامة وإننا في المنطقة العسكرية السابعة نمد أيدينا للجميع لفتح صفحة جديدة مع الكل من أجل بداية صحيحة كوننا نعيش اليوم مرحلة الحوار الوطني ونسيان الماضي والنظر إلى الآفاق والمستقبل المشرق لهذا الوطن ونقول يكفي بلادنا من المحن والمشاكل والحروب والأزمات فجميعنا سيسأل أمام الله عن كل ما فرط في حق هذا الوطن ولنتق الله فيه ولنعتبر بما حصل وكان سيحصل لو لم نتدارك الأمر.. وختاماً نسأل الله تعالى أن نرى بلدنا في خير وأمن واستقرار وتقدم وتطور وازدهار من أفضل إلى أفضل كما نسأل من الله أن يأخذ بأيدينا جميعاً وأن يعيننا في إخراج اليمن مما هو فيه إلى بر الأمان لنرى جيشنا وشعبنا في تقدم مستمر. *نقلاً عن مجلة الجيش