في أجواء وطنية مفعمة بالحماس والعزة، شهدت محافظة الضالع مهرجانًا جماهيريًا حاشدًا احتفاءً بذكرى الثورة الجنوبية، حيث ألقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خطابًا وُصف بالتاريخي لما حمله من مضامين وطنية وسياسية بالغة الأهمية. استهل الرئيس الزُبيدي خطابه بتوجيه التحية لأبناء الضالع الأبطال، الذين كانوا ولا يزالون في طليعة المدافعين عن الجنوب وكرامته، مؤكدًا أن الضالع لم تكن يومًا متأخرة عن ميادين النضال، بل كانت منارة الثورة ومهد الانتصارات، وقدّمت قوافل من الشهداء في سبيل القضية الجنوبية العادلة.
وأكد الرئيس الزُبيدي أن المجلس الانتقالي الجنوبي ماضٍ بكل ثقة وثبات نحو تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته كاملة السيادة على حدود ما قبل عام 1990م، وأنه لا تراجع عن هذا الهدف المصيري الذي قدّم من أجله الشعب التضحيات الجسيمة. كما شدد على أهمية وحدة الصف الجنوبي، داعيًا إلى تجاوز الخلافات الصغيرة التي يستغلها أعداء الجنوب لزرع الفتنة بين أبنائه.
وفي كلمته، وجّه الرئيس الزُبيدي تحية تقدير وإجلال لأبطال القوات المسلحة الجنوبية المرابطين في الجبهات، والذين يجسدون أسمى معاني التضحية والفداء دفاعًا عن الأرض والعرض والهوية. كما عبّر عن ثقته بأن الجنوب اليوم أقوى من أي وقت مضى، بفضل تماسك جبهته الداخلية والتفاف الشعب حول مشروعه الوطني العادل.
تحليل الخطاب ودلالاته
جاء خطاب الرئيس الزُبيدي في مهرجان الضالع ليؤكد أن المشروع الجنوبي بات واقعًا سياسيًا لا يمكن تجاوزه، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل الحقيقي لتطلعات أبناء الجنوب. فقد حمل الخطاب رسائل متعددة الاتجاهات؛ أولها موجهة للداخل الجنوبي، داعية إلى رص الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية، وثانيها للخارج الإقليمي والدولي، مفادها أن الجنوب يمتلك قيادة رشيدة وشعبًا صلبًا يعرف ما يريد.
كما يمكن قراءة الخطاب على أنه تأكيد لاستمرار النهج السياسي المتوازن للمجلس الانتقالي، القائم على الحوار والشراكة، مع الثبات على الثوابت الوطنية الجنوبية وعدم المساومة عليها. لقد أراد الرئيس الزُبيدي من خلال كلمته أن يبعث برسالة طمأنينة للداخل، ورسالة قوة وثبات للخارج، في وقت تمر فيه المنطقة بظروف دقيقة تتطلب وضوح الرؤية وصلابة الموقف.
لقد أثبت مهرجان الضالع أن الجنوب اليوم أكثر تماسكا وإصرارًا على استعادة دولته، وأن قيادة المجلس الانتقالي تحظى بدعم شعبي واسع يجعلها قادرة على مواجهة التحديات بثقة وإرادة راسخة.
ختامًا
إن ما حمله خطاب الرئيس الزُبيدي من معانٍ وطنية صادقة ودعوات صريحة إلى التكاتف ووحدة الصف، يضع على عاتق كل جنوبي مسؤولية أخلاقية ووطنية في الوقوف خلف قيادته السياسية، ودعمها في مسيرة التحرير والاستقلال. إن وحدة الموقف الجنوبي اليوم هي السبيل الوحيد لتحقيق الحلم الذي ناضلت من أجله الأجيال، واستعادة الدولة الجنوبية الحرة الكريمة، التي يسودها العدل والمساواة والكرامة لكل أبنائها.