اليمننة: التخريب والعبث بالعلاقات الجنوبية - الخليجية شبوة برس – خاص
أوضح الأكاديمي والمحلل السياسي د. حسين لقور بن عيدان في رصده لمتابعة شبوة برس، أن تجربة الحكم اليمني في الجنوب بعد عام 1967م كشفت عن نهج متعمد لعزل الجنوب إقليميًا. فقد حرصت القيادات اليمنية التي سمح لها بالمشاركة في الجبهة القومية على منع إقامة أي علاقات دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، ولاحقًا مع دول الخليج العربي الأخرى باستثناء الكويت، في سياسة كانت مدفوعة بأيديولوجيات وارتباطات قبلية أكثر منها بمصلحة وطنية جنوبية.
وأشار د. بن عيدان إلى أن هذا المسار بدأ يتغير عندما كسر وزير الخارجية آنذاك محمد صالح مطيع الحصار، وفتح قنوات التواصل الدبلوماسي، وتوجت بالزيارة التاريخية للرئيس الشهيد سالم ربيع علي إلى المملكة للمشاركة في مؤتمر القمة الإسلامي في الطائف عام 1977م، حيث قدّم الملك خالد أول دعم مالي مباشر للجنوب دون شروط.
لكن هذا التحول لم يَرُق للقيادات اليمنية النافذة في حكومة عدن، فبادرت لتنفيذ انقلاب يونيو 1978م، وأعدمت الرئيس ربيع، في رسالة واضحة بأن أي تقارب إقليمي يخدم الجنوب كان يُنظر إليه كتهديد لمشاريعها القبلية المرتبطة باليمن، لا كمكسب وطني جنوبي.
وأضاف د. بن عيدان أن القوى اليمنية المهيمنة اليوم داخل ما يُسمى بالشرعية تعيد إنتاج السيناريو ذاته بأساليب حديثة، عبر محاولات خلق عداء مصطنع بين شعب الجنوب والمملكة العربية السعودية، بهدف إضعاف الجنوب ومنع مسيرته نحو استعادة دولته. ورغم نجاح هذه الأساليب مؤقتًا في استدراج بعض الكتاب والإعلاميين، فإن الشعب الجنوبي والشعب السعودي باتوا واعين لهذه اللعبة، وغدًا ستنكشف كافة المؤامرات.