اذا صحت الرواية المتداولة مساء يوم أمس الاربعاء عن انتحار المتهم الرئيس في اغتصاب وقتل الطفل شيماء شهاب داخل السجن الانفرادي وبعد تردد أنباء عن محاولات قيادي في إصلاح عدن عرض دية لوالد الطفلة ، فان هذا يضع مليون علامة سؤال حول المستوى الذي وصل اليه حزب الإصلاح من الانحطاط الأخلاقي خشية المساس بسمعته ، او كما يتردد ان للجاني سوابق أخلاقية تتناولها الألسن بسبب غياب الحقيقة عن الناس. انتحار المتهم الرئيسي داخل سجن كريتر كما يتردد ، الهدف منه التغطية على ملابسات الجريمة التي هزت الشارع في عدن وعم كشف الحقيقة للشارع الغاضب من الطريقة التي ارتكبت فيها الجريمة ، الى الخبر الذي أشيع الليلة في ان الجاني انتحر .. إذن الإجابة التي يخرج بها للمواطنين في عدن يجب ان يحملها محافظ المحافظة ، اولا لانه الرجل الاول المسؤول عن حياة الناس وقضاياهم ، ثانيا انه قياديا في حزب الإصلاح الذي تحوم حوله شائعات تورطه في دفن القضية ومنح والد الطفلة دية للتنازل عن القضية ، ثالثا ان المحافظ هو المعني في طمئنة الناس والتعهد لهم بعد تكرار مثل هذه الجرائم في ظل سلطته التي يعلم الله متى ستنتهي. حزب إصلاح الذي بات يترنح تحت ضربات الحوثيين ويجر الهزائم من محافظة الى اخرى بسبب هشاشة جناحه العسكري الذي ظل سنينا يوهم الناس ان له يد طولى سوا عبر الفرقة الاولى مدرع التي يتزعمها اللواء علي محسن صالح ، او عبر المليشيات التكفيرية التي وجدت معامل لها لصناعة المتفجرات في بدرومات جامعة الإيمان في عمران .. هل هذا هو الإصلاح الذي ظهر على حقيقته البشعة في معارك أراد إقحام الجيش فيها لتصفية معركة مذهبية مع انصار الله بغية خلط الأوراق السياسية على الرئيس الانتقالي وحكومة الوفاق ، هل هذا هو الإصلاح الذي يطالب رئيس كتلته في البرلمان اليمني السيد الشامي الى التحالف مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ضاربا بدماء شهداء الثورة وجمعة الكرامة الذي اتهموا بارتكابها من يدعون الى التحالف معه اليوم لان الرئيس الانتقالي وحكومة الوفاق رفضت محاولات توريط الجيش في حرب نيابة عن المغامرين بالدماء والأرواح في قيادة الإصلاح .. ماذا سيقول الإصلاح لأسر شهداء الثورة وجمعة الكرامة عندما يضعون يدهم من جديد بيد من اتهموه بقتلهم .. ماذا سيقول الإصلاح للأحزاب التي ساندته ووقفت صفا واحدا في موقف وطني ضد نظام صالح حتى تم خلعه ، واعتقد الإصلاح بانتهازيته السياسية انه سيركب موجة الثورة ويجيرها له ويصبح كالوريث الشرعي للنظام السابق .. ماذا سيقول الإصلاح للحزب الاشتراكي اليمني الذي وقف مع الثورة في إطار الاصطفاف الوطني ضد النظام العائلي السابق ويريد الإصلاح اليوم ان يقاتل الاشتراكي باسمه في معركة هو من فتحها مع انصار الله .. انه الابتزاز السياسي في أقبح صوره سياسيا .. وتبرز حادثة شيماء أيضاً لتكشف ان صحت كل الروايات المتداولة مدى الانحطاط الأخلاقي الذي وصل اليه هذا الحزب ولا أقول أعضاء الحزب في مقايضة دم طفلة بريئة اغتصبت وقتل واليوم يعرضوا المال على والدها حتى يتسترون على الجريمة عوضا ان يكونوا هم او المطالبين بالقصاص وفي ساحة عامة حتى يكون هؤلاء المجرمين عبرة لمن تسول له نفسه القيام بمثل هذه الجرائم في مدينة السلام ، والتي لم تشهد مثل هذا الانفلات الا في عهد الإصلاح للأسف الشديد. للأسف حزب الإصلاح ينهار اليوم بصورة سريعة عسكريا وسياسيا وأخلاقيا أيضاً