أجزم أن أقوى رجلين في اليمن اليوم هما عبدالملك الحوثي شمالاً وجلال بلعيد المرقشي جنوباً.. كلاهما نشاءا في الميدان تحت ظلال البارود وشخصيتيهما عصاميتان ولديهما قناعات عقائدية هائلة وكل منهما يظن أن الله إلى جانبة .. الأختلاف بين الرجلين اليوم يكمن في أن الحوثي يعرف ما يريد وبنى منظمة عسكرية لتحقيق أهدافة السياسية وحققت أنتصارات كبيره وتنتظر جحافلة العسكرية على أبواب صنعاء أشاره منه لإقتحامها وتنصيبة حاكماً ثم أن تنظيمة ليس مدرجاً ضمن التنظيمات الإرهابية ولم يتعرض للضربات الإمريكية. جلال بلعيد المرقشي لا يقل ثقافة وطموح وعقائدية ولكن منظمتة بلا أهداف سياسية وتفتقر للمرونة وتتبع القتل بدماء باردة لتحقيق اللاشي حتى وضعت نفسها في وجه العالم كله. في حالة سيطرت الحوثي شمالاً ستنهار مؤسسات الدولة في الجنوب وسيكون جلال بلعيدي هو سيد الساحة الجنوبية بلا منازع وسيذبح كل معارضة كما تذبح النعاج قد تدفع قوى في صنعاء بالحوثي للإتجاه جنوباً وهنا ستكون المنازلة الكبرى بين الحوثي والبلعيدي وقد بدأت مؤشراتها في حضرموت بذبح الجنود الذين لا أظن أن لهم علاقة بالحوثي. طبعاً سيكون الشماليون على أستعداد لقبول حكم الحوثي سوى شراذم فاسده أو يسارية على حافة الإنقراض. لن يقبل السكان سيادة البلعيدي عليهم في الجنوب ولن تترك له القوى الدولية ذلك كأمر واقع، لكنهم سيتركونة لفترة يسخن المنطقة كداعش في العراق وسوريا ويسيطر على أجزاء واسعة من الجنوب لكن في آخر المطاف سيضربونة ولا أستبعد وضع الجنوب تحت الوصاية الدولية لإعادة تأهيلة ليقوم على رجلية من جديد في ظل تشرذم الحراك وسيادة النزعات الذاتية والمناطقية والحزبية على مكوناتة. طبعاً هذا سيناريو مفترض وممكن البلعيدي يموت بدسيسة من زملاءة في التنظيم خصوصاً وقد رسخ نفسة القاتل الذي لا يرحم في تنظيم يتسابق قادتة على هذه الصفة وقد يتضايق منه القاده الأعلى منه خصوصاً ومقاتلي التنظيم يرتبطون به إرتباطاً عميقاً وهو قائدهم الميداني، وهذا الشاب يملك كاريزما غير عادية. كل شي جائز لكن السيناريو الذي أفترضناه مسبقاً تدعمة الوقائع والأحداث اليوم على الأرض. * صالح احمد الجبواني