الفنان أحمد يوسف الزبيدي والشاعر صالح مهدي في أغنيته (في الهوى جايز ) الأمير صالح مهدي من مواليد 1914 ميلادية في مدينة الحوطة محافظة لحج تلقى تعليمه في المدرسة الحسينية حتى مراحلها النهائية ثم استمر في تلقي تعليمه الخصوصي بعدن وكان مولعاً بالقراءة حتى تشبع بالثقافة الأدبية . يعتبر الشاعر صالح مهدي – ابن عم القمندان – خلف القمندان في وظيفته العسكرية كقائد للجيش اللحجي وخلفه في الرتبة العسكرية – كقمندان- للجيش .. بعد أن تخلى عنها الامير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي وأصر الامير صالح مهدي بعد أن خدم وطنه كقائد للجيش العبدلي أصر أن يحيا حياته الخاصة بعد عمر طويل امضاه في خدمة الجيش . برز الامير صالح مهدي كشاعر غنائي في بداية الخمسينات من القرن الماضي وكان تأثيره بالغاً في الاوساط الفنية في لحجوعدن واسهم بشكل رفيع في النهضة الفنية الغنائية وكان أحد الاعمدة الادبية التي استندت إليها النهضة الفنية اللحجية. وكما اعجب الاستاذ عبدالله هادي سبيت بصوت الفنان –محمد صالح حمدون- فإن الامير صالح مهدي هو الآخر قد اعجب بهذا الصوت – المعجزة- الذي وصل صيته وبريقه الى مساحات واسعة خارج الوطن اليمني , فقدم للفنان محمد صالح حمدون أغنيته – ليه ياهذا الجميل, خدك الباهي الاسيل دمعتك فوقه تسيل-. وقدم للفنان علي سعيد العودي – يواعدني وينساني ولو مرة غلط جاني يقلي نلتقي بكره -. وقدم للفنان أحمد يوسف الزبيدي – يقولوا لي نسي حبك وليه تجري وراه , تناسى الحب من قلبك ودورلك سواه – وغنى له ايضاً أغنية – في الهوى جايز-. وقدم للعديد من الفنانين في عدن اشهر اغنياته ابتداءً من الفنان – بامدهف الى ابوبكر فارع , وطه فارع وآخرين. وفي الستينات من القرن الماضي جاء فنان من اندونيسيا يدعى منيف – باحشوان- ليغني في تلفزيون عدن وقدم اغنياته باللغة الاندونيسية لم يتفهمها الجمهور فطلب من الامير محسن أحمد مهدي أن يقدم له أغنية بالعربية وباللحن الغربي فقام الامير محسن صالح مهدي بتقديم رغبته للامير صالح مهدي كي يعطيه اغنية بالعربية .. عندها قام الامير صالح مهدي باعطائه اغنية بالعربية وقام بتلحينها الامير محسن احمد مهدي تقول : - عمركم شفتوا حلاوة- وقام باحشوان بتقديم هذه الاغنية على الطريقة الغربية –بالجيتار- وقد نالت استحسان الجمهور في برنامج جنة الالحان من تلفزيون عدن. القصيدة : - في الهوى جايز - ليتني نسمة على وجه الحبيب في شمال الخد وإلاّ في الجنوب ليتني وردة شذاها له يطيب ليتني حليه تزين ذي الكعوب الهوى جايز ولا هو شي ذنوب ليتني باكون له كأس المدام في السمر ليلي في حال انسجام بالثم المبسم من خلف اللثام باعصره قلبي وباصبه صبوب الهوى جايز ولا هو شي ذنوب باعصره في الكأس حتى يشربه وأن يبا في الثغر قلبي باسكبه وأن يرد باجعل فؤادي ملعبه تحت امره أن امرني دوب دوب الهوى جايز ولا هو شي ذنوب ليتني ياليتني جدول يسيل على محبوبي علي ليله يميل يغستل ساعة ويلعب له قليل باحتضن نهديه والجسم اللعوب الهوى جايز ولا هو شي ذنوب ليتني بستان وارف بالغصون باتداعب خد خلي والعيون ترسل الازهار فوقه في جنون تحت اقدامه يحطمها قلوب الهوى جايز ولا هو شي ذنوب ليتني فستان من عز الحرير يلبسه المحبوب في ليله مطير يلتصق بالجسم عمره مايطير لا تشله ريح ولا حتى هبوب الهوى جايز ولا هو شي ذنوب ليتني منديل في جيبه الشويل فوق قلبه باستمع نغمة جميل خفقات القلب أو صوت الهديل في نصيف الليل من بعد الغروب الهوى جايز ولا هو شي ذنوب ليتني بالقاه في يوم الاحد باشتكي وجدي وأشواق القهر ليتني والليت ما تنفع أحد لكن الآمال باقي لا تذوب الهوى جايز ولا هو شي ذنوب والأميرصالح مهدي بحكم مسؤوليته ومرتبته الاميرية كان قريباً من الضيوف الذين اعتادوا زيارة لحج واستقبالهم في قصر الروضة وهو قصر تخصص في استقبال الضيوف الاجانب من رجال السياسة والادب والغناء من مختلف الجنسيات ولما كان في قصر الروضة الجنائن حيث العنب والفواكه – مياه الغيل- تنساب على جداول الروضة وحيث المسبح الذي يحب أن يرى محبوبه يلعب فيه .. كان للشاعر صالح مهدي موقف عاطفي تجاه احدى الحسناوات اللاتي كن يمارسن – رياضة- السباحة. ولما كانت الحسناء من أصل أجنبي لها منتهى الحرية في الحركة واللبس والسفور والمغازلة لم يجد الشاعر بداً من نثر رغباته وتأملاته في المخلوق البشري الذي طار لبه عليه. فتمنى أن يكون منديلاً في جيبه الشويل يستمع الى خفقات قلبه ويتمنى أن يكون من عز الحرير يلتصق بجسمه في يوم مطير بل أن الشاعر صالح مهدي في أجمل بلاغته الادبية ووثباته الشعرية تركز في هذا البيت: باعصره في الكأس حتى يشربه وأن يبا في الثغر قلبي باسكبه وأن يرد باجعل فؤادي ملعبه تحت امره إن أمرني دوب دوب هذه هي نفحات قليلة من لورد الاغنية اللحجية الامير صالح مهدي وسوف نتناول العديد من شعره وقصائده في الحلقات القادمة.