دعوة الحوثي التي وجهها اليوم للقيادات الجنوبية للمجئ لصنعاء للدخول في حوار ونقاش لحل القضية الجنوبية ، ذكرتني بيوم توقيع وثيقة العهد والاتفاق الناتجة عن الازمة التي نشبت بين الجنوب والشمال التي وقّعت في عمّان برعاية اردنية في ابريل 1994م . يومها وقع الشيخ عبدالله الاحمر على الاتفاقية بطريقة مختلفة عن جميع الموقعين الذين كانوا يمثلون الطرفين الشمالي والجنوبي . كتب بخط مبعثر اسفل توقيعه ( بشرط عودت { بالتاء المفتوحة } المسؤلين الى صنعاء ) . حينها كانت القيادات الجنوبية قد نزحت الى عدن بعد ازمة سياسية اظهرت فشل المشروع الوحدوي . اظهرت الايام ان ذلك الشرط كان رغبة الرئيس اليمني صالح التي لم يفصح عنها بنفسه فأوكلها للوجه الاخر لنظامه . الشيخ القبلي رئيس حزب الاصلاح ومن ثم شريكه في الحرب والغنيمة . اراد استدراج قيادة الجنوب السياسية الى صنعاء فحسب . فقد اتضح لاحقا ان الطرف الشمالي ذهب الى عمّان لكسب الوقت بينما كان يجهّز للحرب التي شنها على عدن بعد اقل من شهر من توقيع تلك الاتفاقية في مايو 1994م . لماذا يكرر الحوثي نفس الطلب للقيادات الجنوبية وهو يعلم ان ذلك لن يتم اصلا ، فهم يتحدثون عن كونهم طرف جنوبي ، والشمال الطرف الاخر . ؟ فصنعاء لن تكون المكان المناسب للتباحث كطرفين . هذا فضلا عن وجود صالح حليف الحوثي فيها . فهو رأس من نكثوا بكل العهود بما فيها تلك الاتفاقية المسماه وثيقة العهد والاتفاق . ماذا اراد الحوثي من تلك الدعوة الغير جدية على الاطلاق ؟