للعنوان أعلاه هذا قصة واقعية حدثت في نهاية أربعينيات القرن الماضي حين تقدم أحد حاخامات يهود اليمن بطلب للإمام يحي بن حميد الدين طالبا منه السماح بسفره إلى أرض الميعاد ، حصل الحاخام على الموافقة وغادر ومكث غير بعيد ليعود إلى صنعاء ، أبلغ الإمام بإن الحاخام عاد فأمر بإستدعائه وحين سأله عن سبب رجوعه قال : مابش يهود في إسرائيل ، اليهود هانا (أي أن اليهود الحقيقيين في صنعاء). مالذي يجري في تبة المصارية منذ مايزيد على العشرة أشهر فلا القوات تقدمت بقيادة سيئ الذكر المقدشي ولاهي عادت لبيوتها مع القواعد من النساء ، سؤال بدأت تتكشف الإجابة عنه من خلال التسريبات بقرب الإتفاق بين الأطراف على تسليم صنعاء من دون قتال للشرعية وفقا للخطة العسكرية التي يجري وضع اللمسات الأخيرة عليها وهي اللمسة التي أعادت دبيب الكهرباء في صنعاء منذ الثانية ظهرا وحتى كتابة هذا دون إنقطاع . نتذكر جيدا أن قوات الإصلاح التي يطلق عليها اليوم مجازا بقوات الشرعية وهي من يقف اليوم على تخوم صنعاء التي خرجوا منها أذلة صاغرين من دون قتال وحجتهم في ذلك أن هناك من دول الإقليم من تتربص بهم من خلال الإيقاع بهم لإبادتهم بمواجهة الحوثي لذا فإن الحكمة إقتضت الإنسحاب ولاغضاضة في أن يولو الدبر ليعودوا بعدها إلى حيث يقفون اليوم وبمباركة من دول التحالف في مشهد يؤكد بإن السياسة ليس فيها عدو ولاصديق دائمين ولكن مصالح دائمة وهو مايدفع بالسؤال عن المصلحة الحقيقية التي يمارس فيه الظلم الشديد بحق الجنوب أرضا وإنسانا حتى من دول التحالف المخيبة للأمال ؟ أيا كان الإتفاق المزمع وأيا كانت مخرجات المشاورات التي تجري في الكويت والرياض إلا أن المؤلم في الأمر أن تتخذ هذه القوى من عدن محطة وعاصمة مؤقتة لهؤلاء الذين دفعوا قبل عام بجحافلهم وأحرقوا الحرث والنسل في حين أبقوا صنعاء بعيدة عن الخراب والدمار حتى في تعز التي لم تراوح المعارك الدائرة فيها جولة الضباب وماعدا ذلك فهي معارك " بلنك " (رصاص بدون مقذوف) ليس إلا . كيف للجنوب أن يتعامل مع هؤلاء الذين بدت البغضاء في قلوبهم وأجمعوا أمرهم بينهم جنوبا من حيث أن الجنوب هو العدو الذي يحتم عليهم البقاء معا وإجتثاث سكانه (الهنود والصومال) منه على خطى حرب صيف 1994 والتي كان الفضل في تحقيق ذلك النصر يعود للكثير من الحمير الجنوبية التي حملت أسفارهم وهم اليوم يعيدون الكرة بإن أرسلوا ذات الحمير إلى عدن فهل سيقبل الجنوبيين أن يكونوا مهزلة ؟ وجود مايسمى بحكومة الشرعية هي شرعنة لمن عجزوا عن إسقاط عدن بالحرب والعدوان والقتل فجاءوا بحصان طروادة لإعادة إحتلال عاصمة الجنوب ، ويدور الأن الحديث عن محاولة يقوم بها بن دغر لإقناع اللجنة الأمنية بالموافقة على إستدعاء لواء من الألوية التابعة لقائد المنطقة الأولى " الحليلي " في حضرموت البالغ تعدادها ثمانية الوية إستعدادا لإستقبال الفريق علي محسن في عدن بقصد حمايته ؟؟؟ ليس هناك يهود في إسرائيل ... إنهم في تبة المصارية ! ما أفاد البكاء والدموع أمير الأندلس فكانت مواساة أمه له أن قالت له : إبكي ملكا ك النساء أضعته ولم تحافظ عليه ك الرجال .