رجلٌ نادر في بلدنا ، بل شيخ علم متفرد ، تقوده العزيمة والطموح والإصرار و محبة العلم إلى نيله شهادة الدكتوراة مع انتصاف العقد السادس من عمره.. و لم تثنه أو تحبطه أكثر من جلطة و غصّة صعّبت عليه حركته ، من الوصول إلى مبتغاه لقوة ايمانه و صلابة تقواه و حسن ورعه.. إنه الشيخ الدكتور سالم عبدالله باقطيان ، إمام وخطيب جامع الشهداء بالمكلا الأسبق ، متخرّج في جامعة الأحقاف بحضرموت من كلية الشريعة بتريم عام 2000م ، اضطر لمغادرة وطنه عام 2012م بسبب ملاحقات سلطات الأمن الحاكمة له ، لانتقاده الصريح في خطبه هيمنة قوى النفوذ الباغية المتسلطة بعد حرب 1994م وظلمها للناس وفسادها و نهبها لخيرات البلد.. قالها و رددها " الظلم قتل الوحدة و أبادها " ..و عندما استدعاه الأمن في احدى المرات المتكررة لقوله " إن أوامر وتوجيهات صنعاء ليست وحياً إلاهياً.، فإن هي خالفت الكتاب والسُنّة فخالفوها " ، و حاولوا كسب ودّه ، قال لمسئولهم الكبير " نحن ابناء مدرسة حضرموت لا تغرينا لا الأموال ولا المناصب ، فإن اردتم نفعاً للناس فنحن له ".. في كهولته استفاد من تغرّبه والتحق كطالب جامعي بالجامعة الإنسانية الماليزية ، وهاهو ينال شهادة الدكتوراه في الشريعة والقانون بعد أن ينهي المناقشة الأخيرة لرسالته بعد اسابيع من اليوم ، ليرفعها رمزاً للطموح والتحدي وقدوةً لطلاب العلم الصادقين و للدعاة المتنورين . قابلتُه مرتين و تعرفتُ عليه صدفةً في منزله بالمدينة الجامعية في ولاية (قدح) ، وهو من الشخصيات الودودة جداً التي تأخذ بناصية القلوب والأفئدة بسرعة ، بشوشاً ، متواضعاً واسع الثقافة و مؤثراً بحديثه و علمه وبداهته وببساطته .. قال لنا إنه خلال ال20 سنة الأولى من الوحدة ، لم تؤهل صنعاء سوى قاضيين اثنين من حضرموت!! و عندما واجه بهذه الحقيقة رئيس القضاء الأعلى السماوي عام2010م أجابه: إن الذين يتقدمون من حضرموت لمعهد القضاء العالي ، لاتنطبق عليهم الشروط.!!!!!! ماهي مشاريعه القادمة ؟؟ الله أعلم...و اتمنى أن اعرفها في قادم لقاءاتي به إن شاء الله. قيل في فوائد السفر: (...تفريج همٍّ واكتساب معيشة.. وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجدِ ) ، فلعلّي فزتُ أو أفوز ببعضها بمشيئة الله تعالى. وللحديث عن باقطيان - أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية و أدام نفعه و أفاد بعلومه - بقية في قادم الرحلة إن شاء الله.