في لقاء سابق مطلع 2016م ، مع رئيس الجمهورية بعدن في قصر المعاشيق، كنت حينها أنا وفريق شباب وشابات تعز، وأثناء الانتظار في مكتب الرئيس / صالة الأجتماع ، كان المرافق الشخصي للرئيس، أو كما يبدو لي أنه المرافق الشخصي ، من خلال وقوفه الدائم خلف الرئيس، كان واقف أمام الباب. حينها كان هدوء يتجلى في أكواب العصير والقهوة الرئاسية التي بين أيدينا، وحين شعر بسذاجة هذا الصمت غير المبرر، حاولت كسره بسؤال مستفز طرحته للمرافق الذي كان يقف على الباب . قلت له : من أين أنت ؟ أجاب : من أبين . أثنيت عليه بسؤال أخر، بصيغة استفسار مقزز : هيا مو يا أصحاب أبين، شليتم الدولة كلها! أبتسم، وقال : هاتُ الدولة وخذوا نصفها. تذكرت هذا الحديث ، حين التقى الدكتور أمين محمود والدكتور رشاد العليمي مع الرئيس عبدربه منصور هادي في مقر إقامته بالرياض، من أجل التشاور و ترتيب أوضاع تعز . جاء هذا اللقاء بعد قرار تعين مدير أمن تعز (الحالي) دون معرفة المحافظ بذلك، وأثناء الحديث، أبدى أمين محمود استغرابه من القرار الذي أصدره الرئيس بتعيين مدير أمن تعز دون معرفته بذلك. رد رئيس الجمهورية : " ما فيش ولا قرار بذلك ". تدخل الدكتور العليمي وقال له : " إلا في قرار يا فخامة الرئيس بتعيين الأخ / منصور الكحلي" . استدعى الرئيس مدير مكتبه ، عبدالله العليمي وقال له " من أصدر قرار مدير أمن تعز" رد عليه عبدالله العليمي " انت يا فخامة الرئيس، وقعت القرار الذي تقدم به الأخ النائب ( الفريق علي محسن) ". و حتى لا تنهال عليَّ الشتائم والتهديدات التي يطلقها حراس المدينة الحبوبين لمجرد فقط كتابتنا التي نتناول بعض القضايا التي تمس حياة المواطنين أحب أقولكم ؛ شخصياً وبصدق نية لست منزعجًا من هذا التعين، كون مدير الأمن اصلاحي، ولكن ما ليس مقبولاً البتة بقاء تعز تحت وصية الهضبة، وهذا الأجراء والتعيين يعتبر غير قانوني لكونه يتعارض مع مخرجات الحوار الوطني التي ضمنت للأقاليم الحق في أختيار مدير عام شرطة تعز بالتشاور مع السلطة الأتحادية، وليس العكس، كما حصل في هذا التعيين . ثم أن هذه الكولسة المسمى مجازاً (الأستقحاب السياسي العسكري) أعادني إلى الذاكرة حديث المرافق الشخصي للرئيس هادى، حين قال لي: " هاتُ الدولة وخذوا نصفها" وهذا الشعور، بل والقناعة التي وصل إليها حينها، هذا المرافق جاءت من خلال أدراكه بحجم التدخلات الخارجية والداخلية التي تدير المشهد . كما أن ذلك الاستقحاب العسكري والسياسي يظل سدا منيعا أمام اي تطلعات لإقامه الدولة، ويظل بيئة خصبة لنمو كيانات غير شرعية داخل المدن .. ولقُصار الفهم غير المدركين معنى الأستقحاب العسكري السياسي، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء .