تساءل سياسي ودبلوماسي جنوبي قائلا : هل التاريخ يعيد نفسه؟ لمن لا يستوعبون أحداث الماضي القريب.مؤكدا أن الغدر يتكرر والشواهد كثيرة وقال السفير "علي عبدالله البجيري" في موضوع نشره مؤخرا أطلع عليه موقع "شبوه برس" ويعيد نشره وجاء فيه : يواجه وطننا اليوم تحديات خطيرة لعل أفظعها هي تلك التي تأتي من بعض أبناءه، فهي أخطرها تأمرا وادناها فتكا، كون هؤلاء القوم كل همهم وتفكيرهم محصورا في حدود الوظيفة أو المصلحة أو لحسابات قديمة , انهم لايفكرون في قوادم الأحداث ولا بحقيقة أن ”دولة الخبرة ”سوف لن تقبلهم ولن تثق فيهم ولا تؤمن بأقاليمهم.
هذا تاريخها ونهج فكرها الذي أثبتته الأحداث التاريخية القريبة. نحن الجنوبيون أو ما يعرًفوننا به ب "أصحاب منزل" عبارة عن رعية ننفذ ولا نحكم ،أما هم فهم رجال الدولة وقادتها.
أخواننا من أبناء الجنوب في الشرعية هم أكثر عداوة للجنوب نفسه وعلى وجه الخصوص لمجلسه الانتقالي .. فهم يتجاهلون انهم أصحاب مرحلة قصيرة جدا، وإنهم يهيئون لمن سيأتي ليقتل ويحتقر ويجوع أبناءهم و أحفادهم حاضرا ومستقبلا.
لكم من التاريخ خير الأمثلة، فما حدث بسلطنة آل الرصاص وحاضرتها مدينة "البيضاء" في العشرينيات من القرن الماضي هو خير دليل، يبين كيف يفكرون وكيف يتعاملون مع الأخرين.
لقد كانت مدينة البيضاء سلطنة مستقلة تشكل الكيان الثالث في المنطقة، فهي لا تخضع لسلطة الإمام يحيي بن حميد الدين ولا للسلطات البريطانية حينها. وكانت تحتكم لسلاطينها وعلى رأسهم السلطان حسين بن احمد الرصاص. ونتيجة لحرب قبلية داخلية بين أل”الرصاص ”وال ”الحميقان قرر السلطان حسين ابن احمد الرصاص أن يستنجد بحماية الإمام يحي. وعندما قرر ذلك أزجل بيتا من الشعر مهددا به من يحاربه من القبائل من أل” ألحميقاني” وحلفائهم: يا قلعة البيضاء ويارأس الدول … قل للشوافع يا عماهم بالعماه. لحنا نشرنا بانجيب الزيدية …ذي ما تقول آمين في وقت الصلاة. وباجتياح القوات الإمام لكل منطقة المشرق وإقامة سلطته في مدينة البيضاء وإخضاع المنطقة لسطوته فقد تنكر الامام يحي للسلطان آل ”رصاص” وغدر به ونكل بقبائله وببقية القبائل الاخرى، وانتهى عهد آل الرصاص وسلطنتهم الى يومنا هذا.
وفي تسعينيات القرن الماضي تنكرت نفس تلك القوات ل الرئيس علي سالم البيض بعد ان سلمهم دولة الجنوب كاملة عام1990م بمؤسساتها وثرواتها. كما تكرر هذا المشهد ونفس المصير لقيادات القوات الجنوبية التي ساعدتهم وادخلتهم اراضي الجنوب عام 1994م.
و في عام 2011م، يتكرر الموقف بعد ان تفجر الصراع بين اقطاب دولة ”الخبرة ”، وادى إلى المبادرة الخليجية ومجي عبدربه منصور هادي لفترة محددة، وهم بذلك لم يسلموه الدولة، بل ارادوا به ان يكون جسر مرور لهم تحايلا على احداث عام 2011م، وقد اعترف بلسانه ”انهم لم يسلموه دولة”.
ومع ذلك لم يقبلوا به ولم يتحملوه، وسرعان ما أنقلبوا عليه ووضعوه رهن الإقامة الجبرية حتى هروبه إلى عدن وغزوهم للجنوب عام 2015م انها نفس العقلية.
فعلى ماذا تراهنون ياقوم؟ فلن يقبل بكم” الخبرة” مهما عملتم واثبتتم ولاء الطاعة لهم.؟ ادعوكم دعوة أخ مخلص، بأن تعيدوا حساباتكم وترجعوا إلى وطنكم الجنوب وتلتحموا مع اهلكم في الجنوب ،فالجنوب هوا الهدف، وما معارك مريس والضالع الملتهبة اليوم إلى خير دليل على نوايا واهداف ”الخبرة ومن يناصرهم ويقف معهم من اقطاب الشرعية ” تذكروا التاريخ جيدا والشواهد كثيرة أمامكم
ختاما : متى من طول نزفك تستريح ؟ سلاما ايها الوطن الجريح !