ثلة محدودة من النشطاء الجنوبيين، حاولوا بعد الحرب أن يفعلوا شيئا، لكن الظروف كانت أكبر منهم، والمحتل يعيش أزهى لحظات غروره وطيشة بنشوة نصرة على الجنوب الأرض والإنسان والتاريخ، فتعرضت اللجان الشعبية كتجربة أولى للإستهداف المباشر، وتيار أصلاح الوحدة للعزل في الأشتراكي، وتعرضت صحيفة الأيام للحرب غير المعلنة، وتعرض النشطاء والكتاب والصحفيين للملاحقات والسجون والمحاكمات، وأنا أتكلم عن العقد الأول للإحتلال حتى كانت سنوات 2003 2006م سنوات أحباط لولا تداعي الجنوبيين لتأسيس أرضية صلبة لنضالهم وتمثل ذلك بالتصالح والتسامح الذي كان للرئيس علي ناصر محمد والعميد ناصر النوبة ونشطاء الداخل الدور الأساس فيه. قاد العميد النوبة عملية تأسيس جمعيات المتقاعدين العسكريين وتزعم مجلسها التأسيسي وفي السابع من يوليو 2007م تصدر المسيرة الكبرى للعسكريين المبعدين وفي ميدان الحرية بخور مكسر قدح شرارة النضال الجنوبي وبمشاعره الجياشة وكلماتة الملتهبة وشجاعتة وجسارتة في تحدي الخطوب رفع صوت الجنوب وآهاته وأنينه وأصفاده فوق الهامات المشرئبة للخروج من أنفاق الظلم والعسف والتجويع إلى آفاق الحرية والإنعتاق.. تعرض للسجن والتجويع والتشريد ولكنة لم يتزحزح قيد أنملة عن إنحيازه للجنوب الإرض والإنسان ومنذ ذلك التاريخ الناصع وهو يتصدر المشهد الجنوبي رغم محاولات عزلة من قبل مجموعات حولت الحراك إلى كيانات مبعثره وشعارات لم ترتبط بتحويل النضال الجماهيري العفوي إلى مؤسسة سياسية تقود الجماهير لتحقيق أهدافها. تعرض النوبة قبل أيام لمحاولة إغتيال والحمد لله أن عميدنا نجا منها، والأغتيال في حد ذاتة لا يستهدف النوبة الإنسان فحسب ولكنة يستهدف النوبة الرمز والموقف. أستهداف النوبة هو أستهداف للحراك السلمي الجنوبي ونضال شعب الجنوب التواق للحرية والإستقلال وأستعادة الدولة ولابد لكل المناضلين الجنوبيين أن يدركوا هذه الحقائق ويلتفوا حول قياداتهم المخلصة والشريفة وفي الصدارة منهم الأخ المناضل العميد ناصر النوبة. بالتأكيد أعرف النوبة وهو صديقي وحينما أتصل به أشعر بالأسى والمراره في كلماتة فهو لم يتاجر بالثوره، أو يتقرب (للتجار)) الكبار الذين أيقظتهم الثورة من مراقدهم وخدورهم الناعمة وبها سوّقوا أنفسهم بين العواصم والمدن وهكذا هي الثورات يقدح شررها الشجعان والصناديد ويستثمرها الأنتهازيين والوصوليين وأرباب القوادة في كل شي. النوبة أستمر في الميدان خالي الوفاض الا من العزة والكرامة والشجاعة والشموخ والمبادئ وتلك تكفيه وأكثر بل هي الزاد الحقيقي للمناضلين الحقيقيين الذين نذروا أنفسهم للوطن وسيظلون فوق الرؤوس وسيغادروا الدنيا وستظل ذكراهم العطرة وسيرهم الناصعة سراجا تهتدي به الأجيال في مسيرتها نحو الحرية والعدالة والتقدم. تبت يد الجبناء التي أرادت لعميدنا السؤ وحماه الله من كل شر وجنبة كيد مدعيّ النضال والأعداء على السواء ولك كل التحية يابن النوبة فأنت بالنسبة لنا تعيش في نبضات القلوب وخلجات النفس فأنت بدأت وبك سننتهي من هذا الظلم والظلام المخيم على حياتنا ولا نامت أعين الجبناء.