بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السلطان فضل محمد بن عيدروس العفيفي: في (مقابلة صحفية ) .
نشر في شبوه برس يوم 26 - 06 - 2013

*النَّشاطات السياسية والتنظيمية لقيادات الاشتراكي تحت مسمى الحراك ، دلائل "لا تبشر بخير"
*من لا يجيد استخدام البوصلة فعليه ألا يبحر بالسفينة في عرض البحر أو يهدي الناس في فيافي الصحاري
استعرض السلطان فضل محمد بن عيدروس العفيفي أهميَّة الموقع الجغرافي للجنوب ومينائه الذي يقع في خاصرة هذا العالم بحيث يجعله موقعاً لا يتكرر حدَّ تعبيره .
وقال مردفاً إنَّ هذه البقعة من الأرض وقعت في يد فحَّامٍ مرَّتين منذُ استقلالها عن بريطانيا ، وأردف :إن أبناء الجنوب تشربوا هذه الحقيقة منذُ ألازل ، حيث احتكوا بالبشر ونشروا ثقافتهم وأخذوا الثقافة الايجابية من غيرهم وصنعوا تلاقحاً حضارياً فريداً من نوعه وقلَّ نظيره .
كما نبَّه إلى أنَّه - وللأسف ومن المؤلم - كما قال أن يأتي استقلال ال30 من نوفمبر عن الاستعمار القديم ، ليُقضى بعدها -بعلمٍ أو بدون علمٍ - على الميزة الجيوسياسية التي وهبها الله لهذه البقعة من الأرض دون غيرها ، ولتُجعل منطقةً "مغلقة" من خلال السياسات ضيقة الأفق ، و"التَّصنيفات" الداخلية والخارجية ، والتي شحنت وغذَّت سياسة الصِّراع الطَّبقي ، واغتصاب السلطة عبر مفهوم الاستحقاق النضالي ، والذي جُعل منه مبررا ومسوقاً لتسنُّم السُّلطة .
ونبَّه أيضاً إلى خطورة تكرار اللَّعب بمربَّع استعداء الجيران وغالبيَّة دول العالم المؤثَّرة ، والذي سبق الوقوع فيه وقتما كان الجنوب بأمسِّ الحاجة إلى المساعدة والتحالف بمنطق مصلحة الوطن أولاً و فوق كل شيء.
كما عرَّج أيضا في حديثه باتجاه الإرث التراكمي لخصوصيَّات المجتمع التي تعرَّضت في الماضي للاجتثاث من قبل قيادةٍ مراهقةٍ عمرياً وسياسياً ، قامت على النشوة والحماس والشحن المتهور ، وعدم وجود الفطنة السياسية والمنطقية ، وبدلاً من ذلك لم تتمَّ معايرة الخبرة والكفاءة ، وهذا أوجد بيئةً ملائمةً لتولُّد صراعات مدمِّرة وعاصفة ، ولازالت آثارها باقية حتى اليوم ، وكل هذا بسبب أنانية ولاهوتيَّة التقييم الذاتي المضخِّم لكلِّ عنصرٍ على حِدَه .
كما وذكر في معرض حديثه عن تلك الشُّحنات الارتدادية والدَّائرية والانعكاسيَّة التي خلِّفته تلك الصراعات الطبقيَّة الذي تسبب بها الحزب الحاكم الأوحد في الجنوب حينها ، وذلك تمَّ بتكتيك للمصلحة الذاتية للحزب الواحد الذي وضَّف تلك الشحنات التي أشعلت الصراعات الدَّموية بين المجاميع بعيداً عن النظرية المُدَّعاة ، وقال أيضاً : إنَّ قراراً استراتيجيَاً بحجم الوحدة قد اتُّخذ بمعزلٍ عن أي حسابات حقيقية غير أنَّه لم يكن إلا قراراً تكتيكياً "اضطراريَّاً"لضمان بقاء القيادة بعد تلك الموجات التي جرفت كل مصفوفة الأنظمة الأمميَّة ،وبمعنى آخر كما قال: لقد كان "هروباً" من الصعوبات الناتجة عن القرار الخاطئ ،الذي عالج الخطأ بخطأٍ أفدح منه حدَّ قوله.
وأردف بالقول : إنَّه من لا يجيد استخدام البوصلة فعليه ألا يبحر بالسفينة في عرض البحر أو يهدي الناس في فيافي الصحاري ، كما ونوَّه إلى عدم تجريب المجرَب إذا كانت تتحكم به النزوات والعواطف والارتجالية التي تقودها النزعات الصدامية .
كما ولم يفته التنبيه والتعريج على القيادات القديمةِ الجديدة التي لا تزال ثابتةٌ لم تتزحزح كما هي ، بل ضلَّت تُمنِّي الناس البسطاء بكل الأمنيات ، والانتقال بهم من مَهلَكَةٍ إلى أخرى ، وقال أن عليهم القبول بالآخر والقبول بالتَّعدديَّة التي تحتكم لكل القوانين الإدارية الحديثة ، وقال أيضاً : إنَّنا - أبداً – لا ندعو إلى إقصاءٍ ، ولا الى إنكار هويَّة ، أو إنكار حقوق مدنيَّة لأيٍّ كان ، كما تمَّ في الماضي بل ندعو الى القبول بالجميع وبعدم الرهان على طرق لا نعرف إلى أي مكان ستودي بنا .
كما ونصح القادة الجنوبيين بأن لا يجعلوا الشعب والوطن وقوداً لنيران هذه الخلافات التي ستقضي على الجميع وتقضي بإصابة القضية الأم بمقتل ، كما وقال مذكرا إنَّ النضال لا يكون بالتَّمنُّن على خلق الله لأنه حينها سيتحول إلى ارتزاقٍ لا نضال كما يقولون والتجارب مبثوثةٌ لكلِّ ذي عينٍ مبصرٍ وفي كل بلد .
كما دعا كل المثقفين والمستنيرين ورجال الدين والأكاديميين إلى القيام بواجبهم الطبيعي تجااه هذا الوطن الذي يستحق منا الالتفاف حوله وحمايته بكل غالٍ ونفيس ، وترشيد الشحن وتثقيف الناس نحو الطريق السوي الذي يضمن للكل العيش بأمنٍ وأمان بعيداً عن كل المغامرات الطائشة التي قد تدفن الكل ، هذا ولم ينسى التذكير إلى توقف عجلة التنمية والتطور والرقي في عدن منذُ ما يزيد على نصف قرن.. وعبر السلطان "العفيفي " عن استنكاره البالغ للحملات الإعلامية المسعورة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية الشقيقة بهدف الإساءة للعلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين صحيفة (الأمناء) التقت به واليكم حصيلة الحوار :
شبوة برس - حاوره / فراس اليافعي
(1) بدايةً هل لنا بتوصيفٍ بسيط يُبيِّن لنا مدى اهتمام الخارج بالجنوب والجنوبيِّين منذُ القِدَم وإلى يومنا هذا ، وما هي أبرز العوامل التي زعزعت أمن واستقرار هذه المِنطقة الحسَّاسة من العالم ؟
يُعتبر الجنوب بمينائه (ميناء عدن) المُطلِّ على مضيق باب المندب الاستراتيجي دولةً بحريةً تتوسَّط العالم وتربط بين الشرق والغرب بشكل لا يتكرَّر في مكانٍ آخر .
هذه الميزة الجيوسياسيَّة التي وهبها الخالق لهذه البقعة من الأرض والتي جعلتها جديرة بأن تكون من أهم المحطَّات في الملاحة البحريَّة العالميَّة ، وكان يمكن لها الاستمرار كذلك كنقطةٍ لالتقاء الشعوب والحضارات ومحطة تجاريه رائجة لإقليم الجزيرة العربية والقرن الإفريقي والشرق الأوسط ، لولا أنَّ هذه الجوهرة وقعت مرَّتين في يد فحَّام ، منذ الاستقلال عن بريطانيا .
لقد تشرّب أبناء الجنوب هذه الحقيقة منذ العصور القديمة واختلطوا بالشعوب المجاورة والبعيدة هجرةً وتجارةً , أفادوا واستفادوا , وسطروا قصص نجاح رائعة حتى بلغوا أقاصي الأرض في جنوب شرق آسيا وخلدوا ذكراهم في النجاح الإنساني المتمثل في نشر الدين الإسلامي الحنيف بين مئات الملايين من البشر.
كما أدركت الدول العظمى هذه الميزة لميناء عدن منذ مئات السنين , وما الاحتلال البريطاني ثم التواجد السوفيتي لاحقا ، والاهتمام الدولي والإقليمي حاليا باستقرار هذه البقعة إلا دليلا على ذلك .
ومن المؤلم أن يأتي الاستقلال السياسي في 30 نوفمبر 1967 م. ليطرد الاستعمار القديم , ولكن ليُقضى أيضا ( بعلم أو بجهل ) على الميزة الجيوسياسية لعدن والجنوب بجعلها منطقة مغلقه من خلال السياسات الضيِّقة الأفق ، والتصنيفات الداخلية والخارجية ، والتي تم بموجبها خلق العداوة بين شرائح المجتمع الجنوبي وشحنها بقوة ، ضمن تكريس سياسة الصراع الطبقي ، وتداول - أو بالأصح اغتصاب - السلطة عبر مفهوم الاستحقاق النضالي الذي اتَّخذوه مبرراً لتسنُّم السلطة ، وكذلك استعداء جميع الجيران وغالبية دول العالم المؤثِّرة ضمن تصنيفات العدو التكتيكي والعدو الاستراتيجي ، والصديق التكتيكي والصديق الاستراتيجي ، في الوقت الذي كان الجنوب في أمسّ الحاجة للمساعدة ،والذي ما كان سيتمُّ له النجاح والسلم والاستقرار والنمو والتطور بدون التواصل الايجابي مع دول الإقليم ومع العالم على مقياس المصلحة للوطن أولا .
أيضا تعرض الإرث التراكمي لخصوصيات المجتمع للاجتثاث من قبل قيادة مراهقة عمريا وسياسيا ، قامت على النشوة والحماس والشحن المتهور ، وعدم وجود الفطنة السياسية ، والبعيدة تماما عن الخبرة وحسن أدارة أمور المجتمعات الإنسانية ، أكثر من معيار الكفاءة والخبرة ، وقد وصل بها الأمر الى صراعات مدمِّره متتالية ، كان أحد أسبابها الرئيسية هو الوصول إلى السلطة حسب الأحقية النضالية الذي فتح الباب والشهية دون مقاييس وظيفية علميه ، أو خبره يقف دونها من لا يمتلكها ، وإنما يُقيِّم فيها كلَّ عنصرٍ ذاته بذاته .
(2) هل لك أن توضِّح و تُقرِّب لنا أكثر ماهيَّة هذا "الصِّراع" حتَّى يتسنَّى لنا وللقُرَّاء الكرام فهمُ ذلك ؟
لقد طغى الصراع الطبقي ( في مجتمع ليس فيه بعد تمايزاً طبقياً واضحاً ) على العدالة الاجتماعية التي ادَّعت بها النظرية الماركسية في ممارسات الحزب الحاكم الأوحد في الجنوب حينها ، ونتيجة لغرس ثقافة الحقد والكره الطبقي ، ثم انتهاء المهمة ضد تلك الطبقات المستهدفة ، فقد ارتدت تلك الثقافة لتبحث لها عن هدف لتوجه شحناتها إليه ، فوظفت تلك الشحنات في الصراع الدموي بين المجاميع النضالية الحاكمة نفسها ولأسبابٍ تكتيكيةٍ ليس لها علاقةٌ بالنظرية التي ينادون بتطبيقها .
حتى ان قراراّ استراتيجيا كبيراً بحجم قرار الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية في مايو 1990 م. لم يكن إلا قراراً تكتيكياً اضطرارياً لضمان بقاء القيادة في جمهوريَّة اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب حينها آمنة من خطر الموجة التي جرفت كل الأنظمة الأممية في زمن قصيرٍ جدا، وبمعنى أخر لقد كان هروبا من الصعوبات الناتجة عن القرار الخاطئ بانتهاج النظرية الأممية الماركسية ، فتم معالجة الخطأ بالخطأ .
* ما علاقة صراعات الماضي بالقضية الجنوبية الآن ؟
إن من لا يجيد استخدام البوصلة أو لديه بوصله معطلة ، لا يجب ان يُسلِّم قيادة السفينة في البحر ، ولا انتقال البشر في الصحراء ، ومن تتحكم بقراراته النزوات والارتجالية، والنزعة الصدامية وليس العقل والشعور بالمسئولية ، مثل ذلك لا يجب ان تتكرر معه التجربة؛ لان نتيجة تجربة المجرب معلومة كما تعرفون .
من سبق ان قاد الجنوب عبر منعطفات حادة من التغيرات والسياسات والقرارات الخاطئة ، لا يجب تسليمهم القيادة بالمطلق ، وإنما عليهم أن يشاركوا الآخرين ضمن تعدديه سياسيه تحتكم لمفاهيم ومعايير ديمقراطيةٍ حديثة في الحكم والادارة ، وإلا فسيضل معنى الآية الكريمة :"إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم"منطبقٌ علينا سِلباً .
انظروا إلى ماقاله شاعر من محافظة أبين إبان حكم القيادات القديمة الجديدة ، وهي عن فتره لم يعايشها كل من هم أقل من الثلاثين في أعمارهم ، وربما لم يستوعبها من هم أقل من الأربعين ، حيث عاش المواطنون الجنوبيُّون يُمَنَّون بالنَّعيم القادم بعد كلِّ محنةٍ
خرجنا من نكد وانه تلقانا نكد وان النكد من حيث ماجينا تلقينا
إن ثقافة بعض قيادات الماضي لا تزال .. هي . . هي .. لم تتغير . . . ثقافة صداميه ، ثقافة ديمقراطية موجهه ، ثقافة عدم إشراك الآخر أو التعايش مع الفكر الآخر ، ثقافة الفرض وتكميم الأفواه لمن لا يرددون قولهم .
(3) إلى ماذا ترمي ب"الضَّبط" عند تذكيرنا بسرد ما مضى من أحداثٍ قد عفى عنها الزَّمن ؟
لا يا أخي لم يعفُ عنها الزمن ، وهل ما نحن الآن عليه الا نتاج وحصاد زراعة الماضي من مربَّعات السياسات القاصرة التي لاترى ابعد من انفها، من التَّفرق والتَّشرذم والتِّيه والظلم والقهر والفيد ، ثم ألا يُقال أن المقدِّمات هي التي تدل على النتائج ، ولقد تطرقنا إلى بعض سلبيات الماضي بقصد التذكير والاتعاظ ليس إلا ، وحتى لا يُعاد لنا أنتاجٌ ثقافيٌّ وسياسي مُشابه ، ويترتَّب عليه الاستمرار في مسلسل الضياع والصدام والانحطاط في التقدم والنمو والعدالة والامن والاستقرار ، واستمرار المعاناة ، لقد رفَضَت السياسات القديمة الرأي الآخر في الماضي ؛ لأن قيادات الماضي كانت تعتقد أنها "وحدها" من تمتلك الحقيقة ، واستغلُّوا ثمار الشَّحن العاطفيٍّ للجماهير على حساب عوائد المنطق والعقل ، ولهذا يجب ألا يتكرَّر الخطأ عينه ، يجب أن تكون الأخطاء السابقة سلالم وأحجار نصعد عليها لا أن نضعها حملاً جديداً على رؤوسنا ، تحت مبرر أنَّ التنافس السياسي مع الطرف الأخر او البيني يتطلب ذلك ، أو لأن هناك من عجز عن أقناع الآخرين بمنطق وقوة حق القضية الجنوبية لأنهم أصلا كانوا جزء من المشكلة ولا يستطيعون ان يكون جزء من الحل ألا بمفهوم أعرج وقاصر كعادتهم .
(4)إذن وبعد أن ذكرت من المحاذير والتوضيحات ما ذكرت ، ما الذي يتطلَّبه الوضع للخروج بحلولٍ مُثلَى لمثل هكذا معضلاتٍ تواجه سير القضية وما الحل من وجهة نظركم ؟
نحن الآن وقبل خراب مالطه مرة أخرى - كما يقولون - أحوج ما نكون إلى التبصر ونقاش ما أوردته من تذكير بالتاريخ ، بمنطق متجرد من العاطفة والميول ومستندٍ على وقائع التاريخ القريب ، وتباشير وقراءت الحاضر المُعاش ، والأخذ الجاد بالمحاذير التي أشرنا إليها ، وذلك باتجاه التفكير العملي والجاد للعمل على حل قضية الجنوب على مسارين متوازيين ، بإعتبارها قضيه مركبه ، لضمان عدم الخروج ( من نكد إلى نكدٍ ثامن وعاشر ) ، ففي المسار الأول ؛ يتم التفاوض حول حل القضية الجنوبية مع الدولة المركزية في صنعاء بالشكل الذي توافق عليه "غالبية" أبناء الجنوب ، دون مزايدة في الشحن لأغراض تعجيزيَّه للأطراف والمكونات السياسية الجنوبية الأخرى ، لأن عدم التبصر بنتائج المزايدات الكيدية السلبية والتي قد تحشر حتى الحامل لها بزاويه ضيِّقه تضعف وضعه في التفاوض والمناورة السياسية ، وربما تُضاعف من الأثمان التي يدفعها الجنوب والمجتمع الجنوبي ، وفي المسار الثاني يتم حل القضية الجنوبية الأخرى بضمان كبح جماح تمكين ثقافة الوصول للسلطة بالأسلوب القديم وكسب الأنصار عبر تسويق ( الفيد ) عبر مفهوم الاستحقاق الثوري والاستحقاق النضالي ، وهو المفهوم الذي كان سبباً في تعاسة أبناء الجنوب منذُ الاستقلال ، ولكن بان تتم الأمور عبر آليات ومفاهيم ديمقراطية حقيقيةٍ وسلسةٍ تنطبق على الجميع ضمن تعدديه سياسيه متوافق عليها .
كان آباؤنا في زمنِ ما بعد الاستقلال يُتَّهمون بأنَّهم رجعيين متزمِّتين متمسِّكين بمفاهيمَ قديمةٍ في زمنٍ تغيَّرت فيه المفاهيم ، فماذا نُسمِّي "بعض" قيادات الحراك من أصولٍ اشتراكيَّةٍ الآن ؟!!
إنَّ من يُتابع النشاطات السياسية والتنظيمية لقيادات الحزب الاشتراكي في الداخل قبل الخارج ، وهي التي تقود معظم الحراك حالياً ، سيُلاحظ تباشير اتِّجاه خطٍّ سياسي صدامي يلوح في الأفق ، وهي دلائل لا تبشر بخير ، وتباشير يجب أن يقف عندها الفطين ويتعظ ، وهي تكذيب لما اعتقدناه - خطأً - بأنَّ المتغيرات العالمية قد أثَّرت على الجميع ، وغيَّرت مفاهيمهم .
(5) هل افهم من كلامك أن على المواطنين الجنوبيين أن يرفضوا أن يُقاد الحراك من قبل القيادات السابقة للحزب الاشتراكي ؟
إنَّنا - أبداً - لا ندعو إلى إقصاءٍ ، ولا الى إنكار هوية ، او إنكار حقوق مدنية لأيٍّ كان ، كما تمَّ في الماضي ، ولكن نطالب من لا يزالون متأثِّرين بتلك الثقافة ، بان لا يُقصوا بعضهم بعضا ، وأن لا يُقصوا الآخرين ، وندعوهم الى كلمة بينهم وبين الآخرين سواء ، وبان يتم التوافق على جعل الإرادة الشعبية فوق الإرادات السياسية لأيِّ مكونٍ سياسي ، وهنا مكمن الفرس وحل عقدة ثقافة الصراعات السياسية المدمِّرة التي تأصَّلت في الجنوب ، وأن تحكم الجميع المفاهيم والمعايير الديمقراطية من الآن وليس آجلا ، لأنَّ فرض الارادات الجُزئية والاقصاء وعدم الاحتكام الحقيقي للإرادة الكلية ، والحكم والإدارة بشرعية الاستحقاق النضالي ، هي أسباب نكبات الجنوب حتى يومنا هذا .
(6) ماهي النصيحة أو التَّوصية التي تودُّ تقديمها للقيادات التي تحدَّثت عنها آنفاً ؟.
إنًّنا ندعو تلك القيادات بأن لا تُسئ استغلال البُعد الجماهيري المشحون ، كما فعلت ذلك في الماضي مع عملية الشحن المفرط لتحقيق الوحدة قبل إتمامها ، وتخوين من يقول بغير ذلك حينها ، من خلال المزايدة السياسية وجرِّ الوطن والمواطنين نحو توجُّهاتٍ غير محسوبة أو محمودة العواقب والنتائج ، ونذكرهم بان الاختلاف السياسي الداخلي اذا بلغ حدَّ الصِّدام ، حينها ينتفى الكلام والتبرير عن المصلحة العامة تماماً ، وأن العلاقات مع الخارج مقياسها وهدفها تحقيق السلام والاستقرار والمصالح المتبادلة .
ليختلف من كان عندهم أسباب للخلاف ، فلا أحد يستطيع جبر القلوب الا الله ، على أن لايجعلوا من خلافهم قضيَّة عامة ، وأن لايجعلوا الشعب والوطن وقوداً لنيران هذه الخلافات ، وأن لايتم استغلال وتوظيف الشحن الجماهيري باتِّجاهاتٍ تخدم أهداف تلك الاختلافات ، وتحت ادعاءاتٍ وشعاراتٍ وتُهمٍ دخيلة ومعرقلة للقضية الأم والعامة . . . القضية الجنوبية
(7) ولكن كيف لكم ان تطالبوا بتحييد الاستحقاق النضالي وهي ثقافة رضع منها معظم الجنوبيبن ؟
من يدعي بالوطنية ، عليه أن لا يجرح هذا الادِّعاء بالمِنَّةٍ على وطنه وشعبه بأنَّه ناضل وقدم وضحى ، وان لا يبحث عن ثمن لهذا النضال ، والا اصبح الامر شيء اخر يرقى الى مفهوم الارتزاق ، ولا فرق بين المرتزق المعروف ظاهرا وباطنا والمرتزق المناضل ، إلا أنَّ الأول يقبض ويرحل بينما يلتصق الاخير بعباءة النضال ، ويطالب ويصارع ويتبجح ، ويستمدُّ من ذلك تجاوز المعايير المنظمة ويكون اكثر تخريبا وتعويقا لوطنه وشعبه بسبب تمسكه وإصراره على الحصول على الاستحقاق النضالي المتواتر والذي نعرف جميعنا - ومن التجربة - كم تقاتل مثل هؤلاء المُدَّعين وفي بلدان عديدة ، وكم دمروا من أجل مصلحةٍ خاصة وضيِّقه قضت على الأحلام الجميلة لأوطانهم .
(8) تتعرض المملكة العربية السعودية الشقيقة لحملات إعلامية مغرضة منذ فترة من بعض جهات يمنية في محاولة رخيصةلتشويه للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين كيف تصفون ذلك ؟
انأ استنكر مثل هذه الحملة والإشاعات الكاذبة و الموجهة ضد شعب وحكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة من خلالاختلاق وبث ممنهج للإشاعات ضدها وخاصة خلال هذه الفترة ، والتي تنبئ عن جهل مروجها بالحقائق والخلفيات او موقفهالعدائي المتأصل .
و الشعب اليمني جنوبا وشمالا يكن كل الحب والاحترام والتقدير للسعودية ملكا ونظاما وشعبا على كل ما قدموه ويقدموه مندعم سخي مباشر وغير مباشر باستمرار ومنها رعاية إخوانهم المغتربين اليمنيين في المملكة والذين يلقون الرعاية وليسكما يحاول البعض ترويجه مشوها حول موضوع تطبيق نظام الاقامه والساري على جميع الجنسيات ، لأسباب تتطلبها مصلحةالمملكة وأمنها بالتطبيق الكامل للانظمه المرعيه .
وأؤكد على وجود من يحاول بث سمومه الخبيثة ووضع العصا في عجلة العلاقات الحميمة التي تربط البلدين والشعبيينالشقيقين مختلقا للإشاعات المغرضة وكأن ما يحدث الا استهداف لليمنيين علما بان النظام طبق على كافة الجنسيات المخالفةلقانون العمل دون استثناء ، إضافة لمكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أل سعود بإعطاء مهلة ثلاثةأشهر لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة لقانون العمل .
(9) هل لديك - أخيراً – ما تحب قوله لرجال الدين وللصَّفوة المثقَّفة وللأكاديميين وكل الدارسين من أبناء الجنوب ؟.
إنَّنا ومن هذا المكان ندعو كلَّ رجال الدين والمثقفين والأكاديميين وكلُّ من تُهِمُّهُ مصلحة وطننا ، وهم - جميعاً - يعلمون أن البناء أصعب من الهدم ، ندعوهم الى تبنِّي حراكٍ ثقافي يعمل على تصحيح ومعادلة ورفض الثقافات السيئة التي تُطبع كل يوم في مجتمعنا والتي نخرت كثيرا فيه ، وربما تعمل على المزيد من السوء في المستقبل ، والتي لو تُركت لهدمت ودمَّرت هذا المجتمع الطيب المغلوب على أمره .
كما ندعوهم إلى توضيح أهمية ترشيد الشحن الجماهيري ، باعتبار ذلك مسئولية خطيرة ويترتب عليها عواقب وخيمة ، واثمان يتحملها البنيان الاجتماعي وبما يتأثر به من أمن واقتصاد وخدمات وثقافة وحركة عمل حاضراً ومستقبلاً ، فالأمر جدُّ مهم ويستحقُّ كل الاهتمام وتكاتف الجميع .
(10) نعرف عنك انك ذو هوىً مدني ، ولقد تحسرت على ما تعرضت له مدينة عدن في بداية لقاءنا هذا ، فهل لك من إضافه على ذلك؟
عدن لم تتغيَّر كثيراً على امتداد شواطئها الجميلة لما يُقارب النِّصف قرن ، تأمَّلُ ونأمل معها بعد هذا الانتظار الطويل الذي ما كان يجب - تأمل - وقوعها بين يدي ( جواهرجي ) يُقدر جمالها وقيمتها ، ويعرف كيف يصقُلها ويحافظ عليها ويعرف كيف يُسوِّقها ، تحت الأنوار البرَّاقة التي تجعلها تتلألأ بإشعاعات وانعكاسات طبيعتها المتألِّقة في كلِّ اتِّجاه ، وتخرج بذلك من السخام الذي دُفِنت فيه ، وتبتعد عن نار "الفحَّامين" وسواد محيطهم ... وأخيراً أشكر جريدة «الأمناء» وأشكرك أخي فراس اليافعي على أدائك المتميز متمنياً لكم التوفيق والسداد من الله.
نبذة عن السلطان فضل محمد بن عيدروس العفيفي .
من مواليد / عام 1954 م يافع القارة .
الحاله الأجتماعية / لديه زوجتان - وولد واحد أسمه ( نواف ) .
المستوى التعليمي / خريج جامعة عدن - كلية الهندسة
...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.