يتسابقون على بيع الشرف والعزة والكرامة والوطن في سوق النخاسة الدولي والإقليمي، وهاهم يستمتعون بثمن بيعهم للوطن وبيعهم لتلك القيم الإنسانية التي كانوا قد اكتسبوها بالفطرة ، وينفقون ذلك الثمن على راقصات الملاهي والكازينوهات والمواخير في كلا من لندن وباريس وواشنطن وتركيا والقاهرة ، بعد إن أوصلوا الشعب إلى حافة الهاوية ، نتيجة لانانيتهم المفرطة وأفكارهم المشوهة السوداء . لم يكن لهم من شغل سوى النهب والاختلاس والسرقة والفساد والإفساد ، ونشر الإرهاب والحروب والفوضى والفقر والجهل والتخلف ، كانوا يرتدون أحلى البدلات ذات الماركات العالمية الشهيرة ، ويطلون بأوداجهم المنتفخة وكروشهم المُمتلئة من النهب والشفط ، دون وازع من دين أو وازع من ضمير ، ولا يجيدون سوى ممارسة الخيانة والتبعية للغير . لم يسألوا أنفسهم يوما عن من هو السبب في سقوط كل تلك الاكوام من الجماجم البشرية ، ومن هو السبب في إهدار كل هذه الشلالات من الدماء ، ولم يسألوا أنفسهم من هو السبب في كل هذه الدموع ، التي تسكبها عيون الثكالى والأيامى واليتامى كالمطر ، ولم يسألوا أنفسهم عن من أوصل الناس إلى حافة الجوع والهاوية وأضاع مستقبلهم ، نعم لم يسألوا أنفسهم لأنهم يعلموا إنهم هم سبب كل ذلك . *- سالم صالح هارون