لم تكن العلاقات بين اليمن الجنوبي والمملكة العربية السعودية على وئام أذ تنظر اليمن الديمقراطيه ومنذ 67م للدول الجارة والعربية عموما من منطلق التصنيف المترتب على الحرب الباردة والتصنيف القطبي معسكر شرقي ومعسكر غربي على الرغم أن جغرافيا الجنوب والمملكة متداخلة حدوديا بل والارتباط الاجتماعي بين البلدين ومع هذا فإن اليمن الشمالي وعلى الرغم من حرب أهلية فيه كانت المملكة تدعم طرف (بحكم الشرعية) وفقا وتدخلها إلا أن العلاقات مباشرة وعقب انتهاء الحرب اليمنية الملكية الجمهوريه كانت علاقات اقوى وحظي ابناء الشمال بالعديد من الامتيازات وبدأت العلاقات من 70م بعد أنتهاء الحرب وإحلال السلام الذي كانت السعودية رسمت خارطة طريقه ليصل إلى توافق بين طرفي الحرب في الجمهورية العربية اليمنية وظلت العلاقة بين الجنوب والمملكة دون تمثيل دبلوماسي بل وحذرة إذ إن الدولتين تنظر الأخرى بريبة من المنطلق الأيديولوجي وتصنيف شرق وغرب ( اشتراكية رأسمالية) الخ من المصطلحات السائدة حينذاك إلا أن سالمين كان ينظر ببراغماتيه كرئيس تهمه مصلحة دولته التي يرأسها ويرى رغم الاختلافات أن المملكة اولا واخيرا تلعب دورا في الساحة العربية وتقدم الكثير من التنمية وان الجوار معها يتطلب تبادل المصالح والاقتراب بعيدا عن الافتراق الذي لن يخسر فيه الا الجنوب فكان كثيرا مايفكر بذهنية رجل دولة على الرغم من ايديولوجيته فكان يتلمس مع القيادة خاصة المكتب السياسي للجبهة القومية أن كان فتح علاقة مع المملكة العربية السعوديه سيعود بالنفع على الجنوب فكان معظم القيادة ترفض رفض قاطع وآخرين يرون في ذلك خطوة تساعد على استباب السلام في المنطقة على شرط ألا تتدخل الدولتين في شؤون الأخرى داخليا فبدأ بأيصال الرسالة إلى المصريين ليجس النبض وان يكونوا الطرف العربي للتدخل وفتح الموضوع على الاشقاء في المملكة وبالفعل أستجابت مصر وفتحت قناه مع المملكة وكانت زيارة مبعوثين كثر من الرئيس السادات إلى الرياض وعدن لنقل الآراء ووجهات نظر البلدين فيما كان يثار في الجنوب الموضوع بالمكتب السياسي إلا أن عند التصويت تكون الأغلبية للمعارضين بالمكتب السياسي للجبهة القومية ومع ذلك لم ييأس سالمين والى جانبه مطيع ،، بدأت هذه الحكاية منذ 1975م ويظهر أن القادة الجنوبيين أستساغوا الموضوع بعد تدخل مصري والسوفييت كانوا على علم لكن لم يفرضوا رأيا وفي 76م قام محمد صالح مطيع ومعه المبعوث المصري أشرف مروان بزيارة المملكة بدون ضجيج وبدون تسليط الأضواء الإعلامية وتم الاتفاق على أقامة علاقات دبلوماسية بين ج ي دش والمملكة على مستوى فتح سفارة البلدين وكان الاتفاق في سبتمبر76م وبعد فترة قصيره لاتزيد عن شهر من هذا الاتفاق عينت اليمن الديمقراطي محمد غالب أحمد كقائم بأعمال سفارة الجنوب بالمملكة وهو بهذا أول دبلوماسي جنوبي يبعث للمملكة وبدأت العلاقات تؤتي ثمارها لتبدأ أول زيارة لرئيس جنوبي إلى المملكة العربية السعودية ليلتقي سالم ربيع علي بملك المملكة العربيه السعودية خالد بن عبدالعزيز وكانت زيارة ناجحه بكل المقاييس امتدت من31 يوليو حتى 2 أغسطس 1977م وبذلك يكون أول تمثيل دبلوماسي في 76م بين الدولتين واول زيارة على أعلى مستوى من قيادة الجنوب في 77م