طوفان غزة كشفت الكثير من الاوراق أولها وببساطة جدا أن ليس للعرب قيمة، فهم حيوانات كما تتفوه بها اليوم الكيان الإسرائيلي وقيادات حلف النيتو وبايدن الرئيس الامريكي وصهاينة البيت الابيض الامريكي والذي اتضح للرؤية انه أسود بل حالك السواد.. وأن الصف العربي ممزق ومريض، رسالة تحمل بين طياتها الضعف والهوان والخنوع والخذلان، يظهر ذلك جليا في السكوت والصمت الرهيب، قيادات لا تستطيع حماية شعوبها وتحميه. عاجزة تماما على العمل ببناء القدرات والعدة لصد المخططات العدائية لتغيير الخارطة العربية ومحوها من الأطلس الدولي. طوفان غزة كان بحق ان نقول عنه إختبار لمعرفة ما إذا كانت للدول العربية وجود بالخارطة، فإنه يهمنا من ان تفهم الشعوب العربية إن كان لها احترام وتقدير .
إن خطورة المرحلة التي نلامسها من جراح عميق وما يجري لشعب غزة أطفالا وشيوخا ورجالا ونساءا من إبادة جماعية ودمار للمساكن وللبنية التحتية وقطع للمياه والكهرباء والاتصالات بكافة انواعه يحتم علينا بل يجب أن نتحدث عن كل القيادات العربية على وجه الخصوص والاسلامية بشكل عام بدون استثناء مهما كانت الدولة وحجمها أن تتيقظ وتنتبه الى المخطط الصهيوني الذي يتم، فإن نجح فسوف تكون النتائج خطيرة جدا، وستدفع الشعوب للخروج الى الشارع ولا نستبعد من قيام حروبا أهلية حقيقية ليست كالربيع العربي تؤدي الى فقدان للسيطرة التام وستسقط رؤوسا لا أقنعة، ولذا فإن العالم العربي والاسلامي مطلوب منه قيادة قوية وصوتا واحدا حتى نصل الى مناقشة جادة لدرء الخطر الصهيوني عن العرب والمسلمين يضمهم حلف عسكري واحد يكون ندا قويا للحلف الامريكي الصهيوني الاوروبي يحول دون السيطرة والهيمنة الأمريكية
فمن الخطر عدم وجود قيادة اسلامية قوية وصوت اسلامي موحد في ظل العلمانية، فالثقل الاسلامي هو الذي سينقذ الشعوب من الحروب العرقية والمجازر الابادية والتهجير والردة ويحمي المسلمين اجمع من الاضطهاد والتعسف ويحمي المساجد من الدمار والقرآن من التدنيس والتنجيس.
كفانا أطروحات ومشاريع فاشلة ومهينة، لا تؤدي إلا لحروب قبلية وطائفية والى مكونات للتمزق والعرقية.
اننا اليوم أمام عالم جديد قرب موعد ولادته، ولا يمنع هذا الامتداد والتكوين والتغييرات المتسارعة والمتلاحقة بالانضمام مع حلف عسكري سواء يكون اسلاميا أو آسيويا أو افريقيا أو أسيويا /أفريقيا معا، فالاوضاع الحالية تنذر بالخطر الأكيد على العرب أجمع بصورة خاصة وعلى المسلمين بصورة عامة، فالاسلام هو المستهدف في المخطط الصهيوني المسمى بالعالم الجديد أو خارطة الشرق الاوسط ومن غزة الانطلاقة التوسعية الى الشرق الاوسط.
يجب علينا ان نفهم ذلك جيدا، كما يجب علينا التحرر من الاستعمار الأمريكي /الإسرائيلي، من قواعدها وتطبيعاتها واتفاقياتها لسد الثغرات التي اعطت للصهيونية العالمية الانتصار لجعل الدول العربية محتلة وغنيمة سهلة لإلتهامها بل لابتلاعها ووصفها بالحيوانية الدونية والمطالبة بموتها والدعوة لذلك في كل المواقع والبذل السخي لاجل ابادتها.. وهذا مانشاهده في غزة ومايتعرضون له طوال الايام بدون فواصل، لا يميز فيه طفلا ولا رضيعا ولا إمرأة ولا رجلا.. انتهكت المحرمات والاخلاق الانسانية.
طوفان غزة.. رسالة للعالم اجمع بأن القوانين الدولية أكذوبة وحقوق الانسان أضحوكة على العقول وإمتهان للانسانية.. رسالة قوية من غزة، على الدول العربية ان تدرك نفسها قبل فوات الأوان كما ذكرت سلفا بتجمع أو حلف أو أي اسم يتم التوافق عليه لحماية نفسها من الخطر قبل ولادته.. وعلى الجنوب العربي أن يحسم نفسه في ظل التغييرات المتسارعة التي لا مهرب منها.