ما يجري اليوم في فلسطين من عنجهية الصهاينة وعربدتهم على غير المعهود ليست وليدة اللحظة ولا هي من فكر الرئيس الامريكي المتصهين دونالد ترامب وحتى مجيئة في هذه المرحلة الخطيره من مراحل القضية الفلسطينية ليس صدفة وإنما هو نتيجة مخطط صهيوني -امريكي ظهر في عام 1980م في عهد الرئيس كارتر وتم المصادقة عليه في عام 1983م في جلسة سرية من قبل الكونجرس الامريكي وبالاجماع وبذلك فقد أُعتمد إدراج تنفيذ المشروع ضمن سياسة وإستراتيجية أمريكا. وما يجري ليس مجرد نظرية مؤامره كما يحاولوا تصويره ولتزييف وعي الجيل الجديد من العرب والمسلمين وتسطيح الأخطار,وانما هو عمل ممنهج تضطلع به فرق متخصصة في سياق المشروع الصهيوني- الامريكي.. وقد تجلت هذه المؤامرة بكل وضوح في مشروع برنارد لويس لتفتيت العالم العربي والإسلامي بدءاً من حرب الخليج الأولى وغزو أفغانستان والعراق . واصبح عراب هذا المشروع ومرجعيته ولا همية الرجل لتنفيذ هذا المشروع فقد كان في أحداث نيويورك يوم 11 سبتمبر 2001م الشخص الثالث الذي أختفى مع بوش ونائبه ديك تشيني مما يدل على خطورة.واهمية الرجل والدور الذي يضطلع به حتى اصبح منظراً سياسياً وعسكرياً للهيمنة الامريكية في المنطقتين العربية والإسلامية. برنارد لويس صهيوني الفكر امريكي الجنسية ومتخصص في شئون الشرق الأوسط والذي ألف أكثر من 20 كتاباً عنه. وبالذات في شئون الإسلام والمسلمين حتى أصبح مرجعية الصهاينه فيه. ومن مفارقات الزمن بأنه ولد لويس في لندن في عام 1916م في عام اتفاقية سايكس-بيكو والتي بعدها بعام أعطى وزير الخارجية البريطاني بلفور وعداً لليهود في فلسطين عام 1917م .. ومن هنا فقد أصبح يعيش في قلب أحداث المنطقة منذ ولادته,و طور ووثق علاقته فيما بعد بالمعسكر السياسي للمحافظين الجدد في امريكا منذ السبعينات بل أنه من صاغ أيديولوجيتهم في العداء للإسلام في عهدي بوش الأب والإبن وهو من خلق لهم المبررات لغزوافغانستان والعراق. في مقابلة أجرتها وكالة الإعلام مع "لويس"قال الآتي بالنص: "((إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها". )) من هنا يتضح بالعين حقائق المؤمرة وانها واقعاً ملموساً يتم تقنينه لهدف واحد وهو إضعاف العالمين العربي والإسلامي وتفتيته حتى تمر مؤامرة إزالة فلسطين من الخارطة وإشغال كل بلد عربي بمشاكله الداخلية, وليس من الصدفة ماجرى من أحداث عاصفة ومتغيرات تحت يافطة ثورات الربيع العربي وأخطارها ,حيث في عام 2011م بدأت ثورة يناير في مصر و تبني اثيوبيا ايضاً مشروع سد النهضة في عام 2011م في ظل إنشغال مصر داخلياً وفي جبهة الإرهاب في سيناء. وليس صدفة بعد إعلان صفقة القرن وإعتراف المتصهين ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني,ان يعلن نتنياهو بانه في 1 يوليو 2020م سيضم اجزاء من الضفة الغربية الى دولة الكيان الصهيوني وفي نفس التاريخ و1 يوليو 2020م تعلن اثيوبيا بإنها ستملأ سد النهضة ودون إتفاق مع دولتي الممر والمصب لنهر النيل وهما السودان ومصر وما يشكله ذلك من تحدٍ وجوديٍ للبلدين العربيين. وفي نفس الوقت يتم التطبيع تحت يافطات مختلفة مع بعض الدول العربية في ظل إستمرار دعم قوى الإرهاب في كل من سوريا وليبيا لتفتيتهما. رغم كل هذه المؤامرات و الإحباطات والإنتكاسات فان هناك في الأفق أملاً للفلسطينيين فأكثر من 1000 في البرلمان الاوربي يرفضوا مشروع نتنياهو وهناك اصوات معارضه في الكونجرس الأمريكي وهناك صوت السيد انطونيو جوتيريش امين عام الاممالمتحده ممثلاً للمجتمع الدولي الذي يرفض المساس بقرارات مجلس الأمن والجمعيه العامه للأمم المتحدة وبالقانون الدولي وفوق كل هذا الثورة العالمية التي تجتاح العالم اليوم ضد العنصرية والتي تطالب بسقوط رموز العنصرية وتصحيح أخطاء التاريخ. والكيان الصهيوني هو الرمز الفاضح للعنصرية والإجرام والقتل باسم العنصرية. فليبدأ الشعب الفلسطيني خطواته في حدها الأدنى للتنسيق بين فصائله ولتُترك استراتيجيات وحدة القيادة والفصائل والشعارات الكبرى للمستقبل وليجعلوا من يوم1 يوليو 2020م بداية يوم القيامة على الكيان الصهيوني وكل من يوالية عرباً وعجم , وللفلسطينيين مدارسهم الخلاقة في صنع الانتفاضات ومسيرات العودة والصمود والتصدي لكيانٍ غاصبٍ مدججٍ باحدث اجهزة العنف والدمار على مدى 72 عاماً الا أنه ظل عاجزاً دوماً أمام إرادتهم الصلبة وثباتهم الاسطوري .