بنوك الطعام في كندا أنشئت عام 1981م في مدينة ادمنتون ولاية البرتا، بهدف القضاء على الجوع في كندا ،وبنوك الطعام هي عبارة عن جمعيات خيرية غير ربحية ، وانتشر هذه الجمعيات الخيرية بشكل تدريجي وأصبحت في أغلب الأحياء الفقيرة في المدن الرئيسية في المقاطعات الكندية . تعمل هذه الجمعيات الخيرية على جمع المواد الغذائية المختلفة من المتبرعين ،ويتم توزيعها للمحتاجين في مناطقها المحددة ، وهي عبارة عن سلة غذائية واحدة مرة كل شهر، والكثير من الجمعيات الإسلامية جعلت من ضمن أنشطتها المساعدة في استقبال التبرعات وتوزيعها ويتم عمل التقرير السنوي وصدر عن هذه الجمعيات الخيرية الكندية بسبع لغات )وتستند في تقريرها إلى بيانات صادرة عن أكثر من 4.750 بنك غذاء ومنظمة مجتمعية كندية .
المتبرعون المتبرعون لبنوك الطعام في كندا هم من أفراد وشركات ومؤسسات خيرية، بالإضافة إلى الحكومة الكندية التي تدعم بنك الحبوب الغذائية الكندي . تتبرع هذه الجهات بالمواد الغذائية والمال، مما يساعد بنوك الطعام في توفير الغذاء للأشخاص الذين يواجهون صعوبة في الحصول على احتياجاتهم الأساسية.
وفي مدينة أوتاوا العاصمة الكندية فالمتبرعون هم اصحاب المحلات الغذائية الكبيرة ومحلات بيع المواد الغذائية الأخرى، ويسعون الى ايصال المواد الغذائية الفائضة لديهم ،أو التي لم يتم بيعها قبل أن تتلف بوقت كاف، وتسلم لبنوك الطعام كتبرعات منهم، والمتاجر في كندا يمكنها خصم جزء من قيمة تبرعاتها من الضرائب، بشرط أن تكون التبرعات لبنوك طعام أو منظمات خيرية مسجلة، وأن تصدر تلك الجهات إيصالات تبرع رسمية. كما أن التبرع ممكن ان يكون نقدياً او حيث تقوم تلك الجمعيات بشراء بعض المواد الضرورية والتي لم تحصل عليها من المتبرعين . ويتميز المجتمع الكندي بروح التعاون والإحساس بالمسؤولية تجاه المحتاجين. فقد لاحظتُ شخصيًا تبرع بعض السكان بفائض المواد الغذائية من بيوتهم للجمعيات الخيرية، بل إن بعض الجيران عند انتقالي إلى السكن الجديد وضعوا ما لا يحتاجونه من طعام وأدوات منزلية عند باب المنزل دون أن يُحرجوني، في بادرة تعكس كرمًا وتعاونًا أصيلًا.
-سلة الغذاء.. كرامة في وقت الحاجة في فترة من فترات حياتي، كنت أحد المستفيدين من سلة الغذاء الشهرية التي توزعها الجمعيات الخيرية في كندا، وهي تجربة لا أنساها، لا لأنها حملت طابع الحاجة فقط، بل لأنها علمتني أن العطاء يمكن أن يكون إنسانيًا، دافئًا، ويمنحك شيئًا من الكرامة حتى في لحظات العوز. تتكون هذه السلة غالبًا من مواد غذائية أساسية تسد جزءًا كبيرًا من احتياجات الأسرة الشهرية. كنا نحصل فيها على: الدقيق، الشوفان، الأرز، المكرونة، علب التونة أو السلمون، زبدة الفول السوداني، العدس أو الفاصوليا المعلبة، الحليب سواء كان سائلاً أو مجففًا، وأحيانًا الخبز. كما كانت تضاف إليها بعض الخضروات مثل البصل والبطاطس، وفي بعض الأحيان، اللحوم أيضًا.
وفي شهر رمضان المبارك، يزداد نشاط الجمعيات الإسلامية بشكل ملحوظ، فترتفع كمية ونوعية المساعدات، ويزداد عدد المستفيدين وما كان يلفتني كل عام هو زيارة رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، لتلك الجمعيات، ومشاركته في توزيع المساعدات بنفسه، في خطوة رمزية تعني الكثير للمجتمع المسلم، وتعكس احترامًا وتقديرًا لموسم الصيام. ولم تقتصر المساعدات على الغذاء فقط، بل تشمل كذلك الملابس، لا سيما الجاكيتات الشتوية التي توزع مع بداية موسم الشتاء، ومع دخول المدارس، كما وتُوزع الحقائب المدرسية على الأطفال.
وفي مدينة (ونزر) الكندية تحديدًا، هناك محلات خضار توزع المنتجات مرة أسبوعيًا، مما يساعد كثيرًا من الأسر ذات الدخل المحدود.وفي الأعياد، يصبح للعطاء نكهة خاصة. في عيد الشكر، توزع لحوم الديك الرومي مع البطاطس، أما في عيد الكريسماس، فتقدم بعض الكنائس مساعدات نقدية رمزية، وتعني الكثير للعائلات المحتاجة. هذه التجربة علمتني أن المجتمع حين يتكاتف، يمكنه أن يصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الآخرين. وأن العطاء، مهما كان بسيطًا، يمكن أن يمنح شعورًا بالأمان والكرامة في أصعب الأوقات. -المستفيدون من المواد الغذائية في (بنوك الطعام) يُعتبر المستفيدون من بنوك الطعام – وهي جمعيات خيرية تُعنى بتوزيع المواد الغذائية – من فئات محددة في المجتمع، أبرزهم:المهاجرون الجدد الى كندا والفقراء من غير المهاجرين، خصوصًا من ذوي الدخل المحدود الذين لديهم أطفال أو يعانون من إعاقات أو أمراض مزمنة.وتُشير المعلومات إلى أن غالبية المستفيدين من هذه الخدمات هم من المهاجرين في حين أن عدد المستفيدين من الفقراء من السكان الاصليين يُعدّ محدودًا نسبيًا. وقد لوحظ أيضًا أن نسبة كبيرة من المسلمين المقيمين في المنطقة يستفيدون من هذه البنوك الغذائية، سواء كانوا من المستحقين فعليًا أو لا، وهو أمر مؤسف لأنه قد يُعطي انطباعًا سلبيًا عن الجالية. ومع مرور الوقت، ازداد عدد المستفيدين بشكل ملحوظ، إلا أن ذروة الطلب سُجّلت خلال جائحة كوفيد-19، حيث ارتفع الاعتماد على بنوك الطعام بشكل مضاعف، ما أدى إلى توسع نشاطها بشكل كبير، ودخول الدولة كلاعب فعّال في تطوير خدماتها وتنظيم عملها.