بالاستغفار أبدأ، ثم أقول: لا أعرف لماذا خطرت ببالي قصيدة الرائع نزار قباني "أكرهها.. واشتهي وصلها.. وإنني أحب كُرهي لها" وأنا أشاهد على قناة "اليمن" ظهيرة اليوم الجمعة، خطيب "النظام" في ساحة السبعين بصنعاء وهو يخطب في الموالين وعلى خلفيته بالمنبر صور مكبرة للحكام السعوديين ؟. لم تكفهم كما يبدو – صور نفس الساحة مغطاة بأعلام المملكة وصور حكامها في الجمعة السابقة التي أسموها "جمعة الوفاء والعرفان لآل سعود "، فكرروها – بالصور على المنبر بأقدحها مذلة وأصفعها مهانة لليمني الذي يقزّمه "حكّامه" أمام "الريال" !. الخطيب دعا الناس للدعاء والصبر، تقرّبا إلى الله لتفريج أشد الكروب التي يعيشها اليمنيون في آخر أسبوع من شعبان بلا وقود ولا كهرباء وفي شلل تام لحركة الحياة بكل المحافظات استقبالا لرمضان المعظم، فيما الصورة التي يظهرها التلفزيون اليمني تنطق توسّلا وتسوّلا من "النظام" للسعودية في اعتراف أنها صارت هي الحاكم، الآمر ظاهرا في يمن ما بعد ثورة الشباب، مثلما كانت باطنا قبلها !. هل تقبل الشقيقة "التوسّل"، وهي التي تحرّمه في مذهبها عندما يكون بالأولياء والصالحين من عباد الله ؟. "أحب هذا اللؤم في عينها.. وزورها إن زوّرت قولها.. أكرهها".