إلى أخواني وأبنائي الصامدون في صفوف المقاومة على أرض عدن العصية ، إلى كافة الأشاوس المرابطين والمتصدين للقادمين من كهوف مران وعدوانهم على أرض الجنوب الحبيبة . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : إن لصمودكم لأصداء تلوح بشارات النصر معها في الآفاق فابشروا وأصبروا وصابروا فانتم على طريق الحق ماضون وفي سبيل الله صامدون وأن نصر الله لقريب . فحافظوا على وحدة صفكم ، وروح معنوياتكم العالية ، وصمودكم الأسطوري ، وأنشروا الأمن والأمان وحافظوا على أرواح وأموال وأعراض الأبرياء في المناطق التي تسيطرون عليها ، وقووا من عزائم الناس ، وهدوء من روعات المفزوعين من الأطفال والنساء والعجزة ، فإن ما تمر به أرض الجنوب من محنة لمفرجها قريب من رب ينصر من ينصره ، وأعلموا أن الله يبتلي من عبادة المؤمنين فاصبروا على هول المحنة وعظم البلاء فقد قال عز وجل : {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} . فابشروا بنصر الله وأعملوا جاهدين على توفير الأمن والأمان والهدوء وتقديم الخدمات ، وامنعوا بحزم وقوة كل من يحاول أن يستغل أوضاع الحرب ومن يسعى لما بعدها بالقتل والسلب والنهب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة واستباحت أعراض الناس وأموالهم ودماءهم ، فإن منع مثل هذه الأعمال لمن سبل تعزيز الجبهة الداخلية وطريقة من طرق النصر العظيم والذي تلوح بوادر أشعته في الأفق . لهذا أوجه لكم ندائي هذا بالحرص الشديد للمحافظة واستحضار اليقظة لمنع حدوث مثل هذه الحالات وردعها وزجرها بقوة ، والتي تكثر حين يكون الناس مبتهجين بالنصر ، فيستغل بهجتهم وإنجازاتهم ضعفاء النفوس من المندسين والمخربين وعديمي الأخلاق فيعيثون في الأرض فساداً فيبهتوا عظم المقاومة ووهج النصر القادم بإذن الل بسوء فِعالهم ، فلا تأخذنا بهجتنا بالنصر دون أن نلتفت لهذه الأمور الهامة التي تقع على عواتقنا جميعا تجاه وطننا وأهلنا . بوركتم وسدد الله خطاكم وثبت أقدامكم وقوى من عزائمكم ومكنكم من أعدائكم وجعل النصر حليفكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . السلطان فضل محمد بن عيدروس العفيفي