حضرموت هي الجنوب والجنوب حضرموت    الزنداني يلتقي بمؤسس تنظيم الاخوان حسن البنا في القاهرة وعمره 7 سنوات    حقائق سياسية إستراتيجية على الجنوبيين أن يدركوها    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    الضربة القاضية في الديربي.. نهاية حلم ليفربول والبريميرليغ    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    اليمن: حرب أم حوار؟ " البيض" يضع خيارًا ثالثًا على الطاولة!    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    البحسني يثير الجدل بعد حديثه عن "القائد الحقيقي" لتحرير ساحل حضرموت: هذا ما شاهدته بعيني!    وفاة نجل محافظ لحج: حشود غفيرة تشيع جثمان شائع التركي    عبد المجيد الزنداني.. حضور مبكر في ميادين التعليم    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    شبوة تتوحد: حلف أبناء القبائل يشرع برامج 2024    إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    شكلوا لجنة دولية لجمع التبرعات    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    وزارة الداخلية تعلن الإطاحة بعشرات المتهمين بقضايا جنائية خلال يوم واحد    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    رئيس الاتحادين اليمني والعربي للألعاب المائية يحضر بطولة كأس مصر للسباحة في الإسكندرية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    المهرة يواصل مشاركته الناجحة في بطولة المدن الآسيوية للشطرنج بروسيا    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    تحذير حوثي للأطباء من تسريب أي معلومات عن حالات مرض السرطان في صنعاء    بشرى سارة للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في الهند.. فتح قسم قنصلي لإنهاء معاناتهم!!    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تهدى لكل القيادات الجنوبية في الداخل والخارج قراءة في خارطة الطريق إلى صنعاء / د. يحيى شايف الشعيبي
نشر في يافع نيوز يوم 23 - 11 - 2012

يروج الاحتلال اليمني هذه الأيام وبقوة لفخ جديد يمكنه من اصطياد الجنوب مرة أخرى بعد إن فشلت كل محاولات الاحتواء بوساطة ما يسمى بالحوار المبطن لاستمرارية الاحتلال تؤكده فتاوى العلماء في تحريم الخروج عن بيت الطاعة وتصريحات الارياني بتفضيله الحوار مع الإرهاب العالمي على الحوار مع مشروع تحرير الجنوب وتهديدات صادق الأحمر بشن حرب على الجنوب ان لم يمتثل للاحتلال هذه الدلائل وغيرها تؤكد بان المؤتمر القادم هو مؤتمر احتلال وليس مؤتمر حوار .
كما ان فقرة ( الإشراف الدولي ) المذيلة في عنوان المؤتمر تجعل مجلس الأمن غير ملزم في تنفيذ قرارات المؤتمر وهو الأمر الذي يتنافى مع تهديدات بن عمر الذي يؤكد على ان مشاركة الحراك ضرورة لنجاح المؤتمر وان من يعمل لإفشاله سوف يعاقب مما يدل على وجود صفقة لتحريف دور مجلس الأمن لذلك لهدفين اما لاختبار لإرادة قيادة الحراك( صمودا او استسلاما ) لكي يبنو خطواتهم التالية عليها او لتكريس هيمنه ( شركات الأوصياء) على الجنوب المحتل وفي كلا الحالتين لن نشارك لان الأمر لا يعنينا وحينها ستجد ( شركات الأوصياء) نفسها أمام أمر واقع اما ان تقبل بشراكه مع الجنوب تفضي الى تحريره مقابل الحفاظ على مصالحها ا وان ترتكب حماقة وتصبح في نظر الثورة الجنوبية جزء من الاحتلال وهو الأمر الذي لا تفضله ( شركات الأوصياء ) وخاصة بعد ان بدأ يتشكل صراع جديد على الصعيدين الإقليمي والعالمي خوفا من ان تتعامل شركات أخرى مع مأساة الجنوب تحت قاعدة المصالح المشتركة وهو الأمر الذي تتجنبه( شركات الأوصياء ) اما ( قراءة خارطة الطريق الى صنعاء ) ستتجسد في الضغوطات المحلية والإقليمية والدولية على العقل الجنوبي مما قد يجعلها تقبل بمشروع ( إصلاح مسار الوحدة ) الذي رفضته من وقت مبكر كبديل لهدف التحرير والاستقلال ، هذا المشروع الإصلاحي الذي فكر وخطط ونشر محتواه الدكتور والمناضل والأب المثالي _ محمد حيدره مسدوس آنذاك وكانت السلطة تتغاضى على مضض خوفا من مشروع الاستقلال خاصة بعد ان ظهرت حركات وتيارات تنادي بذلك قولاً وفعلاً وأبرزها حركة حتم الجنوبية وهو المشروع الذي ترفضه ثورة الجنوب جملةً وتفصيلاً .
إلا أن كل أعمال الدكتور مسدوس التنظيريه تؤكد ذلك المشروع الإصلاحي اذ لا يخلو أي مقال للدكتور مسدوس منذ 7/7/1994م إلى يومنا هذا من لغم محشو في بطن كل مقال يروج لمشروعه السياسي (إصلاح مسار الوحدة) بشكل دبلوماسي وعلى درجة عالية من الذكاء والدهاء السياسي، وأتحدى من يأتيني بغير هذه الحقيقة، ولكي يضمن نجاح مشروعه ظل ولازال يشتغل في الظل بين القيادات بكل تناقضاتها سواءً الواقعة في مربع الاحتلال أو المشاركة في ميدان الثورة التحررية.
لهذا حرص د/ مسدوس على عدم إبراز موقفه من ثورة الجنوب التحررية الرافضة للاحتلال عبر المنابر الخطابية الميدانية المباشرة حتى لا يصطدم مشروعه الإصلاحي الخفي مع المشروع التحرري للشعب الجنوبي الثائر، إلا أن المخرج الخفي وبفعل التطورات المتسارعة التي يشهدها الشارع الجنوبي فرض على د/ مسدوس أن ينزل إلى الميدان ليعلن ما يسمى (بخارطة الطريق الجنوبية) في 7/7/2007م لأول مرة وحتى تسهل مهمته قامت سلطات الاحتلال التابعة للمشترك بحملة استباقية لساحة العروض لاعتقال الشخص الأول لمجلس الحراك المنظم للاحتقال د/ صالح يحيى سعيد – نائب رئيس المجلس حتى تتاح الفرصة للدكتور/ مسدوس في قراءة خارطته ولأول مرة بشكل علني ميداني منذ أن قام الحراك، وقد لحظنا كيف التبس الأمر على بعض المناضلين الأشداء الذين انحازوا إلى خطاب د/ مسدوس الغامض وهذا ما اثبته الأيام التالية بينما الجماهير ظلت تهتف بشعارات ترفض الفدرالية والاحتلال.
ولكي لا نتحامل أو نتهم بالتحامل على د/ مسدوس سنجعل خارطته تتكلم عن نفسها كما حددها نصاً على النحو التالي:
أولاً: الاتفاق على وحدة الهدف :
يقول الدكتور مسدوس نصاً (( الاتفاق على وحدة الهدف باعتبار أن وحدة الهدف هي الشرط الموضوعي لوحدة القيادة، وإن وحدة القيادة هي الشرط الذاتي لتحقيق الهدف))([1]):
كلام مفيد ومنطقي جاء متأخراً بعد خمس سنوات من الإرباك ولا ندري أصحوة ضمير أم مكايدة سياسية أم تصفية حسابات ممن ساعدهم الحظ في وضوح الموقف المنسجم مع خيار الشارع الثائر، والإشكالية أنه كلام عام يرفض الثورة ويتمسك بالحراك الذي يعني إصلاح النظام السياسي، ولكي نتجاوز هذه النقطة لابد أن نتذكر بأن النقاط الأربع بنية واحدة متكاملة وكل نقطة مرتبطة بتفاصيل النقاط الأخرى وهو المربع الذي تكمن به الشياطين، وقبل الدخول في النقاط الأخرى نتساءل عن أي هدف يقصد د/ مسدوس إذا ما رجعنا إلى أهدافه المذكورة سلفاً من 7/7/2007م وعن أي قيادة يتحدث إذا ما قارناها بعبارته المشهورة (إن وحدة كل الجنوبيين هي ضمان نجاحهم) هذه العبارة المطاطة والملغومة تجعلنا نتساءل هل من المعقول أن يتحد كل أبناء البلد المحتل: الذين يتبنون مشروع الاحتلال مع من يتبنوا مشروع الاستقلال الثوري في مربع واحد؟ وهل حصل هذا عبر التاريخ؟ وهل ستأتي بمعجزة تفوق معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يستطع في بداية دعوته من توحيد أهله (قريش)!!؟
أنه مطلب تعجيزي يا دكتورنا الغالي لم نسمعه إلا من سفراء الشركات الغربية المهيمنة على ثروات بلدك أو من بعض دول الجوار… لما لها من مآرب لا يعلم بها إلا الله أو ممن يطمحون إلى شهادة نوبل للسلام (جمال عمر) على حساب دماء الشهداء أو من قبل تحالف قوى الاحتلال (القبلي والعسكري والديني المتطرف) هذا التحالف المجسد سياسياً بحزب الإصلاح اليمني والذي نتمنى على منظماته في الجنوب إعلان فك ارتباطها منه حتى لا يضرب الجنوب يوماً من قبل القوى الدولية باسم الإرهاب، هذه التساؤلات عن الوحدة الوهمية الشبيهة بوحدة الكمين التاريخي في عام 1990م لا يمكن أن تتم في وضعنا الثوري إلا أنها قد تتم فعلاً في حالة أن يكون الهدف إصلاحي تغييري يحقق ما تسمونه بالفدرالية الوهمية، وهذا أكبر دليل قاطع على أن الهدف الذي يريده هو الفدرالية لماذا!! لأن الفدرالية إذا منحت للجنوب لن تكون إلا للجميع فحينها لابد أن يعود (هادي) إلى الجنوب ويعود ناصر والعطاس والأصنج والجفري والسلاطين والمشائخ وكل الجنوبيين إلى مربع الجنوب لممارسة الحكم لحظة استلامه فوراً.
ثانياً:استعادة الدولة واستقلالها :
يقول الدكتور نصاً ((الاتفاق على أن الهدف هو استعادة الأرض والثروة المنهوبة، واستعادة التاريخ والهوية المطموسة، وهذا لن يتأتى إلا باستعادة الدولة واستقلالها كحق مشروع طالما والشمال استعاد دولته عام 1994م))([2]):
هذا الشعار الفضفاض بالإمكان تحقيقه في أحد أشكال الوحدة (الفدرالي والكونفدرالي) إلا أن اختيار د/ مسدوس لهذه الفقرة يهدف إلى تحقيق هدف واحد هو القضاء على ماتم إنجازه منذ خمس سنوات والعودة إلى مربع الصفر؛ ففي 7/7/2007م حسمت الثورة الجنوبية بشكل علني ميداني لأول مرة منذ 7/7/1994م موضوع الهدف بعد أن شخصت الوضع القائم بأنه احتلال وإن الحل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة المدنية كاملة السيادة، لتظهر بعد ذلك مباشرة هذه الفقرة المتمثلة في أن قضية الجنوب تعني (استعادة الأرض والثروة المنهوبة… إلى آخر العبارة)، وعززت من ذلك صحف الاحتلال التي كانت تحذف التحرير والاستقلال وتبقي (استعادة الدولة) مما دفع بإحدى التيارات في الحراك إلى تبني هذا الشعار الغامض ليرفض جملة وتفصيلا من قبل الشارع الجنوبي وخاصة بعد تبني المشترك اليمني لهذا الشعار.
والآن نتساءل ماذا يقصد د/ مسدوس بهذه النقطة وهل من المعقول أن تستعاد الدولة أولاً ثم يأتي الاستقلال ثانياً ام العكس هو الصحيح إلى هذه الدرجة دكتورنا الغالي تستخف بالعقل الجنوبي؟ وما الفرق بين من ينادي باستعادة الدولة من عدن المحتلة ومن ينادي بنفس الهدف من صنعاء التي احتلت الجنوب.
ولعل د/ مسدوس الذي ذكر في إحدى مقالاته بأنه اتفق مع الكثير قبل رمضان على نقاطه الأربع يتذكر أول لقاء له في عدن بقيادة مجلس الحراك بمنزل ردفان سعيد صالح في منتصف العام ويتذكر الحوار الساخن الذي دار بيننا عندما استدعيت رسمياً من قبل قيادة مجلس الحراك حينها للمشاركة في مناقشة نقاط مسدوس بحكم مالنا من دراسات سابقة في هذه النقاط التي تتلون بلون كل زمان ومكان بينما جوهرها الإصلاحي الخفي ثابت ومستقر ينطلق من مشروع إصلاح مسار الوحدة ولازال.
وحينها وجهنا للدكتور العزيز الحقائق التالية:
أ) إن (استعادة الدولة) ليس هدفاً بحد ذاته وإنما هو التزام مبدأي لأي ثورة متنورة تؤخذ على عاتقها تنفيذه في المرحلة الانتقالية بعد التحرير والاستقلال.
ب) إن (استعادة الدولة) عنوان مطاط والشيطان يكمن في التفاصيل، وفي هذا العنوان سنترك للعدو فرصه خلال عملية التفاوض أن يعني به مقاصد أخرى غير المقاصد التي نعنيها نحو:
1- استعادة الدولة: يعني استعادة النظام والقانون وهذا ما يطالب به المثقفون في صنعاء.
2- استعادة الدولة: يعني استعادة مؤسسات النظام الجنوبي قبل 7/7/1994م.
3- استعادة الدولة: يعني استعادة دولة بدون سيادة من خلال منحها استقلال ناقص على غرار ما يطرحه العدو الصهيوني للدولة الفلسطينية. ولهذا نحن في غناً عن هذه الدوامة كلها
أما قوله (الشمال استعاد دولته عام 1994م): هذه العبارة تتناقض مع ما يجري في الواقع ومع بعض كتابات د/مسدوس السابقة لأن الشمال لم تقم به دولة منذ أن خلق الله الأرض إلى يومنا هذا وكلما فيه نتاج تحالف (قبلي ديني عسكري) عصبوي فردي أسري هذه البنية مارست الظلم الوطني بكل أشكاله على شعبها اليمني ولازالت، ولن تسمح بقيام دولة مدنية في صنعاء وما حصل لثورة الشباب خير دليل، وهي نفس البنية التي احتلت الجنوب في 7/7/1994م فكيف نتوحد على وهم وسراب يا دكتورنا الغالي.
ثالثاً:طرق واساليب الوصول الى الهدف :
يقول الدكتور العزيز نصاً (( الاتفاق على أن كل الحلول المطروحة من قبل الجنوبيين هي عبارة عن طرق وأساليب للوصول إلى الهدف الذي هو استعادة الدولة واستقلالها، وإن هذه الطرق والأساليب هي وظيفة القيادة السياسية الموحدة بما في ذلك الموقف من الحوار الذي تدعي إليه الأمم المتحدة)) ([3]):
هذه النقطة هي بيت القصيد ومربط الفرس واللغم المدمر للمبادرة برمتها ولنتساءل من هم الجنوبيين الذين يقصدهم د/ مسدوس؛ هل يقصد الجنوبيين الذين ينتمون إلى مربع الاحتلال أم الجنوبيين الذين ينتمون إلى ثور الجنوب التحررية أم يقصد بهم الجميع فإن كان يقصد بهم المجموعة الأولى فهؤلاء قد حددوا موقفهم بالحل في إطار الوحدة وهي المساحة المسموح لهم الحركة في فضائها طالما هم في مربع الاحتلال، وإن كان يقصد المجموعة الثانية فهذه المجموعة قد نسجت أساليبها وآلياتها وطرقها من روح أهدافها الإستراتيجية المتمثلة (بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة) بوساطة التصعيد الثوري للنضال السلمي والدفاع عن سلمية النضال، وإن كان يقصد المجموعة الثالثة فمن المستحيل أن تجمع شعب محتل في وعى واحد وأتحدى من يأتيني بنموذج منذ أن خلق الله الأرض إلى يومنا هذا لأن الطرفين ينتميان إلى مشروعين متناقضين؛ الأول مشروع الاحتلال بهدفه الوحدوي بكل أشكاله (الاندماجية والفدرالية والكونفدرالية)، والثاني مشروع الثورة المتمثل في (التحرير والاستقلال واستعادة الدولة المدنية كاملة السيادة)، والمجموعتين قدمت أهداف وليس أساليب وآليات وطرق كما يسميها دكتورنا العزيز في هذه المبادرة وغيرها؛ لأن الأساليب والطرق وغيرها تعني الآليات والآليات قد تكون سلمية وقد تكون عسكرية (إما الفدرالية أو الكونفدرالية) فهي أهداف وليست أساليب وطرق توصلنا إلى الهدف كما يدعي د/ مسدوس، فإذا قبلنا من باب الفرضية بتقرير المصير (الاستفتاء) الذي لا ينطبق على الجنوب لأنه وطن محتل وليس إقليم… إذا قبلنا لا سامح الله وصوتت الأغلبية العودة إلى صنعاء وهذا ما يخطط له الاحتلال حينها سنعود إلى صنعاء إذا قبلنا في التقرير قبل التحرير؛ لأن الذين بالسلطة سيصوتون لصنعاء والمعارضة لصنعاء والفئات المهمشة والمعدمة سيستغل ظروفها حتى تصوت لصنعاء والطابور الخامس في الثورة لصنعاء؛ أضف إلى الضغط الاستخباراتي والإعلامي والأمني والعسكري والمالي والإقليمي والشركاتي الغربي كلها ستعيدك إلى صنعاء طالما قبلت تقرير المصير وأنت تحت الاحتلال وحينها سنشرع لصنعاء إلى الأبد.
ومرة أخرى يعيدنا د/ مسدوس إلى الهدف الوهمي العدمي (استعادة الدولة واستقلالها)، أما قوله (وإن هذه الطرق والأساليب هي وظيفة القيادة السياسية الموحدة بما في ذلك الموقف من الحوار الذي تدعي إليه الأمم المتحدة) هنا تكمن عقدة اللغم وزرار الانفجار وهنا يتكثف مشروع إصلاح مسار الوحدة الذي يسعى إليه د/ مسدوس؛ لأن القيادة التي يريدها د/ مسدوس في كل كتاباته قيادة كوكتيلية مشكلة من كل الأساليب والطرق والاتجاهات (الإندماجية، الشراكة، الحكم المحلي، الحكم الذاتي، استعادة الدولة الفدرالية بشقيها الخماسي والثنائي، الكونفدرالية، فك الارتباط، التحرير والاستقلال…) مما سينتج لنا ثورة عنقودية بأكثر من عشرة أهداف مما يدل أن الثورة بدون هدف موحد والثورة التي هي بدون هدف موحد تسمى انتفاضة وفوضى غير قابلة لحامل سياسي محدد مما يسهل عودتها إلى الحوش الصنعاني بكل تأكيد مع بعض الإصلاحات وهو الأمر الذي يتبناه د/مسدوس منذ بداية الاحتلال عبر مشروع تيار إصلاح مسار الوحدة الذي نضج في 2005م، أما الموقف من الحوار فالهدف هو الذي يحدد الموقف فأصحاب التيار سيذهبون لأنهم يؤمنوا بالحل في إطار الوطن الواحد مع بعض الإصلاحات وأصحاب الفدرالية سيطرحون شروط مما يدل بأنهم مؤمنين بالوطن الواحد كما عمل العطاس وناصر عند لقائهم ببن عمر، أما ثورة التحرير والاستقلال فلا تؤمن إلا بالتفاوض بين دولتين.
رابعاً : القيادة السياسية الجامعة:
يقول الدكتور مسدوس نصاً ((الاتفاق على تشكيل قيادة سياسية توافقية يتمثل فيها الجميع، وتحمل اسم المجلس الوطني الأعلى لمكونات الحراك الوطني السلمي الجنوبي وفروعه في المحافظات والمديريات، وأن يكون لهذا المجلس ميثاق وطني يقوم على هذه النقاط الأربع ويحدد طبيعة النظام السياسي القادم، وينبثق عن هذا المجلس لجنة تنفيذية تضم رؤساء هذه المكونات، ولجان عاملة يتمثل فيها الجميع وتكون رئاستها دورية، وبحيث ينعكس ذلك على المحافظات والمديريات، هذه هي خارطة الطريق لوحدة الجميع، ولا اعتقد أن من يرفضها لديه حجة غير الإضرار بالقضية))([4]):
وحدة الثورة الجنوبية كانت أبرز نقاط لجنة الحوار ولجنتها الإشرافية عام 2009م والتي أفضت إلى تحقيق وحدة اندماجية مشروطة بالمبادئ والأسس وتشكل على أساسها مجلس قيادة الثورة الذي رفض د/مسدوس قبول كلمة ثورة مراعاة لمشاعر الطيبين هذه الحجة اسقطها الطيبون في تبنيهم اليوم للثورة السورية وإنما كان الهدف تحويل الثورة إلى حراك وهو ماجعله يقترح بتحويل مجلس الثورة إلى مجلس الحراك الذي يعني إصلاح النظام السياسي ليتناسب مع مشروعه (إصلاح مسار الوحدة) والدليل تسميته للحامل السياسي الجديد ب(المجلس الوطني لمكونات الحراك السلمي) ففي كل تسمية يحرص د/ على أبعاد الثورة واستبدالها بالحراك وشطب الهدف (التحرير) المذيل في نهاية (المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب) هذا المجلس الذي لم يبدِ الدكتور أي قلق في إعادة لحمته بل سارع للعودة إلى صنعاء لتهيئة الأجواء للحوار مع الاحتلال بدلاً من استكمال إعادة لحمة المجلس الذي بدأنا مناقشة عودة لحمته في منزل د/مسدوس في شهر يوليو 2012م وبدلاً من ذلك سارع ليؤصل لما حصل بعد مؤتمر المنصورة إلى تسمية جديدة تتجسد في (مجلس الحراك بشقيه)، أما قوله بأن يكون لهذا المجلس (ميثاق) فيعني أن المراد بالمجلس (إطار جبهوي) بحيث يحتفظ كل كيان ببرنامجه وأهدافه (من فدرالية وحكم محلي وغيره) إلى وقت الطلب أما (المكونات) فيقصد بها د. في كتاباته الأخيرة (المجلس الفدرالي بشقيه ومجلس الحراك بشقيه والتكتل الديمقراطي الجنوبي الذي يضم حزب الرابطة اليمني وأخوة في المجلس الوطني وغيرهم، وكذلك جبهة التحرير التي أعلنت فك ارتباطها وملتقى أبناء الجنوب في صنعاء بخيارهم المرهون بما يراه الشعب الجنوبي والذي يندرج في إطار (تقرير المصير) إلى صنعاء وتيار مثقفون من أجل جنوب جديد والهيئة الوطنية للاستقلال والهيئة الشرعية الجنوبية وعلى "أن يظل مفتوح لأي كيان جنوبي سواءً برؤية جنوبية صافية أو برؤية يمنية وهذا هو اللغم الثالث الذي سيعيدنا إلى صنعاء لأنه من غير المعقول أن يتشكل حامل سياسي يحمل عدة أهداف لثورة بهدف واحد، مما يدل على صحة قولنا بأن هدف (استعادة الدولة) الذي وضعه د/ مسدوس كقاسم مشترك لكل الكيانات يحمل مفاهيم مختلفة فالأحزاب مثل الرابطة تقصد به أي صيغة في إطار الوحدة بما فيها استعادة النظام والقانون أو من خلال الفدرالية بخمسة أقاليم كما قال الجفري رئيس الحزب سابقاً أو بإقليمين كما قالها قبل فترة وكذلك قد يقصد بها عودة مؤسسات النظام السابق قبل 1994م كما يهدف إلى ذلك ملتقى أبناء الجنوب في صنعاء بإحدى خياراته وقد يقصد بها استقلال ناقص كما يريدوا أصحاب الخيار الفدرالي وكذلك أصحاب الكونفدرالية، أما تيار مثقفون من أجل الجنوب والهيئة الشرعية والهيئة الوطنية للاستقلال وجبهة التحرير ومجلس الحراك فإن تحدثوا عن (استعادة الدولة) فإنهم يقصدوا (استعادة الدولة الجنوبية المدنية كاملة السيادة) وهنا تكمن الإشكالية واستحالة تحقيق الهدف لاختلاف المفاهيم بين المكونات ، وفي قوله (تكون رئاسة اللجان دورية) يتيح الفرصة للعناصر التي لم تشارك في الثورة أن تصل إلى قمة القيادة وهو الأمر الذي يتناقض مع المبدأ الذي ينص على أن (القيادات في الثورات تصنعها الأحداث وليس الاجتماعات المغلقة) فإذا مرت هذه الخارطة الملغومة فستكون الخطوة الثانية الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني على غرار المؤتمر الوطني لثورة الشمال، الذي منح الأحزاب شرعية ثورية وقتل الثورة وهو الأمر الذي يخطط لقيامه في الفترة القادمة باسم (المؤتمر الوطني الجنوبي) دون تحديد عن أي جنوب يقصدوا هل جنوب الاحتلال أم الجنوب الثوري فإذا يقصدوا الأول فليكن وإذا يقصد الثاني فنجوم السماء أقرب.
وحتى لا نتهم بالتعصب ضد دكتورنا الغالي ندعوه إلى إعلان التخلي عن مشروعه ( أصلاح مسار الوحدة ) والانضمام إلى ثورة الجنوب التحررية بأهدافها الواضحة والثابتة ( التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية المدنية كاملة السيادة) ويختار الموقع القيادي الذي يريد وأنا على ثقة بان شعب الجنوب العظيم والرئيس الشرعي للجنوب الرئيس علي سالم البض وقيادات الحراك ستبارك ذلك .
د. يحيى شايف الشعيبي
مشرف المركز العلمي لصيانة الثورة
22/11/2012م

[1]- المصير أون لاين، عدن، خاص، السبت 7/7/2012م.
[2]- المصير أون لاين، عدن، خاص، السبت 7/7/2012م.
[3]- المصير أون لاين، عدن، خاص، السبت 7/7/2012م.
[4]- المصير أون لاين، عدن، خاص، السبت 7/7/2012م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.