الحياة الزوجية فن التعامل بين الطرفين بنية صادقة وبقلب مفتوح مليئ بالحب والاحترام المتبادل، فالزواج له قدسية خاصة وحكمة ربانية لعمارة الأرض، فكيف بزوجين كانا يعيشان الحب والمودة والرحمة وبعد تلك العشرة الطويلة وسلبياتها التي أصابت الطرفين، تحولت حياتهما من حب وزواج ومودة ورحمة إلى صداقة ثم إلى زمالة سكن بعيدًا عن الحب الذي اعتادا عليه، أصبح القلبان مغلقين والمشاعر مفقودة بسبب السلبيات التي عصفت بحياتهما. هناك أزواج وزوجات خارج نطاق الخدمة من خلال تصرفاتهما وإهمالهما في رعاية أسرتهما وأبنائهما لسلبيتهما وإنشغالهما بأمورهما الخاصة وافتقاد البعض منهما فهم بناء الأسرة وأهمية دورها في المجتمع وعدم تحمل المسؤولية وجهلهما مفهوم الحياة الزوجية ولمفهوم القوامة وسلبية بعض الزوجات من عدم المبالاة والاهتمام بالزوج وحياتها الأسرية وكثرة مطالباتها المبالغ فيها التي تكون أحياناً خارجة عن إمكانيات زوجها وقدرته المالية، أو تلك الزوجة التي ينصب اهتمامها على الموضة والأزياء بعيداً عن تطوير النفس بالعلم والثقافة مع سقوط احترام الزوج وأسرته وكثرة الثرثرة في أمور تزعج الزوج والخروج دون علمه، تلك أمور تضع الزوج في موقف التساؤل والعناد لشعوره بإهماله وعدم أخذ مشورته وفقدان الاحترام بتبادل الاتهامات بينهما واستحداث المشاكل بين أهل الزوج مما يجعله في حيرة من أمره بين أهله وزوجته، فالإساءة مرفوضة من كلا الطرفين والإهانة والإحراج أمام الناس وعقد المقارنات بين هذا وذاك منبوذة، وكثرة التذمر والشكوى والامتناع دون عذر وعدم توفير وسائل الراحة للزوج والواجب الشرعي هي أهم وأخطر الأسباب المدمّرة التي تكون سبباً في النفور والانفصال والطلاق، أو هروب الكثير من الأزواج من البيت لتمضية ساعات طويلة في ممارسة هواياتهم أو الجلوس بالمقاهي والمجالس لا يشاركون في تحمّل مسؤولية الأبناء تجنباً من الحوار والمناقشة في أمور لن تروق لهم قد تؤجج الموقف بينهما. لذا نجد بعض الأزواج يتحجج بالعمل هروباً من المنزل ومشاكله، وهناك فئة من الأزواج يلتزمون البيت ولكنهم مفصولون عما يدور داخله، منشغلون بأنفسهم وهواياتهم واهتماماتهم الخاصة، وفئة أخرى كأنهم صور أو جثث أو دُمى متحركة لا تعلم شيئًا ولا تعرف شيئًا ولا تسأل عن شيء ولاتهتم بشيء، لا توجيه ولا إرشاد ولا اهتمام كل همهم العمل والأكل والشرب والنوم والأصدقاء لايعبأ بما يدور حوله في منزله ومع أبنائه، لا يسألهم عن دراستهم أو تأخر عودتهم أو خروج زوجته، ولا يتحدث مع أبنائه عن طموحاتهم المستقبلية وتشجيعهم أو مساعدتهم في حل مشاكلهم الحياتية، لا يهتم إن كانت البنات محتشمات أم كاسيات لا يسأل ولا يحاول معرفة ذلك، هذه الفئة من البشر إن كانت قليلة فإنها منتهية الخدمة، قد تكون لها أسبابها الخاصة في تربيتها ونشأتها في كنف الأسرة التي زرعت تلك السلبية في حياتهم بعدم تحمل المسؤولية أو اتخاذ القرار. وهناك دراسات أثبتت أن هروب الأزواج والتخلي عن تحمل المسؤولية وفقدان التفاهم والاندماج يرجع إلى بعض الزوجات ذات الذكاء الأكاديمي الذي ينحصر بين العمل والوظيفة وافتقادها الذكاء العاطفي بعدم القدرة على معرفة ذاتها وتمتعها بالنُضج النفسي والوعي العاطفي وافتقادها للإصغاء ومعرفة أحاسيس ومشاعر وطلبات الزوج والتفاهم والتعاطف وحُسن التعامل معه واختيار الوقت المناسب للحوار والمناقشة، تلك هي أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة لكي تتفهم شخصية زوجها ومشاعره واحتياجاته وتتجنب ما يزعجه لكي تكون داخل الخدمة، وعلى الزوجين اتباع السحر الحلال المتمثل في الكلمة الطيبة وامتصاص الغضب، فهناك مفاتيح للزوجين على كل منهما معرفتها للوصول إلى قلب بعضهما البعض ليواصلا حياتهما السعيدة. [email protected]