آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    كيف طوّر الحوثيون تكتيكاتهم القتالية في البحر الأحمر.. تقرير مصري يكشف خفايا وأسرار العمليات الحوثية ضد السفن    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تنظيم القاعدة تاريخ وعقيدة وصراع الحلقة الأولى
نشر في يافع نيوز يوم 23 - 03 - 2012


تنظيم القاعدة تاريخ وعقيدة وصراع
الحلقة الأولى
ربيع بن علي القاسمي
مقدمة
لقد أصبح تنظيم القاعدة ذو التوجهات الجهادية لغزا محيرا لكثير من المحللين السياسيين , والقادة العسكريين , الذين لم يفهموا طبيعة هذا التنظيم , فمنهم من يظن أنهم صنيعة المخابرات الأمريكية , ومنهم من يظن أنهم فرقة من الخوارج , ذات الفكر التكفيري . وهكذا جميع من صنفهم أو تعامل معهم من السياسيين أو الخصوم الذين يحاربونهم فكريا ومعنويا أو ميدانيا .
ومن الخطأ أن يظن فيهم ما ليس فيهم لأن التعامل مع الخصم سيكون له أثرٌ سلبي ألم يتم فهمه فهما صحيحا , ولذلك رأيت أن أكتب بحثا مصغرا لأضعه بين يدي القارئ الكريم عن هذا التنظيم الذي أرعب العالم أجمع بعملياته النوعية رغم أن العالم قد احتشد بجيوشه وجواسيسه وأمواله ومفكريه لمحاربته لكنه يزداد قوة إلى قوته وهذا السر لا يزال العالم يجهله تماما رغم الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها وكذا الإجماع العالمي الذي لم يحصل في أي عصر من العصور أن وقع في محاربة جماعة مثل هذه الجماعة . فالدول الغربية ذات الصبغة المسيحية تحاربه بدعوى أنه تنظيم إرهابي , والدول العربية ذات الصبغة العلمانية تحاربه بدعوى أنه تنظيم تخريبي , والدول ذات الصبغة الإسلامية تحاربه بدعوى أنه يحمل أفكارا تكفيرية , وتصفهم بالخوارج وبعضهم يصفهم بكلاب أهل النار وهكذا اجتمع العالم جميعا لمحاربة هذا التنظيم الذي بعد كل ضربة يتعرض لها أو اغتيال لأحد قادته يزيد من قوته وعنفوانه .
تاريخه وأصوله
إن تنظيم القاعدة كمسمى وجد على الأرض لا يزيد عمره عن خمس وعشرين سنة , لكن أصوله وأفكاره التي بني عليها عمله ومعتقداته ذات التوجهات الإسلامية الجهادية , تمتد قرونا طويلة من الزمان , وبالرجوع إلى أدبيات ومعتقدات هذا التنظيم سنجد أنه على الأقل يمتد إلى سنة 1158ه حينما بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي – رحمه الله – دعوته في مناطق نجد حيث كان يدعو الناس إلى تحكيم الشريعة الإسلامية الأمر الذي رفضه الكثير من أهل نجد ومنهم أمير الإحساء ابن عريعير الذي قاتل أتباع ابن عبد الوهاب قتالاً شديداً غير أن ابن عبد الوهاب توجه إلى منطقة الدرعية وبدأ دعوته فيها بالتعاون مع الأمير محمد بن سعود ومن هنا بدأت العلاقة بين أسرة آل سعود وهذه الجماعة التي سنفرد لها حيزاً في الحلقة الثانية من هذا المقال , فقد ذكر الشيخ الفوزان في شرح كتاب مسائل الجاهلية (ص 5 ) ((إن محمد ابن عبد الوهاب كان يدعو إلى تحكيم الشريعة الإسلامية ومن رفض أرسل إليه الغزاة ليقاتله وأول عمل قام به هو رجم زانية ))وهو الأمر الذي يفعله تنظيم القاعدة هذه الأيام بمحاربة الحكومات التي ترفض تحكيم الشريعة الإسلامية وأكثر الفتاوى التي يقوم عليها عمل هذا التنظيم هي فتاوي الشيخ ابن عبد الوهاب النجدي , ومن الطريف أن تتشابه فتاوي مشائخ الإحساء التابعة لابن عريعير الذي قاتل ابن عبد الوهاب مع فتاوي بعض مشائخ هذا العصر, في الدول التي حاربت ابن لادن وجماعته , حيث كانت الفتاوي تجمع على أن الوهابيين هم فرقة من الخوارج ذات الفكر التكفيري, التي يجب قتالها وهكذا يفتي بعض مشائخ عصرنا حيال تنظيم القاعدة .
ومن أجل أن يتضح للقارئ الكريم أن هذا الفكر ليس جديداً , سنعرض بعض فتاوي محمد ابن عبد الوهاب النجدي يرحمه الله التي تقوم عليها جميع معتقدات تنظيم القاعدة وأتباع الشيخ أسامة ابن لادن رحمة الله عليه
يقول محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في تفسيره لمعنى الطاغوت
والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة-منها-:
* الحاكم الجائر المغير لأحكام الله، والدليل قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا)
* الذي يحكم بغير ما أنزل الله، والدليل قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) كتاب التوحيد ص 9
وقال رحمه الله قال الله تعالى: )و لقد بعثنا في كل أمة رسولا ًأن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ( وقال تعالى: )و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون(. قالوا في الركون: هو الميل اليسير. ونقل رحمه الله في بعض فتاويه فتوى تؤيد ما ذهب إليه كلاما لابن كثير في كتاب تفسير القران قوله (وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان، الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى، من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعا متبعا، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله [صلى الله عليه وسلم] فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير) 3/ 131
وهناك الكثير من الفتاوي والآراء للشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي عليه رحمة الله والتي تكفر من يحكم بغير ما أنزل الله أو سن قوانين تخالف الشرع وللمزيد انظر كتب الإيمان والتوحيد وكتاب مسائل الجاهلية , غيرها من كتبه رحمه الله .
ما الذي تنقمه القاعدة على الحكومة اليمنية :
يرى منظرو القاعدة أنها حكمت كثيرا من القوانين التي تخالف الشرع مثل قانون الجرائم والعقوبات وعلى سبيل المثال المادة 261 من ذلك القانون التي تنص على :
(261) : يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تجاوز ألفي ريال:
1- من أتلف مصحفا أو دنس مسجدا أو أي مكان آخر أعد بترخيص من الدولة لإقامة شعائر دينية أو رمزا أو أشياء أخرى لها حرمة دينية.
بينما جاء في قانون الآثار المادة (39) التي تنص على: (1-يعاقب كل من هدم أو أتلف عمدا أثرا منقولا أو ثابتا أو شوه أو غير أو طمس معالمه أو فصل جزءا منه أو تعمد إخفائه أو اشترك في ذلك بعقوبة الحبس لمدة لا تزيد عن ثلاث سنوات أو بغرامة مالية تساوي قيمة الأثر أو بالعقوبتين معا)
يقول أحد منظري القاعدة انظر إلى هذا القانون اللعين كيف جعل عقوبة من هدم حجرا أو صنما أشد من عقوبة من أتلف المصحف وهناك أمورا أخرى مثل قانون البنوك الذي ينظم أسعار الفوائد (الربا) وكذا رفض البرلمان اليمني سن قانون يعاقب الساحر واقتصر العقاب على المادة التي تعاقب كل من مارس الطب بطريقة غير مرخصة وكذا تعاون الحكومة اليمنية مع القوات الأميركية التي تضرب الأراضي اليمنية مثلما حدث في المعجلة وبعض المناطق اليمنية ويعتبرونه ردة عن دين الإسلام وفق فتاوي الشيخ ابن عبد الوهاب النجدي وتلاميذه من بعده
قال رحمه الله في سياق حديثه عن نواقض الإسلام : (( الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى : (( ومن يتولهم منكم فأنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) .
قال الشارح حفظه الله : إذا أعان المشركين على المسلمين فمعناه أنه تولى المشركين وأحبهم وتوليهم ردة عن الدين لأن هذا يدل على محبتهم فإذا أعانهم على المسلمين بالمال أو بالسلاح أو بالرأي دل على محبتهم ومحبتهم رده , فأصل التولي هو المحبة , وينشأ عنها الإعانة والمساعدة بالرأي أو بالمال أو بالسلاح فإذا أعان المشركين على المسلمين فمعناه أنه فضل المشركين على المسلمين . أما إذا أعان مشركا على مشرك فلا يدخل في هذا .
خروجهم على الحكام وقتالهم :
وفقا لفتاوي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقد خرج أتباعه في قتال دولة الخلافة الإسلامية المتمثلة بحكم العثمانيين في نجد والحجاز , بمساعدة الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية آنذاك وقد اتهمهم أنصار الدولة العثمانية بالعمالة لانجلترا وبعض المشايخ الموالين للدولة العثمانية يتهمون الوهابيين باعتناق فكر الخوارج وقد اقتطفنا شيئا مما كتبه عبد القديم زلوم في ذلك ما يلي :
(كانت انجلترا قد حاولت عن طريق عميلها عبد العزيز بن محمد بن سعود ضرب الدولة الإسلامية من الداخل وكان قد وجد للوهابيين كيان داخل الدولة الإسلامية بزعامة محمد بن سعود ثم ابنه عبد العزيز فأمدتهم انجلترا بالمال والسلاح للاستيلاء على البلاد الإسلامية الخاضعة لسلطة أمير المؤمنين ورفعوا السيف في وجه الخليفة وقاتلوا الجيش الإسلامي جيش أمير المؤمنين فأغاروا على الكويت سنة 1788م واحتلوها ثم واصلوا تقدمهم إلى الشمال حتى حاصروا بغداد وفي نيسان عام 1803م شنوا هجوما على مكة واحتلوها وفي ربيع سنة 1804 م سقطت المدينة في أيديهم وبعد أن انتهوا من الاستيلاء على الحجاز كله ساروا نحو الشام وقاربوا حمص وفي سنة 1810 م هاجموا دمشق وبسطوا سيطرتهم على أكثر أراضي سورية وكان معروفا أن هذه الحملة الوهابية كان عمل انجليزي لان آل سعود عملاء للانجليز ) كتاب كيف هدمت الخلافة ص 8 وكلام عبد القديم زلوم يجانب الصواب كثيرا لان العلاقة بين أسرة آل سعود وانجلترا بدأت بعد عام 1901م
سلفهم بالخروج على الحاكم الجائر
لم يكن ابن عبد الوهاب الأول في التاريخ الإسلامي الذي أعلن الخروج المسلح على الحاكم المسلم الظالم أو حاكم المسلمين المتلبس بشبهة كفرية فقد خرج آلاف المسلمين منذ نهاية عهد الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم وأعلنوا خلعهم لكثير من الخلفاء المسلمين . أولهم الحسين ابن علي ابن أبي طالب رضي عنه وعن أبيه وطلحة ابن عبيد الله والزبير ابن العوام وابنه عبدالله ابن الزبير رضي الله عنهم الذين خرجوا على معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه وخرجوا على يزيد ابن معاوية وعبد الملك بن مروان ومروراً بعصر التابعين كابن أبي ليلى وعبد الرحمن ابن الأشعث والشعبي وسعيد ابن جبير وأبي البختري الطائي وعطاء السلمي والحسن البصري وعصر تابعي التابعين كزيد بن علي وأبي حنيفة ومالك واحمد بن نصر الخزاعي ومن بعدهم عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر وعبيد الله بن حفص بن عاصم وسائر من خرج مع محمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب ومع أخيه إبراهيم بن عبد الله وهشيم بن بشير والوراق وغيرهم الكثير, حتى أن ابن حجر العسقلاني نقل في كتايه تهذيب التهذيب الجزء الثاني صفحة 250 أن الخروج على الحاكم الظالم , مذهب للسلف قديم لكن استقر الأمر على تركه ) لكن هناك من فضل عدم الخروج على الحاكم الظالم لما يجره الخروج إلى اشد منه .
علاقة القاعدة بالخوارج
قبل الخوض في هذا الحديث يجب علينا أن نعرف من هم الخوارج وما هي فرقهم
تعريف الخوارج
الخوارج جمع خارجة مثل: فواكه جمع فاكهة، أو فواطم جمع فاطمة -مثلاً- وهذا كثير في لغة العرب أن تجمع (فاعلة) على (فواعل)، وكما جاء في القرآن وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ [النور:60] القواعد: جمع قاعدة، وكلمة (خارجة) صفة، فكأننا قلنا: فرقة خارجة، ثم تركنا كلمة فرقة؛ وقلنا: خارجة وجمعها خوارج.
الفرق بين الخوارج والبغاة
والخوارج : هم الفرق التي تكفر المسلمين بمجرد الذنوب؛ بالأمور التي لم يكفّر بها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعليه فلفظ الخوارج علم على هذه الفرقة، تحت أي اسم، وفي أي مكان أو زمان كانوا، وسواءً خرجوا على الإمام أم لم يخرجوا.
وليس كل من خرج على الإمام يكون خارجياً فقد يكونوا غير خوارج من حيث العقيدة فيسمون (بغاة)، و(الباغي) من الناحية اللغوية: هو الظالم، وكذلك كل من خرج عن شيء ما فهو (خارج) من الناحية اللغوية، لكن من الناحية الاصطلاحية العقدية: (البغاة) اصطلاح على فئة معينة، والخوارج اصطلاح على فئة معينة أخرى، وقد يخلط بينهما بعض الناس فيسمون البغاة خوارج ، وممكن أن تصح هذه التسمية، لكن هذا الإطلاق خطأ من الناحية التاريخية ومن الناحية العلمية، فمن الناحية التاريخية: ليس كل من خرج على علي رضي الله عنه يقال: إنه من الخوارج ، فمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه -مثلاً- ومن كان معه من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين خرجوا عن طاعة علي رضي الله عنه، فهل سماهم خوارج ؟ أو اعتبرهم خوارج ؟ لا. إذاً: هذا من الناحية التاريخية. واعتبر الكثير من الصحابة أن الباغي يزيد بن معاوية رغم أن الخارج عليه هو الحسين بن رضي الله عنه بمعنى أنه قد يكون الحاكم هو الباغي وليس من خرج عليه
وعليه فليس كل من خرج على الإمام يسمى خارجياً , وإن كان إمام حق من الواقع التاريخي، وأيضاً من حيث الاستدلال المجرد نقول: إن الإنسان قد يخرج على الإمام الحق وهو معتقد بعقيدة أهل السنة والجماعة ، وقد يظل في طاعة الإمام وهو معتقد لأحد مذاهب الخوارج ، فليست القضية مرتبطة بطاعة الإمام أو اعتقاد ولاية الإمام الحق، وإنما هي مرتبطة بالعقيدة، وقد يكون الإمام والباغي الذي خرج عليه على عقيدة واحدة؛ كل منهما -مثلاً- على عقيدة أهل السنة أو غيرها، المهم أنه لا يشترط أن يكون هذا الخارج على عقيدة الخوارج ، لكنه أخطأ إذ خرج على الإمام الحق، وسمي باغياً لخروجه وعدم دخوله في طاعته، أما (الخارجي) فسواء كان داخلاً تحت حكم الإمام أو خارجاً عنه، قاتل المسلمين أو لم يقاتلهم فيطلق عليه (خارجي)، وليس شرطاً أن يكون له إمام؛ فمن فرق الخوارج من عينت إماماً، ومنهم من يعتقد عقيدة الخوارج وليس له إمام معين، فإذاً: نحن بهذا نكون قد ميزنا بين اصطلاحين: وهما الخوارج و(البغاة).
فرق الخوارج
والخوارج ثلاث فرق -أي الغلاة- وهي حسب شدة غلوها على هذا الترتيب: الأزارقة ، ثم النجدات ، ثم الإباضية ، وإلا ففرق الخوارج كثيرة، لكن هذه الفرق الغالية جداً. وللمقارنة بين تنظيم القاعدة ذي الأصول الوهابية السلفية أن نعقد مقارنة سريعة بينهما
عقيدة الخوارج
عقيدة تنظيم القاعدة
يكفرون العصاة بالذنوب والكبائر ويرون أنهم مخلدين في النار
لا يكفرون بالذنوب والمعاصي
يبغضون علي ابن أبي طالب ومن معه
يحبون علي ابن أبي طالب ومن معه ويدافعون عنه
جميع الخوارج يقولون بخلق القران
يقولون أن القران كلام الله
بعض الخوارج يحرفون معنى على العرش استوى أي استولى
لا يقولون بذلك
بعض فرق الخوارج لا تؤمن برؤية الله يوم القيامة
يؤمنون برؤية الله يوم القيامة
يرون أن الجهاد فرض عين
يرون الجهاد فرض كفاية إلا جهاد الدفع
أما مسالة تكفير الحكام ففيها نظر لأن أهل السنة يجمعون على كفر الحاكم المغير لشرع الله أو المستبدل به شرعا آخر ويرى ضرورة تحكيمه بين المسلمين , ككنجكيز خان وهو ما يقوله شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – الذي شدد في الأمر إلى درجة أنه يرى تكفير العلماء والفقهاء الذين يقفون في صف الحاكم المحكم لغير شرع الله مثل قوله في مجموع الفتاوي (ومتى تركَ العالمُ ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتَّبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتداً كافراً، يستحقُّ العقوبةَ في الدنيا والآخرة) 35/372
وابن كثير كما ذكرنا سابقا وغيرهم , وأما مسالة الخروج على الحاكم المسلم الجائر فهذه مسالة خلافية لم ينعقد فيها إجماع في أي عصر من العصور .
وكما ذكرنا لا يسمى الخارج على الإمام خارجيا ولا يسمى الخارجي الذي يطيع الإمام سنيا أو سلفيا . وعليه فأن القول بأن تنظيم القاعدة فرقة من الخوارج إنما هو ظلم وإجحاف أو من باب اللمز والهمز السياسي
وبالله التوفيق
ربيع بن علي القاسمي



انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.