كلمات | محمد سعيد الرويسي تجتاحني .. كاللافح المحرقِ أو كالظلام الكالح المطبقِ … لبثتَ في خمري فلم تعتقِ وعُمتَ في فجري فلم تألقِ ونمت في زهري ولم تعبقِ ودمت في قطري ولم تورقِ ما يصنع الحب لعودٍ شقي ما صاغهُ طقسي ولا أقلما … غدَّارْ .. حتى لو سكنت السما لخُنْتَ في أقطارها الأنجما غدَّارْ .. لو لبست الضحى وسرتَ في جوفِ السحاباتِ ما غدَّارْ .. لو أنزلت بين الندا ما كنتَ للأوراق إلاَّ ضَمَا … غدَّارْ .. ما جئت لكي ترتقي بل جئت للدنيا لكي تأثما كالحيَّة الرقطاء لم تخلقِ لتنفث العطر والبلسما … غدَّارْ .. بعد اليوم لن تلتقي هواك أحلامي فقد سمما غدَّارْ .. لو أدهقتَ لي دورقي للُحْتَ لي في قاعها أرقما … ولو رعتكَ النحل في زنبقي لأخرجتَ لي شهدَها علقما ولو صباحي لاحَ في مشرقي كنتَ في عيني صباحي عما … خبَّأت لي نفسًا ظلامية سرحتُ فيها عاشقاً مغرما حسبت فيها الفجر لكنني وجدت للوحش بها مجثما … كم صحت في روحك لاتحرقي ما طرّزَ الحب ومانَمْنا وكان فيك الإثمُ لايتَّقي وكان فيك الذنبُ قد صمَّما … من أي شيئ فيك لم أقلقِ تكوينك المرجوح كالزئبقِ أم ورطتي في طبعك المرهقِ وأي وجهٍ فيك لم يصفقِ وظل مثل الفجرلم يبصقِ وغير مشتومٍ ولن يشتما … لا شيئ قد أبقيت لم تحرقِ أو قائماً ما زال لم يصعق وأي شيئ فيك لم تنعق على حياتي ناعقاً أسحما … أتيتني كالباذلِ المفتدي وفيك روحُ الصائلِ المعتدي تهين كل الطهر في مسجدي وتبصق الأقداس في معبدي فأرجع إلى الأحراش يا قنفذي وأخرج من الريش الذي ترتدي ما عدتَ طاؤوسي ولا هدهدي … نفضت كفي لم تُعد سيدي أخشى ضلالي فيك أن يهتدي رفعت أنفي لم تعد مجهدي بسوطك الملعون في مجلدي غسلت طرفي لم تعد إثمدي بل أنت في عيني كالمِبْردِ … منك تعافيت وقد كنت لي سجىً بحلقي نازلا مخنقي نزعتها من نابك الأزرق روحي وقد رشته منها دما أرحت نفسي منك يا مقلقي وكنت فيها قيدها الأدهما نجا وريدي منك يا مشنقي يدعو لغيري فيك أن يسلما … أعد وفائي لي أعد موثقي فلم يعد ما بيننا مبرما ياغابةً للشوك قد زارها قلبي بحبي الأخضر المورقِ سوف أرى قلبي إذا عادها كما أرى القديس في المفسقِ … غدَّارْ .. بعد اليوم لن نلتقي فقد صنعت النعش والمأتما وليس عندي خشية المشفق إن انتهي حزناً وأن أندما فلو طرحت التاج في مفرقي ما كنت إلاَّ قاتلي الأعظما