حيث الرجولة والعزة والكرامة كنت هناك في منصورة عدن في تلك المدينة الصامدة ، لا صوت فوق صوت الثورة . في المنصورة فتيان في ريعان شبابهم يحملون مشروع شعب ويحافظوا على ذلك الهدف بحدقات عيونهم . هناك لن تبحث كثيرآ عن مدرسة الرجولة والشجاعة فهي منتشرة في ازقتها وشوارعها وبيوتها بكثرة . لا حديث يسود تجمعاتهم غير حديث الثورة وكيفية الخلاص من الاحتلال ، يواجهون جبروت آلياتهم العسكرية بالحجارة ويرسمون على صدورهم العارية خريطة وطن وهوية وتاريخ شعب . الهم والحزن يجمعهم وذكريات دماء زملائهم لا تفارقهم .. شبان بقلوب بيضاء أعمالهم تتحدث عن أفعالهم ورسوخهم رسوخ جبال ردفان وشمسان . في المنصورة ليس للمناطقية والعنصرية وجود يعزلون كل من يحاول تكريس تلك السموم بأوساطهم .. هناك ستعرف عزيمة الثوار وستعرف ايضآ كيف تصمد الثورات وتتلاشى المؤامرات . يعملون بروح الجسد الواحد .. يزرعون الأمل ، ويرسمون حب الوطن بقطرات دمائهم وهناك بإمكانك مشاهدة كيف يصنعون الابطال وبدون مقابل . قالوا ان البيئة المحيطة لها دور بصناعة الشجعان ، بينما انا اقول هم من صنع البيئة لتنجب الابطال . فشباب المنصورة ، يرتبطون بقصة عشق وحب مع وطنهم وينحتون بصخر خارطة الحرية وكيفية التغلب على العبودية . كنت هناك في المنصورة ، زيارة قصيرة ، لكنها كانت ثمينة ومفيدة ، و تركتهم بعد ان أطمئنت عن ثورة شعب وعظمة ثوارها المنصورة منصورة .!!