تتجسد تضحيات وانتصارات ثورة الحرية والأخلاق في الواحد والعشرون من هذا الشهر الذي يمثل منعطفاً هاماً ولحظة فارقة في التاريخ الحديث لليمن ليس لأنه انتخاب لعبد ربه منصور هادي الذي يحضى باجماع امم غير مسبوق وتوافق وطني جامع , لكنه يوم الخلاص الوطني للشعب اليمني والانعتاق من براثين الاستبداد العائلي انه يوم فاصل في حياة اليمانيين , فاصل بين حقبة تاريخية مليئة بالمآسي حافلة بالنكبات مشرعة بجراحات اليمانيين ومستقبل اشراقاته واعده وآماله عريضة صناعه هم كل ابناء اليمن , نترقب هذا اليوم وايدينا على قلوبنا نحن نعي جيداً أن قوى الشر مافتئت تضع العراقيل وتصنع الموانع وتخلق الفوضى وتنشر الزيف في كل مكان حتى تئد احلام اليمنيين وتقتل لديهم فرحة العبور الآمن باليمن الى شواطىء الحرية والتقدم إنها سنن الله في الارض صراع بين فلول الشر القبيحة وقوى الخير المتحصنة بأسوار من الاخلاق والقيم لكنه يوم آت حتما لقد صنعه اليمانيون بتضحيات جسام حاكوا خيوط شمسه الحرة من خلايا اجسامهم روو شجرته المثمرة من دمائهم الزكية , انه ثمرة نضالاتهم الطويلة وصراعاتهم المريرة مع اخطبوط الفساد وعتاولة الاستبداد انه يوم الاستفتاء على يمن تسوده المحبة والحرية وتعمر كل بقاعه قيم الخير وتنتشر في ربوعه ويسود رباه الطاهرة الامن انه استفتاء لليمن الذي ابناءه وليس اليمن الذي وهو وكل ابناء الفرد وعائلة هو يوماً يستعيد منه اليمنيين هويتهم وتاريخهم ووطنهم ذاته . يوم ليس ككل الايام ونحن نضع نقاط الخير على ورقة الاقتراع ونوقع على صك خلاص اليمن وعودة الوطن المرتهن الى حماية الشرعيين يوم نشعر فيه أن الوطن لنا جميعاً ومسئوليتنا جميعاً تنظف شوارعه ونحن حسن انها لنا ولسنا خدامً عند أحد ونشتم عبق ذرات ترابه وهي ملكنا نحن اليمنيون ولسنا رعايا عند اقطاعية اليوم سنشعر فيه بمعنى الحرية والكرامة يوم لا سيد فيه الا الشعب ولا حاكم فيه الا ارادة الجماهير الحرة . هو اليوم الذي نقترع فيه دون اكراه لم تسلب اراداتنا وسائل اكراه الحاكم بالفوضى والصوملة ارادتنا حرة لا تشتريها أموال الشعب المسروقة ولا ترعبها وسائل الافك الاعلام الحاكم نقترع وأفواه البنادق لاتخيفنا وحقوقنا ليست تحت قدم الحاكم يهددنا بمصادرتها , إنه يوم له طعم آخر ونكهة زكية إن شرف المشاركة في 21 من فبراير هو وسام على صدر كل المشاركين لأنه أقل الممكن في حق هذا الوطن لايحرم منه الا قليل حظ ولا يعاديه الا جاهل بحق هذا الوطن المشاركة واجب وطني لا تسقطه الاسباب ولا تحميه الموانع ولا يدخل في خانة الاعذار , انه يوم يوحد قلوب وأهداف كل اليمنيين , هو فعل ثوري بامتياز بل هو اجماع الفعل الثوري وتتويج مسيرة النضال فلا يفوتك ايها الثائر الحر أن تضع بصمتك الظاهرة في وثيقة حرية اليمن , وهو ما ادركته كل قوى الثورة وفي المقدمة منها قيادة أنصار الثورة والجيش الوطني الحر والذي يقوم بجهود جبارة لحشد القوى والطاقات لانجاح الانتخابات الرئاسية بوابة العبور الآمن للدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والحرية.