شوارع اليمن وأسواقها لم تعد آمنة في ظل استمرار مسلسل العمليات الانتحارية والتفجيرات والاغتيالات، إلا أن من يبحث عن بصيص أمل يراه... على مسافة أمتار من موقع مجمع وزارة الدفاع الذي تعرض في كانون الأول (ديسمبر) الماضي لهجوم إرهابي أسفر عن مقتل 56 شخصاً، وفيما كانت صنعاء تهتز تحت دوي تفجيرات استهدفت السجن المركزي مساء الخميس الماضي، كانت ساحة سوق «باب اليمن» الشعبية المكتظة بالباعة والمتسوقين، ترقص على أنغام الموسيقى في عرض مفتوح نفّذته مجموعة من الفنانين الشباب. اشتمل العرض على عزف مقطوعات موسيقية وغنائية ومعرض لوحات تشكيلية ومشغولات يدوية ومسرحية دمى متحركة. وتفاعل الجمهور الحاضر مع إيقاعات الموسيقى، ليشارك في رقص مرتجل مجسداً بذلك حاجة قلما التفتت إليها المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية في اليمن، المتهمة بالانشغال في الشأن السياسي الصرف. وكان مقرراً أن يشتمل البرنامج على عرض للفيلم الوثائقي «ليس للكرامة جدران» المدرج ضمن قائمة مسابقة جائزة الأوسكار عن الأفلام الوثائقية، بيد أن التفجيرات التي استهدفت السجن المركزي حالت دون ذلك. ويهدف «فن الرصيف» هذا إلى إخراج الفنون من القاعات المغلقة وتقريبها من نبض الشارع. وقال مصدر في مؤسسة «بيسمنت الثقافية» المنظمة العرض إن مسؤولاً محلياً طلب من المشاركين في العرض، مغادرة المكان خوفاً على حياتهم. ويأتي عرض الشارع هذا، في إطار حملة «الفن ابن الحرية» التي أطلقتها نهاية الشهر الماضي، مؤسسة «بيسمنت الثقافية» بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والمركز اليمني لقياس الأزمات وتحليلها. ويأمل المنظمون في أن يؤدي «فن الرصيف» إلى جعل الفنون في متناول الجمهور وكسر الاحتكار الذي تمارسه المؤسسات الثقافية حسب الحياة السعودية. وتواصلا لبرنامجها الثقافي والشعري للربع الأول من العام الجاري 2014، تنظم مؤسسة سبأ للتنمية الثقافية يوم غد الثلاثاء على رصيف احد شوارع صنعاء، فعاليات برنامج ثقافي مفتوح يستمر يومين. وفي تصريح لوكالة الشعر، أوضح الأديب والشاعر محمد القعود رئيس المؤسسة، أن البرنامج الذي يتضمن صباحيات وأمسيات شعرية وحفل توقيع كتب للشعراء من المبدعين والمبدعات ومعارض كاريكاتير ، يأتي في إطار فعاليات الشارع الثقافية التي تستهدف المجتمع بالثقافة و الإبداع وتصل بالثقافة إلى أوساط الناس.