تواصل عصابة نظام صالح سياسة العقاب الجماعي على المواطنين بقطع الخدمات العامة بكل جوانب الحياة اليومية حتى بعد توقيع على صالح على المبادرة الخليجية في الرابع والعشرين من شهر نوفمبر الماضي مما نتج عنه آثار ونتائج كارثيه . فقد بلغت ساعات الإطفاء في أمانة العاصمة أكثر من 20 ساعة في اليوم وتجاوزت ذلك المدن الأخرى والانقطاع التام للتيار في الريف مما نتج عنه عدم متابعة الأحداث ومجريات الأمور وتدني مستوى الخدمات الصحية والغذائية وانتشار الحرائق في المنازل ونتج كذلك الآثار السلبية لعدم إنارة الشوارع و الأحياء العامة ,فقد توفي أكثر من ثلاثين شخصاً , وخسائر فادحة للمواطنين بلغت خلال فترة العيد في أمانة العاصمة حوالي ثلاثة مليار ريال بسبب تلف أضاحي العيد .
كذلك مادة الغاز لم يسلم المواطن من انعدام هذه المادة والارتفاع الجنوني للأسعار إن وجدت في السوق ,فقد انعدمت مادة الغاز قصدا من السوق نتيجة اعتبارات سياسية فتضاعفت أسعارها مما زاد الأعباء اليومية على المواطنين , وظهرت السوق السوداء , وارتفعت أسعار الخبز و الوجبات الغذائية للمواطن . مادة الديزل لم تختلف عن المواد الأخرى في شيء, فقد سارعت عصابة صالح الى الإخلال بميزان العرض و الطلب لهذه المادة مما أدى الى خلق سوق سوداء منظمة رغم المساعدات التي قدمت للشعب و التي لم يظهر لها أثر على حياة المواطن , فقد نتج عن ذلك قلة المنتجات الزراعية في الأسواق وارتفاع أسعارها نتيجة عدم قدرة المزارعين على زراعة المحاصيل , وتوقف عدد من المصانع وتسريح عدد من العاملين وارتفاع عدد من المنتجات المصنعة , ارتفاع تكاليف النقل عموما مما تسبب في ارتفاع تكاليف مجمل السلع و الخدمات ومالها من اثر سلبي على الأوضاع المعيشية. ولم يكتف النظام بافتعال أزمة بنزين السيارات بل سارع الى التدليس ببيع البنزين العادي باسعار مضاعفة على أنه من النوع المميز وتبين أنه من النوع العادي مما ساعد على خلق قد كبير من الفوضى والتزاحم أمام محطات البنزين وسقوط عدد من الضحايا , هذ الوضع أدى الى مضاعفة الأعباء المعيشية على المواطن . تأثر قطاع الاتصالات بالانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي مما تسبب في الحد من القدرة على التواصل ' وتعرض شركات الاتصالات لخسائر كبيره , وارتفاع تكاليف الوسائل البديلة للتواصل . انقطاع التيار الكهربائي وتقييد الحركة وفقدان الأمن أدى الى ضعف التحصيل العلمي , وعدم انتظام الدوام في المدارس والمعاهد و الجامعات وغيرها . إلى جانب تدني الخدمات الصحية المتدنية أصلاً و ها هي اليوم أكثر الخدمات الصحية تضرراً جراء تطبيق العقوبات الجماعية , فقد توقفت الكثير من الأجهزة و المعدات الطبية نتيجة انقطاع التيار الكهربائي , ومات عدد من أمراض الفشل الكلوي , وصعوبات إجراء العمليات الجراحية , وتلف عدد من اللقاحات و الأدوية , و المستلزمات الطبية . إقلاق السكينة العامة و السلم الاجتماعي من خلال نشر الرعب في الشوارع العامة , واستخدام الإعلام وبث الشائعات و الأكاذيب ضد المناوئين للنظام , كان صالح وعصابته قد استخدمها كوسيلة عقاب جماعية على الشعب عامة وعلى المطالبين برحيل نظامه خاصة . وقد توقع الناس الخروج من هذه الأزمة التي خلقها النظام بعد توقيع صالح على المبادرة الخليجية لكن الأمور لم يتغير منها شي وبقت على ما هي عليه من المعاناة في الحياة العامة و الخدمات الأساسية, وضلت بقايا النظام كعادتها تمارس سياسة العقاب الجماعي الممنهج على الشعب اليمني بأكمله .