لا حل سياسي للازمة اليمنية و إذا ما توفر حلا سياسيا فلن يكون حلا سياسيا بل غطاء للحروب التي ستخوضها السعودية في اليمن قتلا وتفجيرا واقتتالا فيما بين اليمنيين. المشكلة في اليمن ليست سياسية أو خلافا سياسيا بين اليمنيين حتى تحل هذه المشكلة بالحوار في موفمبيك او في جنيف. المشكلة هي أن السعودية تعتبر - ولأسباب وعوامل عديدة- إن اليمن نفسها هي المشكلة و مشكلة سعودية بالتحديد، و أن حل هذه المشكلة يتمثل بفكفكة اليمن و إضعافها و إدامة الحروب بين أبنائها وعليها فقط أن تتحمل نفقات هذا الاقتتال و البقية على المرتزقة و أي طرف (مطيع) آخر إن يكمل حل مشكلة اليمن مع السعودية بإضعافها و تمزيقها و رهن قرارها للجنة الخاصة و أجهزة الاستخبارات السعودية عبر أدوات محلية. ظلت السعودية تحكم به اليمن منذ قرابة الأربعين عاما. حل مشكلة اليمن إذن هي حل مشكلتها مع السعودية و طالما و السعودية ترفض أي حل يحفظ لليمن وحدتها و سلامها و استقرارها و كرامة أبنائها و استقلال قرارها فلا خيار في هذا السيل سوى حل اليمن أو حل السعودية أو هكذا تفترض الإستراتيجية السعودية تجاه اليمن، و التي لم تتغير بل زادت انكشافا بعدوانها الوحشي و الذي لا أفق له سوى موصلة الوحشية حتى إخضاع اليمن أو إبادة اليمنيين. عدم الاعتراف بهذه الحقيقة يطيل الأزمة و الاقتتال و الاعتراف بها يجعلها حربا واحدة لا حروب متعددة و طويلة المدى. كما يجعلها حربا بين اليمن و السعودية كما هي بالفعل لا بين اليمنيين أو بين اليمنات التي تخطط السعودية لإنشائها بعد دماء كثيرة و حروب طويلة. * معركة تحرير عدن! يستطيع الجيش و اللجان الشعبية استعادة الأحياء التي احتلتها السعودية في عدن كما يستطيعان تحرير مناطق عديدة لا تزال تحت سيطرة مرتزقة آل سعود و التنظيمات الإرهابية، و لكن هذا لا يعني انتهاء الحرب السعودية على اليمن بل ستستمر السعودية بالمجيء بآلاف الإرهابيين و القتلة لفتح جبهات آخرى و جديدة و ستسمر في محاربتنا في أرزاقنا و في ضرب اقتصادنا و كلما قتلنا أو هزمنا أدواتها في جبهة أتت بأموالها بآخرين ليلقوا نفس المصير حتى إنهاكنا أو تركيعنا. من يعتقد أن الحرب على اليمن ستحسم في عدن أو في اليمن عموما فهو واهم بل غافل. لا خيار لإنهاء العدوان السعودي على اليمن إلا بجعل الحرب حدثا سعوديا كبيرا بل حدثا موجعا و قادرا على ضرب أمن و استقرار السعودية و هزيمة جيشها في جبهة القتال الكبرى و التي يستطيع جيشنا و شعبنا إظهار قدراته و بطولاته و هزيمة عدوه شر هزيمة و هو غير متوفر اليوم عبر الصواريخ و الطائرات. بل عبر الالتحام المباشر مع جيش العدو في عمق السعودية نفسها و هناك فقط يسمع العالم بهذه الحرب المنسية، و هناك فقط ينتهي العدوان على اليمن و يعود اليمن مستقرا و سيدا. و هناك أيضا يعاد اعمار ما دمرته السعودية بوحشية حتى اليوم.