قد اتفهم انا والكثيرون من ابناء عدن لجوء المواطنين بهذه المحافظة وغيرهم القادمين اليها للبناء العشوائي في المدينة ، ولعل هذا التفهم ياتي من باب علمنا اليقين الى حاجة هؤلاء لهذه المنازل العشوائية ومع ذلك ما يحدث هذه الايام بعدن شيء غير مقبول كون البعض قام بالبناء داخل المدارس وبجوارها والبعض قام بالبناء داخل حرم المجمعات الصحية واخرون قاموا بالبناء على الطرقات ليس لغرض السكن ولكن لحجز الارض على امل بيعها والبعض يبنون اكشاكا لغرض المقايل . اما الشي الخطير فهو تدمير معالم عدن وتحديدا في كريتر حيث تتواجد السلسلة الجبلية الممتدة من خور مكسر وصولا الى كريتر وجبال شمسان، حيث تتواجد فيها مواقع اثرية يتم ازالتها والبناء عليها الامر الذي يدمر هذا البناء شكلا من اشكال الحضارة العدنية وليس بغريب اذا قلنا ان الجهل يلعب دورا كبيرا لأن من يقوم بمثل هكذا عمل يجهل تدميرها على الاراضي والبناء و(يقرح من قرح). وعلى ما يبدو ان السلطة المحلية من خلال مجاليها المحلية راضية كل الرضا عن هذا العمل والدليل انها تقف بموقف المتفرج على ذلك العبث دون التدخل فيما نشاهدها حازمة كل حزم عندما يتعلق الامر بأصحاب النفوذ والمال وما حدث في بير فضل من قبل الحملة الامنية والتي جاءت بأمر من المساحة العسكرية وما شهدتها منطقة البساتين في مديرية دار سعد من تعليمات متنفذ في عدن لكن للأسف يتم تجاهل البناء العشوائي الذي طال المدارس والجهات الصحية والطرقات ومقالب القمامة والمواقع الاثرية في سلسلة جبال شمسان. وهذا يؤكد ان ممثلي الدولة في عدن ينظرون لأنفسهم وكان امر هؤلاء المواطنين البسطاء لا يعنيهم متناسين ان من يقوم بالبناء هم بسطاء وبالتالي بعد ان يتم البناء وبعد ان يخسر الشخص كل ما يملك ويبيع كل ما يملك ليحصل على مسكن تأتي هذه السلطة تقول لهم كسروا ما بنيتموه ببساطة او تأتي حملة عسكرية لإزالة هذا البناء وعندها تحدث المواجهة وقد يذهب على اثرها ضحايا ابرياء. ومما سبق فان المنطق لحل اشكالية البناء العشوائي الذي تشهده مدينة عدن يأتي في انزال مخططات سكنية تتسع لأبناء عدن عامة ومن خلال الية تعطي الاولوية لهم وان تكون تلك المخططات فعلية وليست ورقية تضم فيها من هب ودب نقولها توجعا عن عدن وناسها الباحثين على عيش كريم في زمن ضاعت فيه كثير من القيم.