سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيما المرتبات متوقفة والمواطن يعاني من تعويم أسعار الوقود والعملات الاجنبية .. النواب في قصري "صنعاء" و"جدة" ونائب وحيد يضرب عن الطعام تحت قبة البرلمان مطالبا بالمرتبات ومراجعة أسعار الوقود
أنس القباطي في وقت لا يزال فيه الغالبية العظمى من موظفي الدولة في القطاعين المدني و العسكري يعانون الأمرين جراء انقطاع مرتباتهم للشهر ال"11″ على التوالي، يقف نواب الشعب في موقف المتفرج لما يجري، خاصة و أن انقطاع المرتبات رافقه انقطاع للمعاشات التقاعدية لمعظم المستفيدين منها، عوضا عن انقطاع معاشات الضمان الاجتماعي منذ بداية الحرب قبل عامين و نصف، باستثناء نائب واحد شذ عن القاعدة. و يوم الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2017، كانت المفارقة الغريبة التي وضعت نواب الشعب أمام محك اخلاقي، تجاه ما يعانيهم شعبهم الذي يتضور جوعا. – في جدة غرب السعودية، التقى عشرات النواب المؤيدين للتحالف السعودي في قاعة قصر السلام، بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي تقصف طائراته منذ عامين و نصف بلادهم، ما تسبب في مقتل و جرح قرابة 40 ألف مدني يمني، و دمرت البنية التحتية للبلاد، و في نهاية اللقاء يتزاحمون على ما يسموها "المكرمة السعودية" و التي تصل إلى 200 ألف ريال سعودي (حوالي 19 مليون ريال يمني) مقابل تدمير بلادهم. – و في صنعاء رفع ما تبقى من نواب الشعب و هم الأكثرية القادرة على عقد جلسات المجلس بنصاب قانوني جلسة مسألة حكومة الانقاذ عن مرتبات الموظفين، و هي الحكومة التي منحوها الثقة، و ذهبوا إلى القصر الجمهوري لحضور احتفال بمناسبة مرور عام على تشكيل المجلس السياسي الأعلى الذي منحوه الثقة قبل عام، في مخالفة صريحة لدستور الجمهورية اليمنية. – و بالمقابل وقف نائب وحيد من بين أعضاء المجلس، رافضا لما يجري، و مفضلا أن يبقى وحيدا في صف الشعب، و هو النائب أحمد سيف حاشد، الذي أعلن صباح الثلاثاء البدء بالاضراب عن الطعام تحت قبة البرلمان اليمني في العاصمة صنعاء، رافضا حضور الاحتفاء بتشكيل المجلس السياسي الأعلى الذي تشكل قبل عام، و يومها كان النائب الوحيد الذي رفض منحه الثقة، كونه ذلك مخالفة دستورية. النائب حاشد يقف اليوم وحيدا في البرلمان، مطالبا بصرف مرتبات الموظفين مدنيين و عسكريين و المعاشات التقاعدية و الضمان الاجتماعي و مراجعة أسعار الوقود و الغاز. و مثلما رفض حاشد عدوان التحالف السعودي على بلاده، يؤكد اليوم تميزه عن باقي المجلس بوقوفه في صف الشعب، رافضا التجويع و الافقار و الفساد و الاستبداد، ليسجل بذلك مفارقة تضع جميع النواب أمام محك اخلاقي، و هو بذلك يذكر زملاؤه في المجلس بالقسم الذي اقسموه قبل 14 عاما من وصولهم إلى تحت قبة البرلمان، و باتوا اليوم لا يتذكرونه. و باضرابه عن الطعام تحت قبة البرلمان يذكر حاشد زملاؤه النواب المتناسين معاناة الشعب، أن سلطات الأمر الواقع في صنعاء عومت المشتقات النفطية و سلطات الأمر الواقع في عدن عومت أسعار الدولار الامريكي و العملات الأجنبية، في وقت لم تلتزم السلطتان ملتزمتين بدفع مرتبات الموظفين و المعاشات التقاعدية و الضمان الاجتماعي. و في الوقت ذاته يذكر حاشد زملاؤه النواب أن سلطات الأمر الواقع باتت متغولة في الفساد و غارقة فيه، و بامكانهم ايقاف ذلك أو الحد منه على أقل تقدير، كونهم من يمثلون الشعب. انحياز حاشد للشعب المطحون بالفقر و الأمراض و الأوبئة، هو التزام أخلاقي و وطني، هكذا يراه حاشد في تأكيد واقعي لشعار حملته الانتخابية (انتخبوا من يمثلكم لا يمثل عليكم) .. و ها هو (حاشد) يمثل كل اليمنيين و لم يمثل عليهم.
