مركز السرطان ما أن تطأ أقدامك ساحته حتى تشعر بالحزن والألم المعتق في داخلك .. مئات المرضى هنا وهناك يتناثرون تقرأ في وجوههم الألم القاتل، والمرض الغادر، والصبر على الواقع المر، حيث مريض السرطان آخر من يذكر من الدولة إلا بهذا المركز الذي لا يستطيع أن يغطي حالات عشرات آلاف التي تتزايد يوما بعد يوم، ويعلو الصراخ، أأنقذونا ولا يجدون من يسمعهم . نزلنا إلى المركز بوازع انساني علنا نسهم ولو بالكلمة بنقل معاناة الإمراض وبؤسهم ونستقرئ معاناتهم بطريقة مهنية تترفع عن صغائر السياسة ودهاليزها، غير أن المؤسف أن يستقبلنا الدكتور محمد درهم القدسي رئيس المجلس العلمي بالمركز الوطني لعلاج الأورام بالاتهام بأننا غير مهنيين. ومع ذلك فأننا نترفع عن الرد عليه وننقل لكم صورا من مآس إنسانية تبكي الحجر الصم، وتمزق نياط القلوب وان قست, وتحرك المشاعر والضمائر الإنسانية، ان تسهم في دعم مرضى السرطان وإيقاف أسباب انتشاره، أو التقليل منها بمنع استخدام المواد الكيماوية في الزراعة، ومنها القات حفاظا على مستقبل أبناءنا الصغار. هذه مقدمة لصور مأساوية ننقلها لكم في التحقيق الصحفي التالي ولكم الحكم عن مدى مهنيتنا من عدمها . عدد من المرضى صرحوا ل "يمنات " قال أحد المرضى" أن هناك إهمال لنا من إدارة المركز وعلاجات غير متوفرة ولا يوجد 60% من العلاجات في المركز وما يتم صرفة لهم هي العلاجات الرخيصة". وقال مريض أخر "أنه يقوم بشراء جرعة العلاج من خارج المستشفى بمبلغ 35 ألف ريال كل نصف شهر ولم يصرف له المستشفى العلاجات المجانية ". مريض أخر يقول انه في ساحة المركز لأكثر من أسبوعين يفترش الأرض ولم يجد سرير في المركز وهذا يؤثر عليه بشكل سلبي وعلى صحته يومياً . وأضاف أن هناك عدد كبير من النساء يفترشن ساحة المركز لعدم وجود الآسره . وقال أخر أنه جاء بوالده إلى المركز وهو في صحة وأدخله المركز وتم عمل له جرعه من قبل ممرضة هندية أثرت سلبياً على صحته وأنتفخ جسمه فطلب منه الأطباء إخراجه إلى البيت وهو الآن في حالة خطرة . وأضاف مريض أخر أنه يحًمل وزير المالية " صخر الوجيه " المسؤولية الكاملة لمعاناة المرضى وذلك لعدم صرف مستحقات الموظفين والعاملين في المركز . وأضاف أنه لا يوجد جهاز رنين مغناطيسي بالمركز بالرغم انه يوجد جهاز ولكن العاملين هنا يرسلونا إلى مستشفى السعودي الألماني أو مستشفى أزال . وفي تصريح ل" يمنات " قال الممرض ضيف الله العمراني أن سبب إضرابهم في مركز الأورام في المستشفى الجمهوري يأتي لتأخير صرف مستحقاتهم من قبل الإدارة ولا يعرف ما هو السبب الحقيقي، إضافة إلى أنه يتم إبلاغهم أنه تم إيقاف مستحقاتهم من قبل وزارة المالية. وقال أنهم يستقبلون الحالات الطارئة فقط أما بقية الحالات فلا يستقبلوها. ونفذ العشرات من موظفي المركز الوطني للأورام " مستشفى الجمهوري في العاصمة صنعاء إضرابا مفتوحاً لهم وذلك للمطالبة في صرف مستحقاتهم المالية التي تم عرقلتها من قبل وزارة المالية وإدارة المركز حسب وصفهم وقال ل "يمنات" معمر قائد الشرعبي مدير شئون الموظفين "أن الموظفين على حق في الإضراب لأن مستحقاتهم تأخرت كثيراً وما يقارب 50 يوماً من تاريخ 25 ديسمبر 2012م ومن حقهم أن يقوموا في إضراب لانتزاع حقوقهم .. ولكن يجب أن يكون تدريجي لأن المرضي هم من يتحملون المعاناة. الأن الأشعة مغلقة، الأشعة العادية مغلقة، الأشعة العلاجية مغلقة، الصيدليات أيضاً بعضها مغلقة، الآن الموظفين مضربون وهم الآن في ساحة المركز، وبحكم أن المدير العام مسافر ونائبه، فلا يوجد متابعة لأمور الموظفين في المالية وإنما كله مواعيد وخبر لا يؤدي إلى نتيجة ولا نعرف أين المشكلة بالضبط هل من وزارة المالية أم من المسئولين الماليين الذين عندنا، هنا توجد مشكلة وقصور بمتابعه حقوق الموظفين ولا يوجد أي رؤية واضحة متى سوف تصرف مستحقاتهم الموظفين وصلوا إلى مرحلة لا يستطيعوا التحمل ولا توجد إدارة بالمركز تتفهم مع قضيتهم بحكم أن المدير ونائبه مسافرين ونحن لا نقدر أن نعمل لهم شيء لأنه في ناس مختصين للمتابعة في المالية.