نائف المشرع على وقع بدء العام الثامن للحرب في اليمن، الحرب ورغم الهدنة المزمنة بشهرين والذي تم الاتفاق قبل أسابيع على تجديدها بعد أن أنتهت مدتها الأولى والتي لم تأتي بجديد ولم تعالج ما خلفته الحرب خلال ثمان سنوات من أزمات إنسانية رغم تسميتها بالهدنة الإنسانية، بينما الحرب لا زالت قائمة وما قامت به الهدنة هو تحويل الحرب من حرب ببارود ودماء بين طرفي الصراع إلى حرب بلا بارود وبلا دماء يشنها الطرفان ضد الشعب. ما الذي أتت به الهدنة؟ -المعاناة لم تخفف، المرتبات لم تصرف، الطرقات لم تفتح، الجراح لم تضمد، الخطابات الطائفية والمناطقية لم تتوقف، العملة الوطنية لم تدعم، الأسعار للمواد الأساسية لم تخفض. لم تأتي الهدنة بشيء سوى إنها سمحت لتجار الأزمات باستيراد الوقود وكل ما يستورد بكل بساطة كي يستمروا باستغلال الشعب وإبتزازه،. الأممالمتحدة وكل القوى الدولية الساعية لفرض الهدنة في اليمن تتعمد وتتجاهل حقيقة يدركها الجميع وهي إن جميع أطراف الصراع في اليمن طالما لم تكن ملزمة بمعالجة الملفات الإنسانية والأقتصادية وصرف المرتبات، ومعنية بوقف الأبتزاز والاستغلال والفساد بحق الشعب فإنها لن تذهب للسلام الذي يودي إلى إنهاء الحرب والدخول في عملية سلام بشكل شامل ودون قيود أو شروط تعجيزيه، وطالما لم تكن ملزمة بهذا فلن يحدث سلام ولن تذهب للسلام وستظل تستثمر الحرب التي تعدها فرصة للربح لن تجدها إذا ما حدث سلام شامل وتوقفت الحرب. وما لا يدركه غالبية أبناء اليمن أن اليمن تتعرض لأكثر من عدوان وليس وحدها الحرب العسكرية التي يخوضها الطرفان تعد عدوان، وإنما كذلك الفساد المالي والإداري المزدهر لدى الطرفين عدوان، وقطع المرتبات عدوان، وإبتزاز الشعب بالوقود وإرتفاع الأسعار وفرض المزيد من الجبايات والضرائب عدوان، ومصادرة المساعدات الإنسانية عدوان، وإنتهاك الحقوق وتقييد الحريات عدوان، ومخالفة النظام والقانون والدستور عدوان، والتحريض الطائفي والمناطقي عدوان. وجميع الأطراف التي تخوض الحرب تمارس كل أشكال العدوان ضد الشعب، ومسؤولة عن كل حصل ويحصل وما سيحصل بعد. ولم يعد هناك جلاد وضحية وإنما صار الجميع جلادون ومعتدين على شعب أعزل يطمح بالأمن والأمان والسلام والأستقرار ولن يحصل على ما يطمح به بالهدن الكاذبة والمؤقتة التي لم تعالج معاناته وتحل أزماته،. ولن يتحقق طموحه بالصمت على جميع الأطراف وإنما سيتحقق طموحه بالتحرك والرفض والوقوف بوجه جميع أطراف الصراع دون إستثنى لطرف مهما كانت الشعارات التي يرفعها والذرائع التي يتحجج بها والتي تعرت وأنكشفت بحلول الهدنة القائمة التي لم تحدث أي تغيير.. ودون التحرك والرفض والوقوف ضد جميع الأطراف لوقف الحرب وكل أشكال العدوان فلن يحصل سلام ولن تبقى وحدة ولا دولة ولا وطن ولا مواطنة ولا حرية ولا عدالة ولا كرمة ولا حتى وسيلة للعيش والبقاء..