وزينت المحافظة بالاوراق الملونة والاعلام العراقية. وقال الكولونيل شاون ريد الذي يتولى قيادة القوات الامنية المسؤولة عن امن مدينة بعقوبة، ان "هذه المدينة عرفت بالجحيم، مرت بايام سوداء، وان التحسن الامني الذي حدث مؤخرا لا يصدق مقارنة بالاوضاع قبل ثلاث سنوات". ويفترض ان تغادر القوات الاميركية جميع المدن والنواحي والقصبات العراقية وتستقر في قواعد خارجها، في الثلاثين من الشهر الحالي، يعقب ذلك انسحاب كامل عن البلاد نهاية العام 2011، وفقا للاتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. واقامت السلطات المحلية احتفالية في مبنى المحافظة وسط المدينة، حضرها محافظ ديالى عبد الناصر المهداوي وممثلون عن القوات الاميركية وقائد شرطة المحافظة اللواء عبد الحسين الشمري وقائد عمليات ديالى اللواء طارق العزاوي اضافة الى مسؤولين محليين، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس. وفرضت القوات الاميركية اجراءات امنية مشددة حول موقع الاحتفال، ونشرت جنودها على سطوح المبان القريبة، وقطعت الطرق المؤدية لمكان الاحتفال. ومر بالكاد عام واحد فقط على العملية العسكرية التي نفذتها قوات اميركية عراقية ضد تنظيم القاعدة الذي فرض سيطرته عليها، لكن ما زالت هناك جيوب لمتمردين يواصلون تنفيذ اعمال عنف. فقد داهم مسلحون مجهولون يرتدون زيا عسكريا الاحد منزل مقدم في الجيش في منطقة حمرين (35 كلم شرق بعقوبة) ولم يعثروا عليه فقاموا بقتل شقيقه وتفجير عبوة امام منزله اسفرت عن اصابة شخصين من المارة. لكن مثل هذه الهجمات لا تقارن باعمال العنف التي كانت تحدث في السابق والتي كانت تنفذها القاعدة ابان قيادة زعيمها السابق ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل بضربة جوية اميركية في حزيران/يونيو 2006 شمال هذه المدينة. وبدأت القوات الاميركية انسحابها من بعقوبة منذ ثلاثة اشهر وغادر الجنود ثلاثة مقار فيما سيغادرون الاخير في الثلاثين من حزيران/يونيو بالتزامن مع موعد الانسحاب الاميركي من المدن. وستلعب القوات الاميركية بعد الثلاثين من الشهر الحالي دور المساندة للقوات العراقية عند الحاجة الى ذلك. وقال مصدر عسكري عراقي ان القوات الاميركية ستستقر في خمس قواعد بعد مغادرتها مدن ونواحي المحافظة. واوضح ان "المقار الجديدة للقوات الاميركية ستكون في خانقين (120 كلم شرق) وبلدروز (25 كلم جنوب شرق) والمقدادية (30 كلم شرق) ومطار عباس بن فرناس (شمال) وخان بني سعد (10 كلم جنوب)". ويقدر عديد القوات الاميركية في ديالى بحوالى عشرة الاف عسكري، وفقا لمصدر امني عراقي، فيما تقدر القوات العراقية بنحو 39 الفا، منها 17 الف عسكري و22 الف شرطي، اضافة الى قوات الصحوة التي تقدر بعشرة الاف رجل، وفقا للمصدر. واكد ريد ان الانسحاب كان نفذ بطريقة جيدة "لكي لا يخلق فراغا امنيا" يمكن ان يستغله المسلحون. لكن بعض العسكريين اعربوا عن قلقهم لعدم وضوح تفاصيل تتعلق بتنفيذ الاتفاقية الامنية. وقال الكابتن تود تاتوم الذي حضر الاحتفالية "الامر يبدوا كأنه ثوابت وضعت بخطوط عريضة، ليس هناك تفاصيل، ووضوح". واضاف "في هذا المكان من العالم يجب ان ننتظر حتى الدقيقة الاخيرة لمعرفة ما هو مخبأ"، وتابع "نحن حذرون رغم تفاؤلنا". من جانبه، قال الجنرال نيكسون "لدينا تعاون كبير مع شركائنا (العراقيين) وهو ما يساعدنا على معالجة اي خلافات معهم". وتؤكد القوات العراقية قدرتها على السيطرة على الاوضاع الامنية رغم موجة العنف التي وقعت في بغداد وكركوك خلال الايام الاخيرة، الامر الذي يشير الى هشاشة الامن. وقال قائد شرطة ديالى ان "القوات العراقية جاهزة منذ اربعة الى خمسة اشهر، نحن مستعدون من حيث العدة والعدد والتدريب".