قالت مصادر محلية بمحافظة تعز، أن مسلحين من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، على متن حوالي 12 سيارة، دخلوا مدينة تعز، أمس، عبر الطريق الرسمي من منطقة الحوبان، ضمن موكب جثمان العقيد نجيب المنصوري، الذي توفي، أمس الأول، في حادث مروري في منطقة العند بمحافظة لحج، قبل وصوله إلى مدينة عدن، لتشكيل مجلس عسكري تابع للجماعة. ونقلت يومية "الأولى" عن المصادر إن النقاط العسكرية في مدخل مدينة تعز، منعت المسلحين من الدخول، إلا أن مدير شرطة المحافظة وجه بدخول 3 سيارات لمسلحين مع الموكب، بعد تواصله مع المحافظ شوقي أحمد هائل، فيما سمح لأكثر من 10 سيارات مليئة بالمسلحين، بمرافقة الموكب إلى داخل المدينة. وأضافت أنه تمت الصلاة على جثمان الفقيد المنصوري، في مسجد السعيد بعصيفرة، وشوهد عشرات السيارات المليئة بالمسلحين في محيط الجامع، لافتة إلى أنه تم ترديد "الصرخة"، بعد الصلاة على الفقيد، من قبل المتواجدين داخل المسجد المكتظ بعشرات المسلحين التابعين لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين). وذكرت المصادر أنه بعد الصلاة على جثمان المنصور، تحركت حوالي 40 سيارة مدججة بالمسلحين الحوثيين، باتجاه مديرية التربة لتشييع المنصوري إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه، الأمر الذي ولد حالة استياء وسط المواطنين وكافة أطياف ومكونات المحافظة. ونقلت "الأولى" عن ناشطون حقوقيون بمدينة تعز، أن دخول عشرات المسلحين الحوثيين إلى المدينة، وتريديهم "الصرخة" داخل مسجد السعيد، في ظل تواجد عدد من الأطقم الأمنية والعسكرية، يعني أن هناك خطراً قادماً سيجتاح تعز. وأوضح الناشطون أن إدارة أمن المحافظة سمحت بدخول 12 سيارة مليئة بالمسلحين ضمن موكب جثمان المنصوري، وبعد ذلك توافدت عشرات السيارات من المسلحين إلى جامع السعيد، وبعد الصلاة عليه شوهد حوالي 40 سيارة يستقلها مسلحون تابعون ل"أنصار الله"، ضمن موكب التشييع الذي تحرك إلى مدينة التربة. واعتبروا أن الهدف من ذلك كسر شوكة المقاومة المجتمعية داخل محافظة تعز، ومرحلة قادمة لإسقاط تعز بشكل مرن وسلس، مرجحين وجود تواطؤ من السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في المحافظة، بشأن ذلك. وحمل الناشطون السلطة المحلية بالمحافظة والأجهزة الأمنية والعسكرية، المسؤولية الكاملة إزاء تدفق المسلحين إلى المدينة، بحجة دفن العقيد المنصوري، والذي ربما يكون فيه مغزى للسيطرة على المحافظة، حد تعبيرهم. منوهين إلى أن محافظ تعز سيعقد اجتماعاً، صباح اليوم الأربعاء، مع اللجنة الأمنية وكافة المكونات في المحافظة، للوقوف أمام القضية. وفي السياق ذاته، نقلت "الأولى" عن الناشطة الحقوقية إشراق المقطري، إن هناك مخاوف وقلقاً لدى أوساط السكان المحليين في المحافظة، أثناء مشاهدتهم، أمس، المظاهر المسلحة والشعارات التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، بالرغم من الانتشار الأمني والعسكري الذي تشهده المدينة. وأشارت المقطري إلى أنه تم، مساء أمس، عقد اجتماع لكافة المكونات الشبابية والثورية في محافظة تعز، للوقوف أمام قضية دخول المسلحين، وسيخرج الاجتماع ببيان يرفض تواجد أية مليشيات مسلحة داخل المحافظة. وقالت صحيفة "الأولى" أنها علمت من مصادر وصفتها بالمطلعة أن والد الفقيد نجيب المنصوري، ظهرت عليه حالة استياء كبيرة نتيجة تواجد كم هائل من المسلحين المرافقين لجنازة نجله، مشيرة إلى أنه تحدث للمتواجدين في المقبرة أنه ليس هناك داعٍ أن يرافق جنازة نجله كل أولئك المسلحين، كونه ميتاً. وأضافت المصادر أنه تم لف جثمان الفقيد بشعار "الصرخة"، قبل إنزاله إلى القبر، ومن ثم تمت عملية الدفن. وأشارت إلى أن عدداً من مسلحي جماعة الحوثي غادروا محافظة تعز بعد الانتهاء من تشييع المنصوري، إلى مدينة إب الخاضعة لسيطرتهم، فيما عدد منهم لا زالوا في مدينة التربة، لتقديم واجب العزاء لأسرة الفقيد، منوهة إلى أن دخولهم كان بالتنسيق مع الجهات الأمنية في المحافظة.